دبلوماسى صينى : زيارة آبى للضريح تعكس نظرة عدم الندم على عدوان اليابان فى زمن الحرب

واشنطن 10 يناير 2014 / صرح السفير الصينى إلى الولايات المتحدة تسوى تيان كاى أمس الخميس ان زيارة التبجيل الأخيرة التى قام بها رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى إلى ضريح قتلى الحرب المثير للجدل يعكس عدم الندم على عدوان اليابان إبان فترة الحرب ويقوض هدفه المعلن بتعزيز مشاركة اليابان فى الحفاظ على السلام العالمى.

وفى رأى نشر على موقع واشنطن بوست الالكترونى قال تسوى إن النزاع حول زيارة آبى الى ضريح ياسوكونى يتعلق بما هو أكثر من الرمزية لانه يكشف نواياه الحقيقية بشأن مستقبل اليابان ويلقى بالشكوك على استعداده لبناء مناخ الثقة والاحترام والمساواة فى شرق آسيا .

وفى 26 ديسمبر زار آابى الضريح الذى يكرم قتلى الحرب اليابانيين الذين من بينهم 14 من مجرمى الحرب المدانين من الطبقة الاولى ابان فترة الحرب العالمية الثانية مما أثار احتجاجات وغضب شديدين من الدول المجاورة لليابان بما فيها الصين وكوريا الجنوبية التى عانت من العدوان العسكرى الوحشى لليابان .

ومن بين مجرمى الحرب اولئك رئيس الوزراء السابق هيديكى توجو الذى شن الهجوم على ميناء بيرل هاربر وبدأ الحرب فى المحيط الهادىء التى أودت بحياة الملايين ، وقادة مذبحة نانكينج فى الصين التى لقى خلالها ما يقرب من 300 ألف شخص مصرعهم .

وكتب تسوى الذى كان سفيرا للصين الى اليابان من 2007 الى 2009 "إن التكريم الأخير لايمكن فصله عن إنكار رئيس الوزراء للأعمال الوحشية التى اقترفتها اليابان خلال الحرب وتصبغ مبادرته لتعديل دستور اليابان لتحويل "قواتها للدفاع الذاتى " الى قوة عسكرية قادرة على عرض قوة اليابان فى الخارج " .

وقال تسوى " ان هذا الموقف العدوانى يعرض الأمن الاقليمى والرخاء الاقتصادى للخطر ". وأضاف " إن تسليم اليابان بجرائمها اثناء الحرب وندمها عليها سوف يبنى اساسا للسلام والامن فى هذه المنطقة من العالم التى تتسم باقوى ديناميكية اقتصادية " .

وكتب الدبلوماسى الصينى ان ضريح ياسوكونى " يمثل نقطة البداية لوجهة النظر التى تتسم بعدم الندم على عدوان اليابان فى زمن الحرب "لأنها تمثل بعدا روحيا للنزعة العسكرية اليابانية وحكمها الاستعمارى خلال الحرب العالمية الثانية وأصبحت " رمزا حيا لتلك النزعة العسكرية " .

واشار الى ان الضريح يضم متحف الحرب "يوشوكان" الذى تمجد روايته التحريفية للحرب العالمية الثانية " إنقاذ اليابان للدول الآسيوية من الحكم الاستعمارى للدول الغربية " وتقدم تفصيلات " الجرائم التى اقترفتها الولايات المتحدة " .

وأكد تسوى " إن موقف الحكومة اليابانية تجاه هذا الضريح هو اختبار لقدرتها على فهم ومواجهة إرثها من الروح العسكرية وجرائم الحرب . ولأن آبى يشغل منصب رئيس الوزراء فإن زياراته التكريمية لها دلالات داخل اليابان وخارجها . وهى ليست على الاطلاق عملا خاصا من جانب فرد".

وتابع تسوى ان تصرفات آبى قوضت هدفه المعلن بزيادة مشاركة اليابان فى حماية السلام العالمى فى الوقت الذى تبذل فيه حكومته جهودا لتسريع البناء العسكرى لليابان ،كما أن مبادرته لاعادة كتابة اليابان السلمى الذى صاغته الولايات المتحدة " مقلقة " على وجه الخصوص فى سياق تأكيداته بأن مصطلح " العدوان " لم يحدد بعد وانه ما من دليل قائم يثبت أن " نساء المتعة " أجبرن على ممارسة عبودية جنسية خلال الحرب .

وقال تسوى " ان اليابان يمكن ان تتبنى مستقبلا بناء وتعاونيا لشرق اسيا بنبذ الروح العسكرية . وإن ضمان السلام والرخاء المستمرين فى هذا الجزء من العالم يحقق صميم مصالح شعوب هذه المنطقة ودولها . وإن آبى يهدد العمل الشاق الذى قمنا به لجعل شرق آسيا قاطرة نمو للاقتصاد العالمى " .

وحث تسوى القادة اليابانيين على الإنصات الى جارات اليابان والامتناع عن اللغة الخطابية التى تعبر عن روح المواجهة ،حتى تستطيع اليابان الانضمام إلى الدول الاخرى بما فيها الصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة لمواصلة بناء الرخاء والاستقرار لكل آسيا .

واضاف " ان البديل يتعذر الدفاع عنه " .

/مصدر: شينخوا/