تعليق: إرسال الصين حاملة طائرات إلى بحر الصين الجنوبي لا علاقة له بـقرار إقامة “منطقة دفاع جوي”

انطلقت حاملة الطائرات "لياونينغ" أول حاملة طائرات من نوعها في الصين برفقة مدمرتين وفرقاطتين من مدينة تشينغداو متوجهة إلى بحر الصين الجنوبي يوم 26 نوفمبر الجاري، لإجراء أبحاثا علمية واختبارات وتدريبات عسكرية. وهذا هو أول ظهور لمجموعة قتالية تقودها حاملة طائرات " لياونينغ"، وهو معلم بارز أخر في تاريخ حاملة الطائرات الصينية، بالرغم من أن سفينة " لياونينغ" لم تشكل للقتال بعد.

تجري حاملة الطائرات " لياونينغ" بعلمية واختبارات وتدريبات عسكرية طبيعية، إلا أن الحدث تداخل مع قرار الصين إقامة “منطقة دفاع جوي” في بحر الصين الشرقي. كما أن التفسيرات الخارجية الواسعة النطاق للأحداث التي تأتي صدفة مع اختبارات وتدريبات حاملة الطائرات أمر لا مفر منه. وقد تكون هذه التفسيرات جزء غير مباشر من الردع الاستراتيجي الخارجي لحاملة الطائرات " لياونينغ". والصين والدول المجاورة سوف تتكيف تدريجيا مع وجود ونمو حاملة الطائرات " لياونينغ".

"لياونينغ" ما هي إلا أول حاملة الطائرات الصينية في عصر حاملة الطائرات الصينية و" اختبار السفينة" أمر مسلم به، والمجموعة القتالية الصينية بقيادة حاملة الطائرات " لياونينغ" لديها طبيعة اختبار أيضا. وإن لقاء لسفينة " لياونينغ" مع المجموعة القتالية الأمريكية التي بدأت تنتشر في منطقة بحر الصين الجنوبي منذ 22 نوفمبر الجاري صدفة وعلى غير موعد. كما يمكن أن نكتشف من مواجهة حاملتي الطائرات بأن المجموعة القتالية الصينية بقيادة حاملة الطائرات " لياونينغ" غير ناضجة جدا، ولا يزال أمامها طريق طويل تقطعه لتكون قوية.

إن خطة تنمية حاملات الطائرات في الصين تسير ببطء ولم تلمس طريقها بعد. وخلال السنوات 10 المقبلة، سوف يكون الوضع الجيوسياسي الصيني أكثر إلحاحا، كما أن المهمة الرئيسية هي تطوير قوة حاملة الطائرات الصينية بشكل واضح ، بدلا من تحرير قوتها التهديدية.

يبدو أن الشائعات في إنشاء حاملات الطائرات في الصين لا تزال مستمرة، والصين تأمل في أن تكون هذه المعلومات صحيحة. وانجازات الصين السريعة في الدفاع الوطني وبناء الجيش خلال السنوات الأخيرة واضحة،ولكن التعقيدات التي تشهدها البيئة الإستراتيجية للصين سريعة ايضا أيضا. و لا تزال القوة العسكرية حتى الآن قطعة صغيرة من القوة الوطنية الشاملة الصينية.

الوضع الأمني الوطني للصين ليس فضفاض أكثر من البلدان الصغيرة المحيطة بها لمواجهة الضغوطات الجيوسياسية الخاصة. وإن هذه الحالة ليست غير متوقعة باعتبارها ثاني اكبر بلد في العالم.

سفينة " لياونينغ" مهمة لتعزيز قوة الدفاع الوطني ولكن ليس كل شيء. حيث لا يزال أمام حاملة الطائرات " لياونينغ"طريق طويل للعب دور الدعامة في حماية إستراتيجية الأمن القومي، والاستثمارات الصينية في هذا المجال اقل مقارنة ببعض الدول الأخرى، كما أن التسريع في المشاريع المهمة القليلة الاستثمارات وسريعة التفعيل يحتاج إلى الاهتمام أيضا،على سبيل المثال، الصواريخ الإستراتيجية الصينية، يجب أن يتزامن تحقيق الكمية والجودة.

وفقا للبيانات الصادرة عن مؤسسات بحثية غربية، فإن كمية الصواريخ الإستراتيجية الصينية لا تزال قليلة جدا. في حين أن هذه الصواريخ حجر الزاوية في إستراتيجية الأمن القومي الطويل المدى للصين. وزيادة عدد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في الصين، وخاصة زيادة قدرة بقاء القوات النووية القائمة على البحر أمر حاسم لا يمكن للصين الاستخفاف به ولو لحظة.

قبل استخدام حاملة الطائرات في القتال الفعلي، قد يفهم العالم للصين من خلال تدريبات السفينة، وزيادة تكيف عدد من البلدان من صعود الصين، لذلك ينبغي أن يكون هذا فحوى اختبارات حاملة الطائرات الصينية. إلى جانب ذلك، أصبحت حاملة الطائرات مصدر جديد لتعزيز مشاعر حب الوطن عند الشعب الصيني، وينبغي أن يسمح للجماهير يشاركوا في مرحلة تطوير حاملة الطائرات الصينية، ينبغي تجنب حاملة الطائرات "لياونينغ" من أن تتحول إلى منصة تدريب عسكرية مغلقة.

الولايات المتحدة واليابان وغيرهما من الدول ربما يتحرشون بحاملة الطائرات الصينية من زوايا مختلفة، وربما يقومون بتضليل الرأي العام في فهم معرفة هدف حاملة الطائرات الصينية. لكن الصين ليست السباقة في امتلاك حاملة الطائرات، بل إن الولايات المتحدة سبقتها بسنين عدة، كما أنها اليوم غنية بمنصات الأسلحة الهجومية الإستراتيجية، وبالنسبة للصين فإن استخدام حاملات الطائرات لا يزال في مرحلة الاختبار والاكتشاف. لكن من الواضح أن الصين بحاجة إلى طريق فريد من نوعه لبناء واستخدام حاملات الطائرات.

إن البحث عن الحقائق من الواقع مهم للغاية. وحتى نفهم جيدا طبيعة حاملات الطائرات الصينية وفهم البيئة الإستراتيجية التي تواجهها الحاملة، تعزيز أهدافنا الإستراتيجية. ويمكن لحاملة الطائرات الصينية أن يكون لها أداء متميز في الدفاع عن إستراتيجية الأمن القومي وصون السلم والاستقرار في آسيا والمحيط الهادئ.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/