قال الأمين العام لدول جنوب شرق آسيا (آسيان) المنتهية ولايته سورين بتسوان لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية يوم 29 نوفمبر الحالي،أن قضية بحر الصين الجنوبي قد تتحول الى قضية فلسطين اخرى اذا ما تضافرت جهود البلدان المعنية لنزع فتيل التوتر.
إن انتشار مثل هذا التشبيه فجأة في الفترة الاخيرة يزيد من القلق القائم ازاء الوضع في بحر الصين الجنوبي. أولا، إن مثل هذا التمثيل يفتقر الى بعض الاسس التاريخية والثقافية، حيث أن الصراعات الثقافية العربية ـ اليهودية العميقة الجذور، لم يشهد مثلها بحر الصين الجنوبي. كما ان الصين عملت على تطوير بحر الصين الجنوبي على مدى التاريخ. وقد مر اسطول تشنغ خه في جميع رحلاته السبع من خلال بحر الصين الجنوبي، لكن في الثلاثينات من القرن الماضي، طرد الاستعمار الفرنسي الصيادين الصينين من جزر نانشا 9 الصغير. لكن الحكومة الصينية المتعاقبة على مدى التاريخ لم تتخلى عن السيادة على مياه بحر الصين الجنوبي. لذلك، فمن الواضح ان الصين لم تنقل دولتها الى اراضي الآخرين مثل اسرائيل بالرغم من ان الشعب اليهودي عاش عذاب المشردين.
ثانيا، إن الهدوء النسبي الذي شهده بحر الصين الجنوبي على مر السنوات ونادرا ما كانت تخرج طلاقات البارود عن المراقبة، بالرغم من التركيز الكبير على النزاعات الحالية في بحر الصين الجنوبي له علاقة مع ضبط النفس في الصين. وإذا كانت تطلعات بعض دول جنوب آسيا الى دخول الولايات المتحدة لتحقيق التوازن مع الصين، فإن تشبيه قضية بحر الصين الجنوبي بالقضية الفلسطينية يعتبر حقا مخاوفهم من اندلاع الحرب، ونقص الثقة في الولايات المتحدة يزيد من قلق تدخل القوات المشتركة في بحر الصين الجنوبي. وهنا يمكننا ان نسأل،من لديه القدرة على اشعال الحرب في بحر الصين الجنوبي؟ إن الصين التي تدعو الى السلام اكيد لن تشعل الحرب. إذا فكيف تاخذ قضية بحر الصين الجنوبي مسار القضية الفلسطينية؟ وفي هذا الصدد، يجب أن تفكر القوى الخارجية مليا في التحريض على المواجهة مع الصين، والتامل هذه القوى أن تتجاوز الحدود الاقليمية لتدخل منطقة بحر الصين الجنوبي عن طريق زرع الشقاق بين الصين ودول آسيان، وينعكس ذلك ايضا على اليابان وغيرها من الدول الاخرى.
لا يمكن لاي دولة اين كانت حظر التنمية الصينية في بحر الصين الجنوبي. ويمكن ان نرى ذلك جليا على الخريطة، حيث ان اليابان لم تتوقف الزحف نحو الشرق، وفلبين ايضا لم تتوقف الزحف نحو الشرق، على النقيض من ذلك، فإن الصين اتسمت بالمزيد من الشدة فيما يخص تطوير المساحة البحرية للصين ذات 1.3 مليار نسمة. وبطريقة مماثلة، فإن جزر اوغاساوارا اليابانية بما في ذلك تيروشيما مينامي البعيدة جدا عن اليابان، وجرز فرنسا خارج خط طول 180، ولكن الصين هذا البد الكبير الوحيد الذي يذهب في اتجاه الشرق تعيقه سلسلة من الجزر. وإن البحر يتعلق بحقوق الانسان الاساسية والتمنية ل 1.3 مليار نسمة في الصين. وإن التحام القوى فرادى لتجاوز الحدود الاقليمية والنزاع في بحر الصين الجنوبي، اليس استفزازا للصين؟ وهذا لا يستدعي من الصين تحضير الاجوبة اللازمة لمواجه مثل هذا الاستفزاز؟ لذلك، فإنه ليس من الانصاف تحميل الصين مسؤولية الازمة في بحر الصين الجنوبي.وإذا كان هناك تهديدا لدول آسيا أكيد انه لن ياتي من الصين .
يتميز سكان جنوب شرق آسيا بحسن الخلق. وقد كانت العلاقات الصينية مع دول جنوب شرق آسيا ودية للغاية قبل أن وصل الاسطول الغربي القديم الى المنطقة في الماضي. وحتى اليوم ،لا تامل اي دولة من دول آسيان أن ترى بحر الجنوب مضطرب. وبطبيعة الحال، بغض النظر عن النزاع الحاصل، فإن الصين لن تحمل الدول التي لا علاقة لها الفاتورة. وفي عام 1997، عندما اندلعت الازمة المالية الآسيوية، وعدت الصين بعدم تخفيض قيمة اليوان بدون شروط ،مما يعكس مسؤولية الصين الكبيرة لاستقرار المنطقة. ونظرا لان عدد البلدان التي تثير نزاع مع الصين، فإن التكامل والتنمية الاقتصادية في آسيان شهد بعض المقاومة.
إذا استطاعت آسيان اختطاف النزاعات في بحر الصين الجنوبي، فإن احتمال تقسيم آسيان وارد. وفي نفس الوقت، فإن متطلبات القوية لعدد قليل من البلدان يجعل شعوب شرق آسيا حسن الخلق لا يستطيع التعبير عن افكارهم بحرية. ربما هذا ما يستحق القلق اكثر ويجب على أسيان أن تجد له حل.
الصين لا تريد أن ترى آسيان منقسما، وتامل في أن تتخذ البلدان المعنية نفس الموقف الصيني.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn