تعليق: شفافية ونزاهة الجيش في مكافحة الفساد يعزز ثقة الشعب الصيني به

"بيت الجنرال"، منزل قو جين شان الذي أنشأه وفقا للنمط المعماري للمدينة المحرمة

كثفت الصين حملة على تفشي الفساد في جيش التحرير الشعبي خلال السنوات الأخيرة وحظرت على الجيش الصيني المشاركة في أنشطة تجارية. ويتزعم الرئيس الصيني شي جين بينغ حملة لمكافحة الكسب غير المشروع. وتستهدف الحملة كل شيء حتى الخمور التي تقدم في المآدب الرسمية. وقد احدث نقل بعض الوسائل الإعلامية مؤخرا خبر إجراء السلطات الصينية تحقيقات مع الفريق قو جين شان نائب وزير الدائرة اللوجستيات العامة لجيش التحرير الشعبي السابق يشتبه تورطه في الفساد صدمة للرأي العام. حيث كشفت التحقيقات التي استمرت سنتين عن أن ممتلكات والرفاهية والبذخ الذي يعيشه قو جين شان يفوق دخله الشرعي، ما جعل الناس تفكر في أن " شراء وبيع المناصب" لم يقتصر فقط على مستوى المسؤولين في السلطات المحلية وإنما الجيش أيضا يسبح في هذه المياه الموحلة.

الصين لم تشهد حربا خارجية لسنوات عديدة، وردع الجيش التحرير الشعبي الصيني هو الدعامة الرئيسية للسلام . و عدم دخول البلاد في حرب على المدى الطويل حظ للشعب، ولكن قد يكون الفساد فخ في عملية بناء الجيش. وأصبح انضمام الشباب إلى الجيش مجرد منصة الوثب ل"البحث عن وظيفة شاغرة"، وليس لأخذ الصفوف الأمامية في الحرب. كما أن الحاجة الملحة للحرب ليست ملحة بالرغم من المناورات العسكرية المتكررة للجيش. وإن مواصلة استناد المصالح الشخصية والتركيز على الاستعداد للحرب اختيار أمام البناء العسكري على المدى الطويل.

تبين قضية قو جين شان مرة أخرى هشاشة البناء العسكري في مواجهة التحديات. كما يبين تورط الفريق قو جين شان صاحب أعلى رتبة في الجيش في قضية فساد أن الجيش الذي يعتبر النظام المبني للحرب يمكن أن يستغل من قبل مجموعة ذات المصالح التي يمثلها قو جين شان. وفي الواقع، إن جوهر هذه القضية هو تبذير في ميزانية الدفاع. بالمعنى الدقيق، جميعهم "ماكرو الفساد".

ينطوي الفساد المباشر الذي يشمل قو جين شان على المال والسلع، ويبين ايضا أن "الفساد في اختيار الكوادر " في المجتمع الصيني تسلل إلى الجيش أيضا. وهذا ليس مجرد تنبيه لبناء الجيش وإنما أيضا جرس إنذار يدق في جميع أنحاء البلاد.

والرأي العام الصيني لا يوصي بملاحقة قو جين شان والتحقيق معه فقط، بل نشر التحقيق على نطاق واسع أيضا ودعوة وسائل الإعلام والجمهور لمعرفة الحدث ايضا. وهذا يشكل ضغطا إعلاميا، وليس عائقا ومقلقا للجيش، كما سوف يزيد من مساهمة المجتمع في دفع عجلة تعزيز وبناء الجيش. وقد كان ولا يزال جيش التحرير الشعبي الصيني قويا واكبر مصدر لبناء ثقة الشعب الصيني في الأمن القومي.،بالرغم ما تواجهه الصين من مخاطر متزايدة وفي اتجاهات متعددة.

الزمن يتغير، وقضية قو جين شان تدل على أهمية الانفتاح والرقابة. و كان جيش التحرير الشعبي الصيني بعيدا عن أنظار الرأي العام في الماضي، للحاجة الملحة للسرية العسكرية . ومع ذلك، فإن السرية المفرطة سيف ذو حدين أيضا، وتشجيع وسائل الإعلام للمشاركة في مراقبة سلوك الضباط والجنود، يغلق مجموعة متنوعة من الفرص أمام الجيش. وضرورة أن يكون الانفتاح جوهر الدفاع الوطني الحديث، وقناة لفهم ودعم معنى الدفاع الوطني في زمن السلم .

الفساد الحكومي هو مرض الدولة، والفساد في الجيش هو خطر على الدولة. وإذا كانت أسلحة الدفاع المتطورة هامة للدفاع الوطني، فإن محاربة الفساد يزيد من قدرة القتال. والقبض على قو جين شان وضع المشكلة أمام عيون الناس، ولكن أيضا رفع من مستوى ثقة الجمهور في الجيش.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/