تعليق: لا يجب أن تؤثر نزاعات بحر الصين الجنوبي على التعاون الإقليمي

بكين 24 يناير 2014/لا يزال التعاون الإقليمي التيار السائد للعلاقات الثنائية بين الصين ودول جنوب شرق آسيا رغم نزعاتها على الأراضي في بحر الصين الجنوبي.

وبينما يجتمع قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) اليوم (الجمعة) في جلسة بالمنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري، من المحتمل أن تكون قضية بحر الصين الجنوبي واحدة من عدة قضايا قد تخضع للمناقشة.

ويمكن للقادة اغتنام فرصة المنتدى لبحث كيفية تعزيز التعاون والسلام والرخاء بالمنطقة بصورة أكبر.

ولعقود، ظلت قضية بحر الصين الجنوبي تخيم بظلالها، ولكن النزاعات البحرية لن تسفر بالضرورة عن مواجهة في المنطقة.

وعلى مدار أعوام، وبدلا من التناوش مع بعضهم البعض حول مكاسب من الأراضي، تمتعت الصين ودول الآسيان بنمو اقتصادي سريع وتطور سلسل في العلاقات، وحافظ الجميع على وضع إقليمي مستقر إلى حد كبير.

ويعود هذا إلى أن هذه الدول تتقاسم مصالح مشتركة ضخمة رغم الخلافات المحدود حول الأراضي.

الصين حاليا أكبر شريك تجاري لدول الآسيان، فيما تنمو الكتلة الإقليمية وأصبحت ثالث أكبر شريك تجاري للصين بعد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

ولمزيد من توسيع أطر التفاعل، أقام الجانبان منطقة التجارة الحرة عام 2010، والتي تعد واحدة من أكبر المناطق الحرة بين الدول النامية جميعا.

وفضلا عن هذا، تولي القيادة الصينية الجديدة أهمية كبرى لتطوير العلاقات مع أعضاء الآسيان، إذ ترى الرابطة كشريك أساسي لأولوية السياسة الخارجية لبكين.

ومن خلال تنحية الخلافات جانبا والتركيز على النمو المشترك، سوف يتسنى الوقت للأطراف المعنية لصياغة حلول دائمة وفعالة لخلافاتها.

والتطوري المشترك لموارد النفط والغاز في المياه الإقليمية قد يكون واحدا من السبل الناجعة التي يمكن للمنطقة أن تعالج بها النزاعات قبل الوصول إلى تسوية نهائية.

وفي الوقت نفسه، سوف يكون هناك تقدير كبير إذا توقف اللاعبون الخارجيون عن التدخل في الشئون البحرية الإقليمية وتجنبوا إرسال إشارات خاطئة تشجع بعض دول المنطقة على القيام بأعمال متهورة.

"لم تبن روما في يوم واحد"، والنزاعات المعقدة على الأراضي لا يمكن حلها بين عشية وضحاها.

وما يجب أن تقوم به دول الآسيان في هذا الوقت يتمثل في الالتزام بالسعي إلى تسوية سلمية للقضايا البحرية ذات الصلة عن كريق التشاور الودي والعمل المشترك على دفع تعاونها قدما.

/مصدر: شينخوا/