دبلوماسي صيني سابق: شكوك حول إمكانية نجاح الجولة الثانية من مؤتمر جنيف2

بكين 11 فبراير 2014 / استأنفت الحكومة السورية وأعضاء وفد المعارضة السورية الجولة الثانية من مؤتمر جنيف 2 صباح يوم الإثنين بعد الجولة الأولى من هذه المحادثات التي تجرى تحت وساطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمى وكانت قد توقفت منذ ما يقرب من عشرة أيام دون التوصل إلى نتائج ملموسة.

وقد ذهب الدبلوماسي الصيني البارز السابق ليو تشي لين إلى أن هناك شكوك حول إمكانية نجاح الجولة الثانية من مؤتمر جنيف2 ويكمن السبب الجذري لذلك في أن الائتلاف الوطني السوري المعارض لا يمتلك سلطة حقيقية بين مختلف أطياف المعارضة في سوريا ومن ثم من غير المرجح أن يتوصل المؤتمر إلى أي اتفاق جوهري، مضيفا أنه حتى إذا ما تم التوصل إلى اتفاق فلن يضعه أي من الطرفين موضع التنفيذ.

وشرح ليو قائلا إنه هناك نحو ألف جماعة سورية معارضة تتألف من حوالي 100 ألف نسمة في سوريا الآن، بعضها ينتمى إلى عصابات ضالعة في عمليات إجرامية وتهريب وبعضها ينحدر من جماعات متطرفة أو عصابات ذات صلة بتنظيم القاعدة، علاوة على أن هذه الجماعات المختلفة تعمل جميعا بشكل مستقل ولها أهدافها الخاصة.

وأكد ليو على أن الائتلاف الوطني السوري المعارض يعمل في المنفى ويكرس نفسه لخدمة مصالح الولايات المتحدة والدول الغربية وليس له أي أساس في سوريا، فيما يعد "الجيش السوري الحر" التابع له قوة مسلحة فضفاضة.

وقال ليو إن التنظيمات الأكثر نفوذا في سوريا حاليا هي تنظيم"الدولة الإسلامية في العراق والشام" و"حركة أحرار الشام الإسلامية"، إذ تسيطر الأولى على الغالبية العظمى من المواقع التي وقعت في أيدي المتمردين السوريين وأصبح لديها عدد كبير من المتطرفين والجهاديين الذين توافدوا من خارج سوريا، فيما تعد الأخيرة جماعة قتالية يتراوح قوامها بين 10 آلاف و20 ألف مسلح، الكثير منهم سلفيون.

وأشار ليو إلى أن هذه الجماعات الإسلامية المتشددة تقاطع مؤتمر جنيف 2 وتدين المشاركين فيه وتصفهم بأنهم خائنون، في الوقت الذي أعلنت فيه الفئة ذات الأكثرية في الجيش السوري الحر والتي تقاطع المؤتمر أيضا، أعلنت رفضها قبول أي قرار يتخذه المؤتمر طالما لم يتحقق تنحي الأسد كشرط مسبق.

وذكر ليو أن الأساس الذي يرتكز عليه التفاوض والحوار ضعيف، والجانبين قبلا الجلوس إلى طاولة المفاوضات نظرا لكونهما يتعرضا لضغوط، ومن الصعب أن يجدا أي نقطة مشتركة أخرى بالإضافة إلى موافقتهما على المشاركة في المؤتمر. ومع ذلك، ناقش الجانبان عدة قضايا أولية وحصدا قدرا ضئيلا من النتائج الإيجابية من الجولة الأولى للمؤتمر تحت تنسيق الأخضر الإبراهيمي ، ومن بينها وقف إطلاق النار جزئيا ونقل مساعدات إنسانية إلى حمص، ثم إجلاء المزيد من المدنيين العالقين في هذه المدينة وفتح قناة إغاثة إنسانية هناك في المستقبل القريب، والآن ربما يتم التوصل خلال الجولة الثانية إلى اتفاق حول هذه القضايا التي نوقشت.

وأضاف ليو أن الظروف ليست مهيئة على ما يبدو لكي يتوصل الجانبان إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة انتقالية وإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، ولكن وفقا لتصور الإبراهيمي من الممكن أن تُحل القضايا الأسهل ثم الأصعب في ضوء ما يبذله الجانبان من جهد لإيجاد نقاط مشتركة بينهما.

وفي ختام حديثه، أعرب الخبير ليو عن اعتقاده "بأن المفاوضات الجارية بين الجانبين ستتقدم بخطوات إيجابية للأمام طالما أن الجانبين يصران على أن يتخذا من الطريق السياسي اتجاها عاما لحل هذه الأزمة الطاحنة".

/مصدر: شينخوا/