عبد الكريم
مدير مكتب وكالة الأنباء المغربية ببكين
بفعل الاهتمام الكبير، الذي تحظى به الدورة الكاملة الحالية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، يبدو للمتتبع غير الملم بالأمور أن الصين وحدها في حاجة إلى الإصلاح. الواقع يؤكد أن الحقيقة غير ذلك، العالم كله في حاجة إلى التغيير، لأن الإصلاح هو عنوان العصر، وكل بقعة في الأرض لها ما يكفي من المشاكل أو يزيد.إلا أنه وبالنظر لأهمية الصين واقتصادها في العالم فمن الطبيعي أن يسلط الضوء على كل خطوة تخطوها باتجاه التغيير، رغم أنها قطعت خطوات هائلة بهذا الاتجاه، وشهدت أكبر التغييرات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مقارنة مع باقي دول العالم.
وفي هذا الإطار، تعد الدورة الثالثة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، لبنة هامة في صرح الإصلاح وبناء الحلم الصيني، الذي ما فتئت القيادة السياسية الجديدة تنادي به.
وكما برهنت على ذلك التجربة الصينية، فالتغيير عملية شاقة ومعقدة تحتاج إلى صبر وبناء فكري وإلى جهود جبارة تبذلها أجيال متعاقبة. كما أن التغيير، الذي يستفيد منه المجتمع ككل، لن يتحقق برغبة فئة أو مجموعة معينة من المجتمع، أو بواسطة العنف أو الانتفاض، بل هو عملية متأنية متدرجة سلمية، تتمخض عن توافق وجهد فكري تبذله الأمة مجتمعة.
أكثر من هذا، هناك في التجربة الصينية بعد آخر للتغيير. فإذا كانت الصين قد تفاعلت، طوال ثلاثة عقود، مع العالم الذي لعب دورا في انفتاحها، فإنها اليوم ترد الجميل وتقوم بدور كبير في تغيير العالم، إذ أنها حققت تغييرها وهي تسهم بشكل وافر في التنمية المشتركة للعالم.
كما أن الصين، وبحكم موقعها ومكانتها في الأسرة الدولية، ساهمت في حماية السلام والاستقرار الدوليين، مما يترجم شعار "مجتمع المصير المشترك"، الذي رفعته لمقاربة علاقاتها مع العالم.
ومن المتتبعين من تحدوه آمال مفرطة في أن تنجح الدورة الثالثة الحالية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في تحقيق النقلة النوعية التي حققتها مثيلاتها من الدورات، على مدى ثلاثة عقود مضت. كما أن هناك شكوكا تحوم حول ذلك، وسقف انتظارات الجمهور الصيني مرتفع جدا.
بالنسبة لي، القدرة على تحقيق النقلة مضمونة لأن تصميم القيادة على توسيع الإصلاح قوي وثقة وإرادة الصين لإنجاز ذلك متوفرة. كما أن حاجة البلاد للإصلاح ملحة. لذلك فإن قرارات الدورة الحالية ستكون هامة بدون شك وستشكل معلمة ضمن معالم النهج الإصلاحي، الذي لا يتوقف.
وعلى من يبالغ في رفع سقف المطالب أن يستحضر تعقد وصعوبة عملية التغيير، وذلك لاستحالة الاستجابة لمطالب فئة على حساب الفئات الأخرى، ومجموعة على حساب باقي المجموعات. والتغيرات الهائلة التي شهدها المجتمع الصيني بفعل التطور الاقتصادي المتسارع، خلال الثلاثين سنة الماضية، لا تخفى على أحد. وقد أدى هذا كله إلى تشعب المطالب وتعدد المصالح وتنوع الاحتياجات والانتظارات.
في نظري، الصعوبة لا تكمن في اتخاذ قرارات جريئة، ولكنها قد تستجيب لمطالب مجموعة محددة من المجتمع، مما يجعل مفعولها قصير الأمد، وقد تنجم عنها مشاكل لا تحمد عواقبها. الصعوبة تتمثل، وهو الأمر المطلوب والسليم، في اتخاذ قرارات متوازنة تستجيب لمطالب كل مكونات الأمة وتخدم مصالحها كلها، على المدى البعيد، بما فيها مواصلة السير قدما نحو تحقيق الرفاه والازدهار، مع الحفاظ على أمنها واستقرارها ومصالحها الحيوية.
مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط في بكين : الدورات الكاملة الثالثة للجنة المركزية للحزب تسطر صفحات جديدة لكتابة تاريخ الصين المستقبل
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn