بكين   مشمس 0/-10 

تراجع مفهوم العفة الجنسية على حساب السعادة الأسرية لدى الشباب الصينيين

2013:01:09.16:03    حجم الخط:    اطبع

إختيار الزوج او الزوجة عن طريق الانترنت اصبح أمرا عاديا في الصين

أصدر مركز الأبحاث الإجتماعية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية بالإشتراك مع دار نشر إتحاد المؤلفات الإجتماعية الكتاب الأزرق حول الوضع الإجتماعي تحت عنوان "تقرير بحثي عن الوضع النفسي للمجتمع الصيني خلال العام (2012-2013)". وأظهر التقرير تراجع التركيز على مفهوم "العفة الجنسية" و "مواصلة نسل العائلة" عند الشباب الصيني، كما أصبح القادمون على الزواج أكثر إهتماما بالسعادة العائلية وليس النجاح المهني.

وأشار تشانغ تشن الدكتور بمركز الأبحاث النفسية في الأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية خلال تقديمه للتحليل الذي أورده الكتاب الأزرق حول "المفاهيم القيمية عند الشباب الصيني الحالي في إختيار شريك حياته"، أشار إلى أن المعايير الصينية القديمة على غرار: "رجل عاقل وامرأة جميلة" و "تقارب المكانة الإجتماعية والإقتصادية" مازالت تعد المقاييس الأساسية للشباب الصيني في إختيار شريك حياته. ومع تقادم الزمان، تراجعت أهمية مفاهيم "العفة الجنسية" و"مواصلة النسب العائلي" عند القادمين على الزواج، وأصبح هؤلاء أكثر تقديرا للسعادة الزوجية من النجاح المهني، والإهتمام أكثر بالحوار مع شريك الحياة ومقاسمته عالمه الداخلي.

وذكر الكتاب الأزرق، أن الإناث لهن شروط صارمة حول الوضع الإجتماعي والإقتصادي للزوج (الدخل، الدرجة العلمية، المنزل)، في حين يعلين الفتيات من شأن مظهرن الخارجي في جذب شريك الحياة. أما الذكور المتقدمين للزواج فلا يهتمون كثيرا بالوضع الإجتماعي والإقتصادي لشريكة حياتهم، لكنهم يميلون إلى إختيار زوجة تصغرهم سنا.

كما أظهر التقرير أن المتقدم للزواج، يقوم بتعديل معايير إختيار الشريك بناء على ظروفه الشخصية. ورغم وجود إختلاف جنسي لمعيار الزواج -"رجل عاقل وامرأة جميلة"-، لكن نسبة هامة من الذكور والإناث يأملون في إختيار شريك يقربهم في الدخل والدرجة العلمية والعمر والقامة إلخ، وهو مايسمى بـ "تقارب المكانة الإجتماعية والإقتصادية".

من جهة اخرى، تتغير الفروق الجنسية المتعلقة بشروط الزواج بتغير المجتمع، حيث إزداد إهتمام الذكور القادمين على الزواج بتقارب الوضع الإجتماعي والإقتصادي مع الزوجة (وخاصة الدرجة العلمية) بين عام 2005 و2010. ومن المتوقع أن يشهد هذا الشرط نموا خلال السنوات القادمة، خاصة مع تعمق مفهوم المساوات بين الذكور والإناث وتزايد فرص مشاركة الإناث في الشؤون الإجتماعية.

وانطلق الكتاب الأزرق من 6 جوانب على غرار الحب، ومفهوم الإنجاب، والمفهوم الإقتصادي، والآمال حول الدور الإجتماعي للعائلة، وهدف الحياة، والأمل من العلاقة، إلخ، لتحليل الفاهيم القيمية لإختيار الشريك. وأظهرت النتيجة، بالنسبة للجنس والحب، تزايد تقبل الذكور للسلوك الجنسي قبل الزواج، في المقابل ضعف تقبلهم للسلوك الجنسي قبل الزواج بالنسبة لشريكة الحياة. أما الإناث فعلى العكس تماما، فقد أظهرن ضعف تقبل للممارسة الجنسية قبل الزواج، لكنهم أبدين مرونة في تقبل السلوك الجنسي قبل الزواج لشريكهم المستقبلي.

أما بالنسبة لمفهوم الإنجاب، يأمل غالبية القادمين على الزواج إنجاب الأطفال بعد الزواج، لكن ليس بسرعة، وهذا من المرجح أن يكون على علاقة بالضغط الإجتماعي والمهني الكبير للشباب في المدن، وتراجع مفهوم مواصلة النسل العائلي. وعلى صعيد المفهوم الإقتصادي، يميل جميع القادمين على الزواج إلى إعتماد نمط حياة إقتصادي. أما في مايتعلق بآمالهم حول الدور الإجتماعي للعائلة، فإن غالبية القادمين على الزواج يوافقون المفهوم التقليد لدور العائلة (الرجل للعمل، والمرأة للبيت)، لكن في ذات الوقت هناك تعديلات نسبية: حيث يأملون الحفاظ على تواصل قريب مع العائلة المنشأ، وذلك لمعاملة العائلتين على قدم المساواة.

وبالنسبة لهدف الحياة، يركز غالبية القادمين على الزواج على السعادة السوجية أكثر من النجاح المهني، حيث يركز الذكور على الحياة النفسية والنجاح المهني، ويحبون التحدي والإثارة، في حين تركز الإناث أكثر على السعادة العائلية، والزهد، والحياة الأسرية المتناغمة. وعلى صعيد آمال العلاقة، يولي المتقدمين للزواج أهمية كبرى لقضاء الوقت مع شريك حياته، ويرغب في مشاركته عالمه الداخلي، والحوار متعدد الأشكال مع الشريك.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات