غلوبال تايمز الصينية: لابد لحاملة الطائرات الصينية من السير للأمام في تجاهل للضغوط الأمريكية واليابانية

بكين أول ديسمبر 2013 /مع دخول حاملة الطائرات الصينية "لياونينغ" ومعها مدمرتين وفرقاطتين صينيتين إلى بحر الصين الجنوبي يوم 29 نوفمبر ورسوهم في سانيا، ذكرت صحيفة ((غلوبال تايمز)) الصينية الشهيرة في تعليق لها أن قيام حاملتي طائرات أمريكيتين وسفينة يابانية بمتابعة "لياونينغ" على طول طريقها إلى بحر الصين الجنوبي ليس سوى محاولة لتحويل فجوة القوة البحرية بينهما وبين الصين إلى ضغط نفسى على الأخيرة.

ولفت تعليق الصحيفة، واسعة الانتشار بين الشباب والجامعيين الصينيين، إلى إعراب كاثرين أشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي عن موقفها تجاه منطقة الدفاع الجوي التي أقامتها الصين في بحر الصين الشرقي بقولها إن إجراء الصين هذا يزيد من توتر العلاقات الإقليمية.

وأكد التعليق أن تظاهر الولايات المتحدة واليابان بالإستياء لم يجد نفعا. فقد دخلت حاملة الطائرات الصينية "لياونينغ" بحر الصين الجنوبي للمرة الأولى وتم تحديد منطقة الدفاع الجوي الصينية فوق بحر الصين الشرقي وشرعت القوات الجوية الصينية في القيام بدوريات روتينية في هذه المنطقة، ويأتى هذا كله في إطار الإجراءات الشرعية والمنطقية، علاوة على أن الصين تمتلك من القدرة ما يمكنها من إتخاذ هذه الإجراءات. وفي المقابل، لم تستطع واشنطن وطوكيو سوى التعبير عن عدم الرضا.

وذكر التعليق "نريد القول إن الجيش الصيني على حق لأن أفعاله تتفق مع القانون الدولي كما تحمي حقوق الشعب الصيني ومصالحه المشروعة وتحظى بدعم قوى من الشعب الصيني. وإن معظم آراء الغرب الرافضة لهذه الأفعال تنبع في الأساس من سعيه وراء مصالحه الخاصة، دون أن يكون لديه أدلة مقنعة. ولهذا يمكننا تجاهلها تماما".

وأضاف أن الولايات المتحدة واليابان أبديتا رغبتهما الشديدة في تهميش مصالح الدفاع الصينية في حافة القارة، ظنا منهما أن البحر ينتمي إليهما حيث تعتبران نهضة الصين تهديدا لهما مهما فعلت الصين.

وأوضح التعليق أن الصين تطور حاملة الطائرات وسفنها الحربية في إطار القانون الدولي وهي تهدف من ذلك إلى توضيح أهمية تقاسم المصالح البحرية مع الولايات المتحدة واليابان. فرغبة الصين ثابتة وخالصة، إذ أنها لا تريد أن تتخذ من الحاملة أداة تهديد ولا ترغب في إثارة مواجهة مع أي طرف.

وذكر "سنتجاهل التهجم اللفظى من الولايات المتحدة واليابان وتحذيراتهما المتمثلة في نشر سفنهما العسكرية. فإبحار حاملة الطائرات الصينية في البحر العام بالقرب من البلاد سيغدو طريقا خاصا على البلدان الأخرى تقبله".

وتابع التعليق قائلا إن رد الفعل الأمريكي والياباني على حاملة الطائرات ومنطقة الدفاع الجوي للصين تدل على موقفيهما وعلى البيئة الجيوسياسية الحقيقية التي تقع الصين داخلها: فالصين لن تقابل بالتصفيق والورود ولن تقف أيضا أمام ستار حديدي يمكن أن يطوقها ويحد من حركتها داخل برها الرئيسي.

وأضاف "لقد واجهنا ومازلنا نواجه كل أشكال عدم التعقل والمكر والتخريب, وسوف تتوقف مسألة إلى أى مدى ستسير الصين على عزيمتنا وحكمتنا".

وقال إن الغرب يدرك أن الصين لم تتخذ إجراء مفرطا فيما يتعلق بعملية إنشاء منطقة دفاع جوي في بحر الصين الشرقي والتي تأتى في إطار الممارسات الدولية، علاوة على أن بناء حاملات الطائرات أمر عادي بالنسبة لبلد قوي. لكن الغرب لم يتعود على تحرك كهذا من الصين، وبالغ على نحو متعمد في اظهار استيائه لكى يظهره على هيئة معارضة دولية.

وأكد التعليق "طالما أن الصين تريد فيما بعد توسيع دائرة مصالحها,فعليها أن توسعها بكل حزم. فما نريده هو أن يعتاد الغرب تدريجيا على تنامي القوة الصينية واتساع دائرة مصالحها. ولا ينبغى بل ولا يمكن للغرب أن يضع كل المحيطات داخل منطقة نفوذه وبين ذراعيه".

وقال التعليق إنه يجب على الصين أن تعرض قوتها بيقظة نظرا لمقاومة الولايات المتحدة واليابان لذلك, مضيفا أنه "لا بد لنا من السيطرة على إيقاع تحركاتنا سعيا لتحويل الاحتكاك إلى تنسيق، ما يقلل من احتمالات وقوع نزاعات شديدة. ولا بد لنا على وجه خاص من تطوير القدرة الفعلية لكي نضع أي خطوة ضمن نطاق إمكاناتنا, ولا نقوم بمغامرة تخرج عن هذا الإطار استراتيجيا وتكتيكيا".

وحول ما قيل عن أن الصين تعمل حاليا على تغيير النظام في شرق آسيا لدرجة أنها تعدل النظام العالمي الذي ترسخ طوال الـ500 عام الماضية, أشار التعليق الى أن هذا بالتأكيد ليس من أهداف السياسية الصينية الحالية, فالصين لا تسعى سوى إلى السلام والتنمية, مختتما بقوله إن الصينيين عمليون, ونتمنى أن يكون الغربيون أكثر عملية, ويشاركون في المنافسة الخاصة بجيلنا الحالي ويحافظون على سلام وازدهار هذا الجيل.

/مصدر: شينخوا/