بقلم: هاشم وانغ
بكين 5 يونيو 2013 / مع صدور تقرير حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، وتصريح واشنطن بأنها لم تحدد مواعيد قصوى لعقد مؤتمر "جنيف -2" حول سوريا، ووسط الصعوبات المرصوفة في طريق تحديد أجندة المؤتمر، وما سيجرى خلاله ، يشتد وطيس المعارك بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة على الأرض وتضعف يوما بعد يوم إمكانية إبقاء الأزمة السورية ضمن الحدود ومنعها من أن تفيض على المنطقة.
وفي ظل تفاهم دولي يؤكد على ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية، يعتقد الخبراء الصينيون أن مؤتمر "جنيف-2" في حال انعقاده سيلبي مصالح جميع الأطراف المعنية بالأزمة، ويمثل "فرصة جديدة" لها، مشيرين إلى وجود "نية مشتركة" لدى الأطراف في عقد المؤتمر، ولكن "أهدافها من وراء انعقاده مختلفة تماما".
-- فرصة للحكومة السورية لتعزيز التنسيق مع الأطراف المعنية
وبعدما اتفقت موسكو وواشنطن اللتان يعول المجتمع الدولي على التقارب بينهما في حل الأزمة، اتفقتا في مطلع شهر مايو الماضي على عقد مؤتمر دولي للسلام يسمى "جنيف-2" يكون بمشاركة ممثلين عن الحكومة والمعارضة السورية، أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم من بغداد موافقة حكومته على المشاركة فيه بحثا عن حل للأزمة التي دخلت عامها الثالث في بلاده.
وفي هذا الصدد، أعرب دونغ مان يوان نائب رئيس معهد الصين للدراسات الدولية عن وجهة نظره، قائلا إن موافقة حكومة بشار الأسد على الجلوس إلى طاولة مؤتمر "جنيف-2" والمشاركة فيه بوفد رسمي ترجع إلى سببين:
أولهما، أن الحكومة السورية تريد كسب المزيد من الوقت لإجراء التنسيق اللازم مع الأطراف الداعمة لها وخاصة بعدما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو "لم تسلم سوريا بعد صواريخ أرض -جو من طراز أس-300"، وأن سوريا ترغب أيضا في الحصول على المزيد من الدعم الإيراني، بالإضافة إلى دفع حزب الله اللبناني إلى مؤازرتها على نحو أكبر في ساحات المعارك.
ثانيهما، أن حكومة بشار الأسد تريد اغتنام فرصة مؤتمر "جنيف-2" للتعبير عن رغبته في دفع حل أزمة أنهكت الشعب السوري على مدار 26 شهرا، وإظهار استعداده للقيام بمفاوضات سياسية مع الأطراف المعنية.
-- صعوبات أكبر أمام المعارضة في ساحات المعارك
وليس هناك أدنى شك في أن المعارضة باتت تواجه مؤخرا صعوبات أكبر في ساحات المعارك، ولاسيما بعد إعلان حزب الله الانخراط في القتال الدائر في سوريا، ما يضفى على الأوضاع السورية مزيدا من التعقيد والسخونة، حسبما يرى الخبراء الصينيون.
فقد لفت تيان ون لين المحلل السياسي في المعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة إلى أن جيش الحكومة السورية يقود الأوضاع حاليا إلى درجة كبيرة ويعيد سيطرته على بعض المناطق، ما يفرض ضغوطا أكبر على المعارضة في ظل استمرار وتيرة الحرب.
وشرح رؤيته قائلا إن مشاركة حزب الله في ساحات المعارك بسوريا يعزز من ناحية القوة القتالية للجيش الحكومي، ويرفع من ناحية أخرى روحه المعنوية بدرجة كبيرة.
وفي ضوء ذلك، يرى تيان أن ثمة مرحلة غير مواتية تشهدها المعارضة على الأرض ولهذا تريد قسطا من الراحة لتلتقط فيه أنفاسها بغية تعديل إستراتيجيتها وطلب المزيد من المساعدات من الدول الغربية وبعض الدول العربية.
ولفت دونغ إلى أن مشاركة المعارضة في المؤتمر قد تحقق لها هدف التقاط الانفاس هذا، ولاسيما وأنها قد تستفيد كثيرا إذا ما اتفق المؤتمر على هدنة، مضيفا أن مقاطعة المعارضة السورية المنقسمة على نفسها للمؤتمر في الوقت الراهن، ربما تدل على أنها تريد كسب المزيد من الأوراق التفاوضية قبل انعقاد المؤتمر.
-- تقرير أممي حول الأسلحة الكيميائية وأهداف متباينة للقوى الخارجية
وذهب الخبراء الصينيون إلى تحليل الحراك الدولي بشأن الملف السوري من قبل اللاعبين الرئيسيين في هذا الملف مثل أمريكا وروسيا وتركيا وغيرها، بأنه ينم عن رغبتهم في دفع عقد هذا المؤتمر لكن لكل منهم هدف خاص يسعى إلى بلوغه.
وفي هذا الصدد قال تشيوي شينغ، رئيس معهد الصين للدراسات الدولية، إن الولايات المتحدة لا تريد التورط مباشرة في الصراع الدائر في سوريا، لكنها تبحث حاليا من خلال المؤتمر عن نمط جديد للتدخل في الأزمة يختلف عن سيناريو التدخل العسكري الذي حدث في ليبيا.
ولكن مع صدور تقرير عن لجنة التحقيق الدولية بشأن سوريا يوم الثلاثاء يقول إنه توجد "أدلة معقولة" تفيد باستخدام أسلحة كيميائية في سوريا، يرى الخبير تشيوي أنه ليس سوى ذريعة تصب في اتجاه تشكيل عامل ضغط على الحكومة السورية قبل المؤتمر.
وأوضح أن ثمة ذرائع كثيرة أثارها الغرب ولم يستخدمها خشية أن تؤتى بنتائج غير محسوبة، وفي هذه المرة أيضا ومع الإعلان عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، لا يبدى الغرب رغبة في القيام بأي تدخل مباشر في الأزمة في ظل مكاسب قوات الأسد على الأرض ويعرب عن تأييده للمؤتمر.
وشاطر دونغ تشيوي الرأي في أنها مجرد ضغوط دبلوماسية وإعلامية على نظام الأسد، وخاصة أن البيت الأبيض أعلن بعد ذلك أنه لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من البراهين فيما يخص استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
وأشار دونغ إلى أن الكرملين، رغم اتفاقه مع البيت الأبيض على ضرورة عقد هذا المؤتمر، يأمل في إتاحة متسع من الوقت للحكومة السورية لتعزيز قوتها العسكرية والتنظيمية، دون الموافقة على تنحي الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي ظل الأعباء التي تلقيها الحرب في سوريا على عاتق الدول المجاورة، أوضح دونغ أن تركيا باتت الآن راغبة أكثر من أي وقت مضى في حل الأزمة في أسرع وقت ممكن، مع تصاعد المشكلات الداخلية وخاصة الاقتصادية نتيجة استضافتها لعدد ضخم من اللاجئين السوريين واندلاع مظاهرات ضخمة في عدد من مدنها احتجاجا على سياسة الحكومة، لذا فالمؤتمر يفتح الباب أمام فرصة تلبى مصالح تركيا أيضا.
ويجمع الخبراء والمحللون الصينيون على أنه بعد طول صراع ، لابد أن يتكاتف الجميع في مساعدة سوريا على الخروج من أزمتها بالوسائل السلمية ولابد أيضا أن يلتفت الجميع إلى مصالح الشعب السوري نفسه الذي هو دون شك صاحب الحق الأول والأخير في كل ما يخص بلاده.
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn