تعليق:سعي اليابان لإدراج خطابات الكاميكازي على قائمة التراث العالمي يلحق الخزي بها

طوكيو 6 فبراير 2014 /أعلنت مدينة يابانية مؤخرا أنها أرسلت أكثر من 300 خطاب كتبها طيارو كاميكازي سيئو السمعة لليونسكو لإدراجها في برنامج تسجيل ذاكرة العالم.

وقال عمدة ميناميكيوشو، موطن طياري الكاميكازي الذين شنوا هجمات انتحارية ضد سفن الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، إنه أراد أن تمكن الخطابات الناس من التفكير فى أهوال الحرب والسلام، حسبما ذكرت تقارير إعلامية.

بيد أن السؤال هو كيف يمكن للخطابات أن تحرك التفكير في السلام؟. لقد كان انتحاريو كاميكازي، في الحقيقة، مخلوقات مجنونة بالعسكرية اليابانية السابقة وكان الطيارون مريدين روحيين متعصبين للسياسة المرعبة وأجزاء في آلة الحرب اليابانية.

وينبغي على مسؤولي مدينة ميناميكيوشو أن يعلموا أن اليونسكو اعترفت بمعسكر أوشفيتز بيركينو الألماني النازي للاعتقال والإبادة في بولندا كإرث عالمي، لأنه يفضح جرائم الحرب التي ارتكبتها ألمانيا النازية. حتى انهم لايستطيعون إنكار ذلك في اليابان، فبعد إصدار رئيس الوزراء وقتئذ توميشي موراياما بيانا يعبر عن التأمل فى نتيجة الحرب، تم ادراج نصب السلام التذكاري في هيروشيما، وهو بقية من القصف الأمريكى للمدينة بقنبلة ذرية، على قائمة التراث العالمي. لكن الخطابات، بالإضافة لاشياء أخرى مثل علم الجيش الياباني السابق والسيف العسكرى والخطابات الدموية التي جمعت فيما يسمى بمتحف شيران للسلام ، انما تعيد الى الاذهان حزن العالم العميق بشأن الاعمال الخاطئة لليابان خلال الحرب العالمية الثانية، لأن أكثر المواد المجمعة تعرض ماضي البلاد العسكري.

ومن المأمول أن ترفض اليونسكو طلب اليابان إدراج خطابات كاميكازي، لأنها إذا قبلته ، فسوف يتقدم أحد لضم كتاب (كفاحى) لإدولف هتلر وضريح ياسوكوني للتراث العالمي. وتعكس الخطوة الجديدة لتبييض صفحة السلوك الوحشى لليابان خلال الحرب أن المجتمع الياباني في طريقه سريعا الى الانحراف اليميني ،ومن الخطورة على العالم ان يصبح التفكير الذى يتجاهل التاريخ، أمرا مسلما به في تلك الدولة . كما تخطط اليابان لإدراج مواقع تراثها الصناعى الحديث في كيوشو وياماجوتشى، التي تم فيها استعباد العمال من الصين وكوريا الجنوبية، فى قائمة التراث العالمي.

ونفى ناوكي هياكوتا، احد مديري الاذاعة الوطنية اليابانية، وجود مذبحة نانينغ في اعقاب تصريحات خاطئة لرئيس الإذاعة الجديد عن" نساء المتعة" في وقت سابق. وستؤدي كافة الخطوات المضحكة التي يقوم بها اليمينيون اليابانيون في محاولة لتغطية جرائمهم الى الحاق الخزي باليابان بلا شك وتشويه صورتها امام المجتمع الدولي. وتحت ظل حكومة محافظة يقودها رئيس الوزراء المتشدد شينزو آبي، فإن مستقبل اليابان يثير قلق العالم لأنه لا أحد يعلم إلى أي مدى ستذهب البلاد في الطريق الخطأ.

/مصدر: شينخوا/