موقفا ألمانيا واليابان من تاريخ الحرب العالمية الثانية مختلفان

كان موقف ألمانيا تجاه ماضيها في الحرب العالمية الثانية مختلفا إلى حد كبير مع موقف القادة في اليابان. فبعيدا عن إنكارها لتاريخها، تتعامل ألمانيا مع الجرائم التي ارتكبتها النازية بشكل أمين.

زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لضريح ياسوكوني في نهاية العام الماضي تعد نفيا سافرا للجرائم التي ارتكبتها اليابان أثناء الحرب العالمية الثانية.

وعلى العكس، نالت ألمانيا الاحترام بسبب الطريقة التي تعاملت بها مع ماضيها. ففي ديسمبر عام 1970، زار مستشار ألمانيا الغربية ويلي براندت وارسو وجثا على ركبتيه أمام نصب تذكاري لانتفاضة غيتو بوارسو في عام 1943. وكثير من المواطنين في بولاندا وألمانيا كانوا متأثرين جدا بهذه البادرة المشهورة المفعمة بالندم والاعتذار. وفي أغسطس عام 2013، زارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل معسكر اعتقال نازيا سابقا في داخاو بجنوب ألمانيا، استجابة لطلب من سجين سابق.

أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية:" إنها لحظة نادرة جدا بالنسبة لي لمقابلتكم وناجين آخرين وأقارب ناجين في هذا المكان. وأود أن أشكركم من أعماقي على حضوركم."

كانت ميركل أول مستشار ألماني يزور معسكر الاعتقال الذي قتل فيه أكثر من ثلاثة وأربعين ألف شخص من قبل النازية في الفترة ما بين 1933 و1945، حيث قالت ميركل إن ما حدث في معسكرات الاعتقال كان وما زال غير مقبول.

أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية:" ذكرى مصيرهم تغمرني بالحزن والعار العميقين. وفي الوقت نفسه، الأماكن التي تشبه الموقع التذكاري لمعسكر الاعتقال في داخاو تمثل رسالة مثيرة للندم والحسرة."

وعلى الرغم من أن ميركل قامت بزيارتها أثناء موسم الانتخابات، إلا أن الكثيرين اعتبروها رسالة إيجابية.

د. مايكل ويغل، عالم سياسي في جامعة ميونيخ:" يمثل ذلك في التقليد الوطني لألمانيا تذكيرا بالمحرقة، ومسؤولية ألمانيا إزاءها، وإلى حد ما، يمثل تقليدا لسياسة أنجيلا ميركل التي أظهرت في السنوات الأخيرة أن هذا الموضوع، وهذه الأسئلة مهمة بالنسبة لها ".

أعربت ألمانيا عن أسفها إزاء تاريخها، ورغبتها في التعويض عن الماضي، والوقوف بجاهزية لكسب ثقة المجتمع الدولي التي هي بحاجة إلى المُضي قدما فيها. أما تصرفات شينزو آبي فتقف على النقيض من ذلك تماما. ويأمل الكثيرون في أن تكون إدانة المجتمع الدولي وقلقه من زيارة آبي لضريح ياسوكوني قوية إلى الحد الذي تساهم فيه بإضافة التعقل الى الزعامة اليابانية.

/مصدر: CCTV عربي/