الحوار السياسي ينشط التعاون عبر المضيق

ناننينغ 28 اكتوبر 2013 / تتزايد دعوات البر الرئيسي الصيني وتايوان المطالبة بإجراء المزيد من الحوارات السياسية. ويقول بان شي تارنج الاستاذ بمعهد بحوث الصين في جامعة تامكانج التايوانية "مع دخول التعاون الاقتصادي مرحلة جديدة، أصبح من المتعذر تجنب القضايا السياسية، فمن المستحيل مناقشة الاقتصاد دون التباحث بشأن السياسة".

وعلى مدار عقدين من التكامل الاقتصادي العالمي ونمو اقتصادات اقليمية وتحسن العلاقات عبر المضيق، زادت الاستثمارات المتبادلة بشكل ملحوظ. ولاحظ الاهالى من الجانبين تغيرا في نبرة الحوار منذ انعقاد المؤتمر الوطني ال18 للحزب الشيوعي الصيني في نوفمبر الماضي. فقد بلغ اجمالي التجارة بين الجانبين نحو 169 مليار دولار في 2012 بارتفاع 6 بالمائة تقريبا. وبلغ هذا الرقم 149 مليار دولار خلال الشهور التسعة الاولى من العام الجاري، بزيادة قدرها 23 في المائة. ويرى تشنغ شنغ تشين الامين العام لحزب الشعب أولا التايواني انه لا يمكن الفصل بين القضايا الاقتصادية والسياسية، ويتوقع توقيع اتفاقية سلام قريبا.

وقال خلال المنتدى الاقتصادي والتجاري والثقافي التاسع عبر المضيق الذي اختتم اعماله امس الأحد في مدينة ناننينغ بجنوب الصين "انها ستكون حدثا هاما في شؤون البر الرئيسي وتايوان". وخلال اجتماعه بالسياسي التايواني فينسنت سيو مطلع هذا الشهر في بالي، أكد الرئيس شي جين بينغ استعداده لاجراء مشاورات سياسية فى اطار سياسة صين واحدة. كما شدد الزعيم التايواني ما يينغ جيو على كون العلاقة عبر المضيق لا تمثل علاقة بين دولتين. ويعتقد شي انه بالامكان حل النزاعات السياسية عبر المضيق المستمرة منذ فترة طويلة في نهاية المطاف، برغم بطء العملية. ويقول "لا يمكننا ترحيل هذه المشكلات من جيل لاخر". واتفق تشين مع شي في الرأى وقال "اذا كان بامكاننا تحقيق الرغبة المشتركة في جيلنا، لماذا نتركها للجيل الاخر؟" واعتبر يين تسون يي نائب مدير معهد دراسات تايوان في جامعة تسينغهوا ان التعاون الاقتصادي بين البر الرئيسي وتايوان مازال سطحيا. وقال يين "ينبغي ان يكون التعاون أكثر من مجرد نقل الصناعات وشراء المعدات"، وأضاف انه لن تتحقق اية اختراقة دون اجراء حوار سياسي.

فقد كانت معظم القضايا التى يمكن مناقشتها على طاولة المفاوضات فى مرحلة ما، حيث ان 80 في المائة من اتفاقيات التعاون تتعلق بالاقتصاد". وتابع يين بقوله "حان الوقت للتركيز على السياسة"، واقترح الارتقاء بمستوى الحوار الشعبي بين المراكز البحثية غير الرسمية الى محادثات رسمية، لكسر الجليد السياسي. وقدم منتدى السلام عبر المضيق غير الحكومي في منتصف أكتوبر مقترحات حول العلاقات السياسية ، تشمل عقد اجتماعات بين الزعماء والتبادل العسكري. ويعتقد تساي تشيه هونغ المستشار بمؤسسة التبادل عبر المضيق في الجزيرة ان الحوار الشامل من شأنه تقليل الاختلاف السياسي بين الجانبين. واجتمع رئيس شؤون تايوان بالبر الرئيسي تشانغ تشي شون بنظيره في الجزيرة وانغ يو تشي خلال مؤتمر الابيك في بالي. وربما يكون اجتماعهما غير الرسمي مقدمة لامور أكبر وأفضل.

وتقيم السلطات المعنية بشؤون عبر المضيق، مؤسسة التبادل عبر المضيق وجمعية العلاقات عبر مضيق تايوان في البر الرئيسي، مكاتب لها لدى الجانب الاخر. وربما تستخدم مراسم افتتاح تلك المكاتب لاطلاق اجتماع رسمي بينهما. وقالت فان لي تشينغ المتحدثة باسم مكتب شؤون تايوان بمجلس الدولة انه ينبغي على الجانبين التحضير لاجتماعات بين زعيمي الجانبين بشكل مستقل بدلا من الاعتماد على المناسبات الدولية. وكانت ترد على سؤال بشأن ما اذا كان ما يينغ جيو سيحضر اجتماع قادة الاقتصاد غير الرسمى لمنتدى التعاون الاقتصادي فى منطقة آسيا والباسيفيك العام المقبل في بكين ويجتمع مع شي. ويعتقد بان شي تارنج انه فى حالة اجتماع الزعيمين خلال المنتدى، سيتم الارتقاء بالحوار السياسي والعلاقات ككل الى مستوى جديد.

/مصدر: شينخوا/