أعلنت وزارة الخزانة الأميركية مؤخرا عن عقوبات جديدة على 19 من الشركات الإيرانية وإضافة شخصيات إلى لائحتها السوداء. وتعتبر هذه العقوبات الأولى التي تفرضها الولايات المتحدة بعد المرحلة الأولى من الاتفاق الذي أبرمته إيران والدول الست المعنية في جنيف حول البرنامج النووي. ومن جانبها، أعلنت إيران الانسحاب من المحادثات بشكل قاطع احتجاجا على ما قامت به الولايات المتحدة. وبالرغم من أن هذا الصدام كان مرعبا لكن لحسن الحظ لم يحدث أضرارا، وأعلن علي لاريجاني كبير المفاوضين الإيرانيين حول الملف النووي بعد بضعة أيام عن استمرار إيران المشاركة في المحادثات الفنية حول القضية النووية الإيرانية.
لقد كانت هذه الحلقة غير متوقعة ومثيرة للدهشة لكنها أيضا معقولة. حيث أن دول عديدة توقعت بتحولات وانعطافات وعقبات سوف يواجهها الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران ومجموعة «خمسة زائد واحد» في 24 نوفمبر هذا العام. وأن الولايات المتحدة وإيران بحاجة إلى اختراق العديد من العقبات الداخلية، وأن يكون للجانبين أيضا تطلعاتهم واهتماماتهم في عملية التسوية للقضية النووية الإيرانية. كما عارضت إسرائيل بوضوح المرحلة الأولى من الاتفاق النووي الإيراني، وتواصل الضغط على الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أن المملكة العربية السعودية ودول خليج أخرى قلقة أيضا. وبالتالي، فإن استبعاد تأثير مثل هذه التدخلات في تقدم المفاوضات النووية الإيرانية صعب للغاية.
يوجد في الاتفاق المبدئي الذي توصلت إليه إيران والدول الست حول القضية النووية الإيرانية أماكن كثيرة غامضة، كما أن ترك أماكن أخرى فارغة قد تؤدي إلى تفسيرات مختلفة. وإن تهيئة ظروف الاتفاق في ظل غموض هذا العمل الإبداعي يضيف للعملية عدم القين. وأوضحت الولايات المتحدة الأمريكية أن العقوبات الأخيرة التي فرضتها على إيران هي مجرد تنفيذ أحكام وعقوبات قائمة وليست إجراءات جديدة ضد إيران.
لقد شهدت الولايات المتحدة وإيران غضبا وسخطا سياسيا من بعض القوى السياسية الداخلية في المرحلة الأولى من الاتفاق النووي الإيراني في محاولة لوقف مواصلة المفاوضات. وقد هدد مجلس الشيوخ الأمريكي بتمرير مشروع قانون عقوبات جديدة، وعارض المتشددون في إيران وقف تطوير الطاقة النووية. وإن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية فجأة قائمة عقوبات جديدة، وإعلان إيران وقف المحادثات ما هو إلا استعراض أمام خصومهم. ومع ذلك، تبين التجارب السابقة أن سريان الأحداث في مثل هذه الأفلام المثيرة قد تفلت من قبضة يد المخرج، وأن التمثيل غير الجيد من السهل أن يدمر بيئة المفاوضات التي تم التوصل إليها بشق الأنفس. وهذا ينطبق في مثل هذه اللحظة الحساسة. وقد نشرت صحيفة «الجارديان البريطانية». في افتتاحيتها: " إنه من المأساة أن يكون نجاح المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني رهن الأقوال والأفعال القصيرة النظر."
إن التوصل إلى المرحلة الأولى من الاتفاق النووي الإيراني من خلال الوسائل الدبلوماسية خطوة هامة نحو التوصل إلى حل سلمي وشامل للقضية النووية الإيرانية وذلك تماشيا مع المصالح الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية، ومصالح المجتمع الدولي. وعلقت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية عن الاتفاق النووي الإيراني بـ" بداية جيدة، نهاية بعيدة". ومن أجل مواصلة التقدم في المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني يتعين على الولايات المتحدة وإيران الالتزام بالاتفاق، وترسيخ عزمهما لحل جميع أنواع المخاطر بمسؤولية عالية والثقة المتبادلة.
ومن جهتها، ستواصل الصين الالتزام لتعزيز المفاوضات من اجل تحقيق حل شامل للقضية النووية الإيرانية، وعازمة على لعب دور بناء للوصول إلى حل مناسب. وينبغي أن يستند الأطراف المعنية في القضية النووية الإيرانية على أساس الاحترام المتبادل ومبدأ المساواة وتنفيذ الخطط واحدة تلو آخرى، والضرب على الحديد وهو ساخن، وبذل الجهود الرامية إلى الحفاظ على بيئة وزخم الحل الدبلوماسي السياسي لتحقيق التقدم الحقيقي للقضية.
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn