بكين   مشمس جزئياً~ غائم 9/2 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة
  2. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تقرير خاص: وفيات أطفال الشوارع فى الصين جرح في المجتمع

2012:11:21.08:26    حجم الخط:    اطبع

قويتشو 20 نوفمبر 2012 (شينخوا) في الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للطفولة اليوم (الثلاثاء)، يعلن الصينيون الحداد على خمسة من أطفال الشوارع عثر عليهم موتى في صندوق قمامة على جانب الطريق فى الأسبوع الماضي.

وقالت الشرطة ان الأطفال قاموا بإشعال الفحم لتدفئة المأوي الرث الذي يعيشون فيه، ولكنهم تعرضوا لتسمم بسبب غاز أول أكسيد الكربون.

وشهدت ليلة الجمعة الماضية، التي يعتقد أن الاطفال توفوا فيها، سقوط أمطار خفيفة على مدينة بيجي التي يقيم فيها الأطفال والواقعة في مقاطعة قويتشو بجنوب غرب الصين، ووصلت درجة الحرارة فيها إلى 6 درجات مئوية.

وأثار الحادث المأساوي تعاطف الصينيين. وقال العديد من مستخدمي شبكة الانترنت إن الأمر مؤلم في ظل المكانة التي يحظى بها اسرع اقتصادات العالم نموا ويذكرهم بقصة "بائعة الكبريت" للكاتب هانز كريستيان اندرسون.

وكتب أحد رواد الانترنت، الذى يطلق على نفسه اسم "لينفيز موم" على شبكة "Weibo.com"، وهو موقع مدونات صغيرة يشبه موقع تويتر للتواصل الاجتماعي "فلنضيء طريقهم إلى السماء بالشموع، فهؤلاء الاطفال الذين لا يمتلكون حتى عود الكبريت للحصول على التدفئة، لن يعانوا مرة اخرى من البرد القارس والجوع".

ونشرت سلطات المدينة في بيجي أسماء الاطفال الخمسة صباح اليوم (الثلاثاء)، بعد قرار صدر في وقت متأخر من مساء امس بمعاقبة ثمانية أشخاص على صلة بالحادث.

وينتمي الاطفال الذين تتراوح اعمارهم ما بين تسعة وثلاثة عشر عاما لنفس العائلة في بلدة شينغهايتشيجي في مركز تشيشينغقوان بمدينة بيجي. حيث ترك أربعة منهم الدراسة في حين كان الخامس ينقطع عن المدرسة كثيرا.

وكانت وفاة هؤلاء الاطفال سببا في طرد اثنين من مديري المدارس المحلية وأربعة مسؤولين حكوميين مسؤولين عن الشؤون التعليمية والمدنية. وأوقف اثنان من نواب رئيس بلدة تشيشينغقوان عن العمل لحين الانتهاء من التحقيق.

الإهمال في الوقت الذي اتهم فيه عدد كبير من مستخدمي الشبكة العنكبوتية الحكومة المحلية بالإهمال، قال آخرون إن المسؤولية تقع ايضا على عاتق أولياء الأمور.

ويذكر أن بيجي، وهي مدينة حبيسة وغنية بالموارد يبلغ تعداد سكانها 7 ملايين شخص، مقامة على منحدرات . وقد ترك العديد من الفلاحين المحليين منازلهم بحثا عن العمل في المدينة، وتركوا أبناءهم مع أجدادهم أو اقاربهم.

وكان الأطفال الخمسة المتوفون أبناء عمومة وكان آباؤهم ثلاثة اشقاء. ويعمل اثنان من الآباء في جمع القمامة في شنتشن، وهي مدينة مزدهرة بالقرب من هونج كونج.

وكان تاو يوان وو، والد اثنين من الصبية ، تاو تشونغ (12 عاما)، وتاو بو (9 اعوام)، على إجبار إبنيه على العودة إلى المدرسة عند عودته إلى المنزل في عطلة العام القمرى التقليدى في فبراير.

ولكن مكالمة الشرطة في بلدته ، غيرت من مسار رحلته. ووصل مع شقيقه تاو شيويه يوان، إلى المنزل يوم امس، ليجدوا جميع اطفالهم قد توفوا.

وشهق بالبكاء قائلا "الخمسة جميعم قد توفوا...". "لم يكن ذلك ليحدث إذا كانوا ذهبوا إلى المدرسة".

وقال تاو إنه على الرغم من دعوات مدرسيهم المتوالية لاقناعهم، إلا أن الاطفال رفضوا العودة إلى التعليم، قائلين إنهم يحصلون على درجات منخفضة ولا يحبون التعلم.

واضاف تاو جين يو، والد الطفل تشونغ لين (13 عاما) أنهم كانوا دائما يخرجون للتسكع في البلدة معا، "واحيانا لا يعودون للمنزل ليلا".

وكان تاو جين يو هو الأب الوحيد الذي اقام في بلدتهم الريفية، ويعمل بجد لكسب رزقه. وطرد طفله تشونغ لين من المدرسة منذ عامين وكان يساعده احيانا في تربية الماشية. وقال "في البداية، أعدته للمدرسة بالقوة. ولكن كل مرة كان يهرب، لذا فقدت فيه الأمل في العودة للتعلم".

وبسبب معاناته من الفقر وعمله الشاق في المزرعة، لم يكن هو وزوجته يوليان اهتماما كبيرا لابنهما، وكان يتركاه وحده مع ابناء عمومته.

وكان من المفترض ان الاطفال الاربعة الآخرين ترعاهم جدة طاعنة في السن وكفيفة وهو ما يجعلها تجد صعوبة في الاهتمام بنفسها حتى، لذا يلجأ الاطفال في معظم الوقت للاعتناء بأنفسهم.

وقد تغيبوا عن المنزل لمدة ثلاثة اسابيع عندما عثر عليهم احد جامعي القمامة موتي يوم الجمعة الماضي في صندوق للقمامة بالقرب من مركز مدينة بيجي، الذي يبعد على الاقل 20 كيلومترا من قريتهم.

وقال هو جي هونغ، نائب عمدة بيجي، "يجب علينا ان نضع صالح الاطفال والاعتناء بهم على قمة اولويتنا"، "وفي الحقيقة، هناك العديد من الاطفال الذين يفتقرون للاهتمام يهيمون في الشوارع، حتى إن بعضهم قد فروا إلى مقاطعات أخرى".

وقال إنه من الضروري بالنسبة للأسر والحكومة ان يوليا معا اهتماما لهؤلاء الصغار.

محنة في المجتمع

وعلى الرغم من أن الآباء ورعاة الأطفال يقومون بدور لاغنى عنه في الاعتناء بالأطفال ، تكشف حالات الوفاة غير الطبيعية عن قصور كبير فيما يتعلق بتلك المسألة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وذكرت صحيفة الشعب اليومية في تقرير نشرته اليوم (الثلاثاء) أن "ثماني وكالات حكومية مركزية دشنت العام الماضي مشروع "عودة الاطفال الى منازلهم" بهدف تطهير كافة شوارع الصين من الأطفال المشردين بحلول نهاية العام الجاري. فلماذا لم يتم إبلاغ سلطات المدينة عن هؤلاء الأطفال الخمسة المشردين في الشوارع منذ ثلاثة أسابيع؟".

وذكرت المقالة التي كتبها لي هونغ بينغ إن "مستقبل مجتمعنا يكمن في سعادة الأطفال. فإن قلة الرعاية للاطفال ستؤتى ثمار عكسية يوما ما وستضر أمتنا".

وأكد القائد الجديد للصين شي جين بينغ، قبل يوم واحد فقط من وقوع الحادث، على الاعتناء بالاطفال في اول كلمة عامة له.

وقال للصحفيين يوم الخميس الماضي ، بينما كان الأعضاء المنتخبون حديثا في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني يظهرون أمام الرأى العام لأول مرة كمجموعة خلال المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب إن "الاباء يريدون ان ينمو اطفالهم فى حالة جيدة ، وأن يحصلوا على وظائف جيدة ويحظون بحياة اكثر متعة ".

وتساءلت صحيفة الشعب "ألا نشعر بأننا نجلس على أحر من الجمر عندما يهيم أطفالنا في الشوارع ويتكدسون في مركبات قديمة للذهاب إلى مدارس بعيدة".

وقالت فو بينغ، وهى باحثة أكاديمية في شانغهاي، إن هناك حاجة ملحة لاصدار قانون يكفل صالح الأطفال ويوفر المساعدة الحكومية لأطفال الشوارع. "وستساعد مثل تلك القوانين على ضمان تمويل كاف للأطفال المحتاجين".

ويعتبر الإنفاق الحكومي في الصين مصدرا رئيسيا للتمويل في مساعدة أطفال الشوارع.

وقال هو يان بينغ، مالك شركة خاصة في تشانغتشون، عاصمة مقاطعة جيلين بشمال شرق الصين "إن إصدار مزيد من التشريعات سيشجع مستثمري القطاع الخاص على تقديم يد العون".

كان فو قد أسس أول مستشفى في الصين لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في 2002 وساعد في إيواء العشرات، ومعظمهم من اطفال الشوارع.

وقال إن "القطاع الخاص يقع على عاتقه دور أكبر في مساعدة الاطفال المحتاجين|. "ولكن هذه مهمة شاقة لا يمكن القيام بها من جانب فرد او منظمة واحدة. فنحن بحاجة إلى العمل بشكل اكثر ارتباطا بالوكالات الحكومية، كما أن تعزيز التنسيق يعد ضرورة لتحسين كفاءة هذا العمل، لذا فعندما يتعلق الأمر بقضية أطفال الشوارع، نعرف أية إدارة حكومية نلجأ اليها ".

وتشير الأرقام الرسمية إلى أن هناك أكثر من 150 ألف طفل مشرد في الصين، نصفهم فر من منازلهم بسبب الخلافات الأسرية. وقال وي تسو سونغ، وهو عالم اجتماع يتابع القضية في قوانغتشو ان "من الضرورى بذل جهود منسقة من الحكومة والمؤسسات غير الحكومية والمدارس والأسر لحل القضية".

/مصدر: شينخوا/

تعليقات