مقالة:بانوراما حول الموقف الصيني إزاء المزاعم باستخدام السلاح الكيماوي في سوريا

بكين 6 سبتمبر 2013 / اتسم الموقف الصيني إزاء الأزمة السورية بالثبات والموضوعية منذ البداية، حيث دعت الصين وأكدت في مختلف المحافل الإقليمية والدولية على ضرورة احترام رغبة الشعب السوري وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا.

ومع تطور الأزمة السورية وتصاعد حدتها مؤخرا، ولا سيما المزاعم حول استخدام الحكومة السورية للسلاح الكيماوي بالقرب من دمشق في 21 من أغسطس الماضي، وما تبع ذلك من ردود فعل دولية، وخاصة إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن قراره بتوجيه ضربة عسكرية ضد الحكومة السورية، جددت الصين التأكيد على وضوح موقفها على لسان هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية خلال مؤتمر صحفي في يوم 23 أغسطس الماضي حيث أكد على معارضة الصين بحزم لأي استخدام للأسلحة الكيماوية في سوريا.

وأضاف هونغ في تعليقه على سؤال حول موقف الصين من المزاعم المحتملة لاستخدام أسلحة كيماوية من جانب الجيش النظامي السوري، وما إذا كانت الصين تدعم إجراء تحقيق في الحادث تحت مظلة الأمم المتحدة:" إن موقف الصين واضح جدا، فهي تعارض أي استخدام للسلاح الكيماوي بحزم وقوة، بغض النظر عن الطرف المتورط في استخدامه في سوريا. كما تدعم الأمانة العامة للأمم المتحدة لإجراء تحقيق مستقل وموضوعي وعادل ومهني حول هذه المزاعم وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وأشار المتحدث باسم الخارجية الصينية إلى ذهاب فريق التحقيق الدولي التابع للأمم المتحدة إلى سوريا لإجراء التحقيق، معرباً عن أمل الصين وثقتها بقدرة الفريق على التنسيق الكامل مع الحكومة السورية لضمان سير عمل التحقيق على نحو سلس.

وفي السياق ذاته شدد هونغ لي على أهمية وضرورة أن تلتزم كافة الأطراف بعدم إصدار أية أحكام مسبقة حول نتائج التحقيقات قبل أن صدور نتائج التحقيق وتقريره حول ما حدث على أرض الواقع فعلا، مؤكدا في الوقت ذاته على دعوة الصين بضرورة إيجاد حل سياسي وسلمي للمسألة السورية، من خلال تضافر جهود جميع الأطراف وبشكل مشترك لعقد اجتماع جنيف الثاني في أقرب وقت ممكن وبدء عملية انتقال سياسي شامل.

ومع تصاعد حدة المواقف الدولية التي تجاهلت واستبقت نتائج التحقيق الدولي حول مزاعم استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية، ودفعت باتجاه زيادة الضغط والتأثير على الرأي العام العالمي، أعربت الصين في 2 سبتمبر الجاري, عن قلقها العميق إزاء احتمالات القيام بعمل عسكري أحادي الجانب ضد سوريا.

وجدد هونغ لي خلال مؤتمر صحفي دوري في بكين ان معارضة الصين بشدة لاستخدام أسلحة كيماوية من جانب أي طرف في سوريا، وأعرب عن القلق الشديد إزاء استعدادات الدول المعنية للقيام بعمل عسكري أحادي الجانب, مؤكداً أن الحل السياسى هو الطريقة العملية الوحيدة لحل المسألة السورية.

وفيما أشار إلى أدلة الولايات المتحدة التي أوضحتها للصين فيما يتعلق باستخدام أسلحة كيماوية فى سوريا، أكد هونغ دعم الصين لأمانة الأمم المتحدة في القيام بتحقيق مستقل وموضوعي ومهني وعادل في الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وضرورة ألا يتسرع أي طرف بإصدار حكم مسبق على نتائج التحقيق قبل صدوره بشكل نهائي.

وقال هونغ إن على أي عمل يقرر أن يقوم به المجتمع الدولي أن يحترم ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية، مضيفا أنه وبدلاً من اتخاذ هذه الاجراءات التصعيدية، يتوجب تجنب زيادة تعقيد القضية السورية وحدوث المزيد من الكوارث في الشرق الأوسط .

وفي يوم 4 سبتمبر الجاري, قال هونغ لي خلال مؤتمر صحفي دوري في بكين تأكيد الصين بأن الحل السياسي هو المخرج الواقعي الوحيد للقضية السورية، وأعرب عن القلق البالغ إزاء الأعمال العسكرية الأحادية المحتملة التي ستقوم بها الدول ذات الصلة.

وأشار إلى ضرورة أن تتفق أية أعمال يقوم بها المجتمع الدولي مع مبادئ وميثاق الأمم المتحدة والأعراف الدولية ذات الصلة من أجل منع تدهور الوضع في سوريا والشرق الأوسط ، مشيراً للدعم الصيني المستمر والدائم لقيام خبراء أمميين بإجراء تحقيق مستقل وموضوعي وعادل ومهني في مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية, وقال إنه لا يجب إصدار شروط مسبقة أو نتائج قبل إصدار نتائج التحقيق.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أعلن يوم 31 أغسطس الماضي قراره بتوجيه ضربة عسكرية ضد أهداف للحكومة السورية، كما أرسل للكونغرس مسودة قرار يفوض بتوجيه ضربة عسكرية أمريكية بسبب الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية من الحكومة السورية قرب دمشق في 21 أغسطس ، بينما مررت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي يوم 4 سبتمبر قرارا للتفويض بالقيام بعمل عسكري ضد سوريا، حيث يمنح القرار أوباما 90 يوما على الأكثر لتوجيه ضربة عسكرية محدودة ضد سوريا ويمنع نزول قوات على الأرض لتنفيذ عمليات قتالية.

ملف خاص: تطورات الوضع في سوريا

/مصدر: شينخوا/