الصين ستواصل دعمها للوضع الإنساني والحل السياسي لأزمة سوريا

بكين 16 يناير 2014 /تم نقل أول دفعة من مواد الإغاثة الإنسانية التي أرسلتها الصين بصورة مباشرة إلى سوريا التي اجتاحتها موجات برد وثلوج مؤخرا، بما في ذلك بطانيات ولحافات من القطن, وسيتم نقل الدفعات الأخرى منها إلى سوريا في المرحلة التالية.

هذا وأعرب على الإنترنت بعض مواطني العاصمة الصينية بكين التي لم تسقط الثلوج فيها هذا الشتاء بعد عن رغبتهم في مشاهدة مناظر الثلوج, وفي المقابل لم يكن لدى مواطني سوريا أي رغبة في التمتع بالمناظر في حين يستمر نزيف الدم في البلاد ، وما يزيد الطين بلة أن الكثير من المواطنين المحليين يعيشون في المنفى دون مأوى، وتأمل الصين في أن تساعد البطانيات واللحافات وغيرها من مواد الإغاثة في تدفئة قلوب السوريين الذين تمر بلادهم بأزمة مستمرة.

يذكر أن العدد الاجمالي لللاجئين السوريين حاليا وصل إلى 6 ملايين , وفقا لأحدث تقارير الأمم المتحدة، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول نهاية عام 2014.

ودائما ما تولي الصين إهتماما شديدا بالوضع الإنساني في سوريا وتدعم المجتمع الدولي في تعزيز المساعدات للبلاد مع اتباع مبدأ الحيادية والعدالة.

هذا وأكد وو سي كه, السفير الصيني والمبعوث الصيني الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط , أثناء المؤتمر الثاني للمانحين المنعقد في الكويت, على نقطة غاية في الأهمية تتمثل في أن حل الأزمة السورية ينبغي أن يكون من خلال استخدام الوسائل السياسية والسلمية لمعالجة الأوضاع الإنسانية المتردية، مع ضرورة عدم "تسييس" المسألة الإنسانية لعرقلة الحل السلمي للأزمة السورية.

ومنذ تولي الحكومة الصينية الجديدة منصبها، بذلت بالغ الجهود في إيجاد حل لأزمة سوريا عن طريق المفاوضات السياسية، وقد أرسلت فرقاطتها للمشاركة في عملية نقل الأسلحة الكيماوية من سوريا بهدف تدميرها, وقدمت مساعدات إنسانية للشعب السوري ولاجئيه بالخارج وستواصل تقديم المساعدات وذلك في إطار جهود المجتمع الدولي لحل الأزمة السورية.

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي بعد اختتام زيارته لمنطقة الشرق الأوسط التي شملت فلسطين وإسرائيل والجزائر والمغرب والسعودية مؤخرا، إن "الحكومة الصينية الجديدة لا تختلف عن سابقاتها"، مشيرا إلى موقف الصين الثابت والدائم أزاء حل أزمة سوريا المتمثل في انتهاج السبيل السياسي.

وأوضح وانغ يي خلال زيارته للجزائر في أواخر العام الماضي بشكل منهجي سياسة الدولة الصينية الجديدة تجاه الدول العربية التي يمكن تلخيصها في الدعم الصيني على أربع مستويات هي دعم الدول العربية للسير على الطرق التي تختارها بنفسها ودعم جهود الدول العربية الرامية إلى حل القضايا الساخنة في المنطقة بطرق سياسية ودعم التنمية الصينية-العربية المشتركة القائمة على المنفعة المتبادلة والكسب المشترك ودعم الدور الأكبر للدول العربية في الشؤون الدولية والإقليمية ما يصون حقوقها ومصالحها المشروعة . ويمثل ذلك موقف الصين الأساسي ويتفق مع إرادة الشعوب العربية ومصالحها الأساسية .

وبعد استمرار الحرب في سوريا لمدة أكثر من ثلاث سنوات، يدرك مواطنو البلاد وشعوب الدول الأخرى حاليا أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد الذي يمكن من خلاله حل القضية السورية ولا يمكن أن يكون هناك سبيل آخر وأن العنف لا يمكنه سوى إنتاج الكراهية.

ولكن ما زالت هناك الكثير من الأعمال التي ينبغي القيام بها مثل إنجاح مؤتمر جنيف 2 ومواصلة أعمال تدمير الأسلحة الكيميائية السورية تدريجيا.

وسيوفر مؤتمر جنيف 2 منبرا هاما للتسوية السياسية للقضية السورية, وستقوم الصين فعليا بالكثير من الأعمال لدفع مؤتمر جنيف 2 الذي سيعقد في موعده المقرر في 22 يناير الجاري.

وذكر وانغ يي في مقابلة صحفية بعد اختتام زيارته لمنطقة الشرق الأوسط " أن المجتمع الدولي بما فيه الصين، ينبغي أن يخلق بيئة ومناخا يساعدان على تحقيق هذا الغرض، وحث الطرفين في سوريا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات".

بالإضافة إلى ذلك، ستعمل الصين على بناء حزام طريق الحرير الاقتصادي الذي يعبر قارتي آسيا وأوروبا، مع بناء طريق الحرير البحري الذي يصل المحيط الهادئ بالمحيط الهندي، الأمر الذي سيأتي بفرص جيدة ويبشر بآفاق واعدة للتنمية المشتركة والازدهار المشترك للصين ودول المنطقة، بما فيها سوريا التي شهدت بصفتها نقطة الالتقاء بين الشرق والغرب على طريق الحرير القديم تبلور روعة حضارات العالم المختلفة.

وانطلاقا من ذلك، يمكن القول إن حل أزمة سوريا بشكل مناسب وصحيح سيعود بالخير على الشعوب في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط والسلام والاستقرار في العالم أجمع.

وقال وو سي كه " دائما ما تلتزم الحكومة الصينية بمبدأ أن يقرر الشعب مصير بلاده بنفسه, وينبغي أن يحترم المجتمع الدولي إرادة الشعب السوري ويلعب دورا بناء في دفع عملية إيجاد حل سلمي لأزمة سوريا"، مشيرا إلى النية الثابتة لدى الصين لمواصلة جهودها من أجل ذلك.

/مصدر: شينخوا/