تعليق: ضجيج وسائل الإعلام الهندية بشأن النزاعات الحدودية بين الصين والهند لا يفيد أحدا

بكين 23 يوليو 2013 / تؤكد وسائل الإعلام الهندية، التي تركز بشدة من الناحية التقليدية على النزاعات الحدودية بين نيودلهى وبكين، تؤكد الآن مرة أخرى أن القوات الصينية عبرت "الحدود" بين البلدين.

جاء هذا بعد أشهر قليلة فقط من نشر تقارير مماثلة خلال زيارة قام بها رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ للهند.

ولحسن الحظ أن بكين ونيودلهى بذلتا، بحكمة سياسية، جهودا مشتركة لنزع فتيل التوترات في حينه. وتحولت الزيارة، التي جاءت في إطار أول جولة خارجية للي منذ توليه منصب رئيس مجلس الدولة في مارس المنصرم، إلى نجاح كبير.

وعزز لي ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ، من خلال محادثات صريحة ومناقشات معمقة، عززا بشكل جوهري الثقة الإستراتيجية المتبادلة التي تعد بمثابة شئ قيم للدولتين اللتين خاضتا حربا حدودية قصيرة في عام 1962.

وعند النظر إلى الضجيج الذي تحدثه وسائل الإعلام الهندية بشأن "عبور قوات صينية للحدود"، فلا بد من الاعتراف بأن مثل هذه التقارير الحساسة تلحق الضرر بالعلاقات الصينية - الهندية.

وإن مثل هذه التقارير لا تعمل سوى على بذر بذور سوء الفهم بين الهنود والصينيين حتى في وقت يعمل فيه قادتنا بجد على إدارة الخلاقات وبناء علاقات بناءة يمكن أن تعود بالفائدة على الجانبين.

وبالعودة إلى النزاعات الحدودية، فلا فائدة من أن تقول بكين ونيودلهى مرارا إنهما تتعهدان بالحفاظ على السلم والاستقرار على الحدود قبل حل القضايا بشكل تام، إذ أن النزاعات، التي خلفها التاريخ، لم تظهر في يوم واحد، ولن تحل بين ليلة وضحاها. ومن غير الحكمة ترك حوادث معزولة على الحدود تؤثر سلبا على العلاقات الصينية - الهندية الواعدة.

وأمام الصين والهند، وهما اقتصادان صاعدان كبيران، فرصة جني الكثير من المكاسب من خلال مواصلة تعميق العلاقات السياسية والاقتصادية.

وبالرغم من فتور العلاقات السياسية في بعض الأحيان، إلا أن الصين أصبحت أحد كبار الشركاء التجاريين للهند. واتفقت الدولتان على زيادة حجم التبادل التجاري بينهما، الذي بلغ 66.5 مليار دولار أمريكي في عام 2012، ليصل إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2015.

ويستطيع الاقتصادان، اللذان يتمتعان بمميزات تنافسية خاصة، العمل على إقامة المزيد من المشروعات الاستثمارية المشتركة.

ويتعين على بكين ونيودلهى البناء على قوة الدفع الإيجابية التي تمخضت عن زيارة رئيس مجلس الدولة لي حيث أن المسار الصحيح للمضي قدما بالنسبة للجارتين العملاقتين هو تعزيز الاستثمارات، وتوسيع التجارة، وتدعيم الروابط حتى تستفيد الدولتان من التعاون متكافئ الكسب.

وبالنسبة لوسائل الإعلام من البلدين، فإن إحداث ضجيج حول النزاعات الحدودية ليس سبيلا بناء لإنجاز الأمور.

/مصدر: شينخوا/