الصين تحث على تحسين جودة المنتجات النفطية مع ظهور الضباب الدخاني في اجواء البلاد

بكين 7 فبراير 2013 (شينخوا) انخفضت جودة الهواء في مدن كثيرة بشمال ووسط الصين إلى المستويات الخطيرة والخطيرة للغاية في الأيام الأخيرة، وسجل مقياس بي أم 2.5 (الجسيمات الدقيقة قياس 2.5 ميكرون في القطر وأقل) أرقاما قياسية سلبية على التوالي.

وأشار خبراء إلى أنه قد تراجعت سرعة تحسين جودة المنتجات النفطية في الصين منذ وقت طويل، وارتفعت نسبة انبعاثات الكبريت في تلك المنتجات، مما أدى إلى انبعاث الملوثات من غازات العوادم وظهور أجواء الضباب الدخاني.

وفي هذا الصدد، لا بد للشركات الصينية المعنية أن تبذل قصارى جهدها في الجوانب التقنية لأجل تسريع الارتقاء بجودة المنتجات النفطية في البلاد.

ولا يمكن نكران أن العوادم المنبعثة من احتراق طاقة البنزين والديزل تعد من أهم الأسباب المؤدية إلى تلوث الجو في المدن وظهور الضباب الدخاني.

وذكر خبير في معهد التخطيط العام للشركة الوطنية الصينية للنفط والغاز الطبيعي أنه تشكل انبعاثات الكبريت في المنتجات النفطية ملوثا رئيسيا في العوادم، وتتمتع أفضل المنتجات النفطية جودة بنسبة أدنى من انبعاثات الكبريت، غير أن منتجات البنزين والديزل في الصين تخلفت جودتها عن المقياس الوطني بشكل كبير اذ تحتوى على كمية كبيرة من انبعاثات الكبريت.

وفي الوقت الراهن، استخدمت مناطق قليلة مثل مدن بكين وشانغهاي وغيرها داخل البلاد منتجات نفطية عالية الجودة, بينما تستخدم معظم المناطق منتجات البنزين والديزل التي تحوي نسبة عالية من الكبريت.

ولكن في مدينة بكين، جاء 22 في المائة من مصادر (بي أم 2.5) من العوادم المنبعثة من السيارات. وفي مدينة شانغهاي، انبعث حوالي 25 في المائة منها من عوادم السيارات والمراكب، أما في مدن أخرى، قد تكون هذه النسبة أعلى وأخطر.

رأى الخبراء أن أكبر صعوبة منعت المنتجات النفطية داخل البلاد من تحسين جودتها هو آلية التسعير المنفذة حاليا.

ذكر ماو جيا شيانغ، نائب رئيس معهد البحوث التقنية والاقتصادية التابع للشركة الصينية للبتروكيماويات، أن الحكومة حددت أسعار المنتجات النفطية الجاهزة في الصين، وشكلت هذه الآلية ضغوطا على مصافي النفط وشركاتها في تحمل التكاليف المتزايدة الناتجة عن تحسين جودة المنتجات مما خفض حماسة هذه الشركات في الارتقاء بجودة منتجاتها.

وقال لين بوه تشيانغ، مدير المركز الصيني لبحوث الاقتصاد والطاقة في جامعة شيامن، إن المشكلة الأكبر في تخلف تحسين المنتجات النفطية تكمن في الأسعار وليس الامور التقنية، حيث تزداد نفقات المستهلكين على المنتجات النفطية الجاهزة إذا جاء دور السوق في تحمل تكاليف تحسين جودة تلك المنتجات.

وبحسب إحصاءات معنية، يبلغ المعيار الحالي لنسبة الكبريت في منتجات البنزين في الصين حاليا 15 ضعفا مقارنة بمقياسها في الدول الأوروبية واليابان و5 أضعاف ما في الولايات المتحدة، بينما يتجاوز معيار نسبة الكبريت في منتجات الديزل بمقدار 30 ضعفا نسبتها في الدول الأوروبية واليابان.

وأشار خبراء إلى انه لا بد من تحفيز تحسين جودة المنتجات النفطية في الصين حاليا بسبب الحاجات الملحة لحماية البيئة.

الجدير بالذكر أن أسعار المنتجات النفطية تتعلق بجوانب كثيرة في اقتصاد البلاد، ويؤدي ارتفاع أسعار المنتجات النفطية بالتأكيد إلى ارتفاع أسعار منتجات كثيرة ذات صلة. ومن المهم تحقيق التوازن بين ارباح الشركات المنتجة للنفط ومصالح المستهلكين.

كما قال تشن روي فونغ، محلل لجودة المنتجات النفطية، إن النمو الاقتصادي في مناطق مختلفة بأنحاء الصين شهد تنمية غير متوازنة، وينبغي أن يتم الارتقاء بجودة المنتجات النفطية بشكل تدريجي ومتزايد، لاطلاق أعمال تحسينها في مناطق دلتا نهر اليانغتسي والنهر اللؤلؤ وخليج بوهاي وغيرها ثم تعميمها في مدن كبيرة أخرى في مناطق غرب ووسط البلاد.

وحسب تجارب الدول المتقدمة، ينبغي أن تشارك الحكومة ومصافي النفط والمستهلكون في تحمل تكاليف تحسين المنتجات النفطية. وذكر ماو جيا شيانغ أنه في الدول الأوروبية واليابان، استفادت الشركات المنتجة للنفط من السياسات التفضيلية الضريبية أو المالية عندما قامت بتحسين جودة منتجاتها، الأمر الذي خفف نسبة الارتفاع في أسعار المنتجات الجاهزة وشجع المستهلكين على شراء منتجات مرتفعة الجودة، ويمكن للصين أن تستفيد من تجارب هذه الدول في عملية تحسين جودة المنتجات النفطية لديها.

أخبار ساخنة:
مخاطر السمنة تفوق خيال الناس	طائرات الشحن العسكرية الصينية	لحظات ضحك الاسد الشبل فى عدسة مصور أمريكي
صبي صيني يعيش مع الافعى العاصرة	سلين ديول تشارك في سهرة عيد الربيع التلفزيونية	مسافرة تجرب رحلة عيد الربيع مرتدية لباس الباندا
إلى أي الوالديْن سنعود في عيد الربيع	المناظر الخلابة للجداول والشلالات المتجمدة	أعمال الخطوط الصينية لتهنئة عيد الربيع

/مصدر: شينخوا/