تعليق: أوكرانيا تحتاج رجال إطفاء وليس مشعلي حرائق

بكين 13 ابريل 2014 /في ظل المخاوف من إندلاع اشتباكات عنيفة في أوكرانيا، قررت الولايات المتحدة امس (السبت) إرسال نائب الرئيس إلى هذا البلد ذو الأهمية الجيوسياسية الفريدة.

وستكون الزيارة التي يقوم بها جو بايدن يوم 22 ابريل الجاري هي الأهم لمسؤول أمريكي رفيع المستوى لأوكرانيا منذ بدء الأزمة هناك ومن المتوقع أن يشدد فيها على دعم واشنطن "لأوكرانيا موحدة وديمقراطية".

ومن المفارقات أن القرم انفصلت بالفعل ولم تعد أوكرانيا موحدة. ومع تنامي المشاعر المؤيدة لموسكو وصيحات الاستقلال والانضمام لروسيا في شرق أوكرانيا أصبحت البلاد على شفا المزيد من الفوضى.

وما يضيف لسخرية الموقف أن الدول الغربية وليس فقط الولايات المتحدة لعبت دورا ليس بالبسيط في دفع أوكرانيا لدوامتها الحالية.

زرع الغرب بذور المواجهة عن طريق إثارة الشقاق وإشعال التوتر. لقد حول الغرب شعلة الاحتجاجات إلى نيران مدمرة وأجج تلك النيران في حين تحترق أوكرانيا.

وتبين أن الولايات المتحدة بكل احساسها بالسمو الأخلاقي وامتلاك ناصية الصواب لا تنجح إلا في إشعال الحرائق فقط بدلا من إطفائها.

ومن منظور جيوسياسي اضطرب توازن القوى في المنطقة بعد أن جعلت الدول الغربية روسيا تشعر بعدم الأمان عن طريق دفع حدودهم لتصبح أقرب من موسكو.

وفي ظل تنامي المخاوف لا زال الوضع المتصاعد بالفعل يتدهور أكثر وأكثر وبدأ يتحول لأسوأ مواجهة بين الغرب وروسيا منذ نهاية الحرب الباردة وهو سيناريو قد يؤدي لمزيد من المتاعب لأوكرانيا كما قد يقوض السلام في المنطقة والعالم.

وهناك حاجة للوقف الفوري لتصعيد الموقف ومنع نيران الأزمة الأوكرانية من إلتهام المنطقة بأكلمها وإحراق النظام العالمي الحالي بالكامل.

والمخرج الوحيد القابل للتطبيق الآن هو حل سياسي. ولابد أن تتجنب كافة الأطراف المعنية إتخاذ أي فعل قد يؤدي لمزيد من التدهور في الوضع وبدء إرساء أساس الحوار.

ولابد أن تلعب القوى الخارجية دور رجال الإطفاء وليس مشعلي الحرائق، ولابد أن يلعبوا دورا بناء عن طريق إقناع الأوكرانيين من جميع الأطراف على التهدئة والتعاون من أجل الوصول لمخرج.

لكن التوقعات ليست مظلمة تماما حيث يخطط دبلوماسيين من أوكرانيا والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي للاجتماع من أجل عقد محادثات مباشرة حول الأزمة الأوكرانية في جينيف خلال الأيام القادمة.

وهذا الاجتماع الرباعي وهو الأول من نوعه منذ بدء الأزمة يوفر فرصة للتوصل لحل. ومن الضروري أن يستفيد المشاركين منه وأن يقوموا بتحويل شعلة الأمل إلى منارة مضيئة للحوار والسلام.

/مصدر: شينخوا/