كاريكتور: محاربة الفساد عبر الإنترنت

صحيفة الشعب اليومية – الصادرة يوم 5 ديستمبر عام 2012 – الصفحة رقم 14

قام احد المدونين خلال الفترة الأخيرة، بنشر خبر عن امتلاك عائلة المسؤول الحكومي تسايبين في قوانتونغ 20 منزلا، وقد أطلق على هذا الشخص اسم "العم منازل". لاحقا أكتشفت لجنة الإنضباط والرقابة استغلال تسايبين لمنصبه لتقلي رشاوي وأشياء أخرى غير قانونية. لاحقا، قام آخرون بكشف مسؤولين حكوميين آخرين ممن يمتلكون العديد من المنازل، وقد لقي ذلك تقديرا كبيرا وتدخلا عاجلا من اجهزة الرقابة.

وقد أصبحت عبارة " محاربة الفساد عبر الإنترنت " نقطة ساخنة على الإنترنت خلال السنوات الاخيرة، حيث يتم إستعمال الإنترنت لفضح المسؤولين الحكوميين الذين كونوا ثروات طائلة بطريقة غير شرعية، وقد كان لذلك صدى إيجابيا بين الناس. وفي ظل انحياز الرأي العام في المجتمع إلى تثمين ذلك، ودفع الجهات المعنية لإتخاذ تدابير المعالجة الفورية، يمكن القول أننا اكتشفنا طريقة جديدة لمكافحة الفساد. لكن رغم ذلك، علينا ألا نهمل التفكير العميق في خلفية هذه النقطة الساخنة: لماذا فعالة مكافحة الفساد عبر الانترنت عالية؟ وهل تعكس محاربة الفساد عبر الإنترنت ضعف المقاومة النظامية للفساد؟ وهل أن ظهور "محاربة الفساد عبر الإنترنت" ناجم عن انسداد القنوات الطبيعية لمحاربة الفساد؟

يعكس توسع نطاق محاربة الفساد عبر الإنترنت، مشاعر الإستياء العميق لدى الناس تجاه الفساد، كما تعكس إلى مدى معين عدم ثقة الناس في جهاز الرقابة الحالي،حيث يلجأ المزيد من الناس إلى فضح الفاسدين عبر الإنترنت ولايذهبون إلى الأقسام المعنية للإبلاغ. وهو مايعكس عدم عملية قنوات الإبلاغ. لذا، فإن موجة محاربة الفساد عبر الإنترنت تدل على أن نظام مكافحة الفساد في الصين، مازال في حاجة إلى التحسين، وأن هناك ثغرات كبيرة في نظام الرقابة الحالي. وجدير بالإنتباه أن الإنترنت ليست إلا احدى وسائل محاربة الفساد، لكنها تحتوى على مشاكل أخرى لايمكن تجنبها مثل الشائعات والإفتراء إلخ. وفي حين نشجع الإبتكار في أنماط محاربة الفساد ونشجع مشاركة جميع الناس في ذلك، لكن يجب أن نتعامل مع محاربة الفساد عبر الإنترنت بعقلانية، والسعي للإستفادة من إيجابياتها، وتخفيض سلبياتها. والأهم من ذلك أن نتخذ من محاربة الفساد عبر الإنترت كمرآة لعكس النقائص الموجودة، وإصلاح وتحسين نظام محاربة الفساد، ودفع تقدم التشريعات الخاصة بمكافحة الفساد، وتطبيق القانون بشفافية وعلانية، لمحاصرة مخابئ الفساد، وتشكيل بيئة إجتماعية تجعل المسؤول لايجرؤ ولايستطيع ولايرغب في الفساد.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/