تقرير إخباري: دمشق تؤكد أنها جاهزة لمناقشة بيان جنيف وهيئة التنسيق تعتبر "ورقة المبادئ الأساسية" ليست مادة من مواد المؤتمر

دمشق 29 يناير 2014 (شينخوا) أكد الوفد الرسمي السوري المشارك في المؤتمر الدولي حول السلام في سوريا المنعقد في جنيف يوم الأربعاء أنه جاهز لمناقشة بيان جيف 1 "فقرة فقرة" بدءا من البند الأول ، في حين اعتبرت هيئة التنسيق الوطنية المعارضة في الداخل السوري أن ورقة المبادئ الأساسية التي قدمها الوفد الرسمي السوري في المفاوضات "ليست من مواد مؤتمر جنيف" .

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية ((سانا)) عن الوفد الرسمي السوري في تأكيده على المداخلة التي تقدم بها وفد الائتلاف السوري المعارض أن "سوريا وافقت على جنيف 1 مع بعض التحفظات، وحضرت إلى جنيف انطلاقا من حرصها على دماء الشعب السوري وحريته وديمقراطيته".

وأضافت الوكالة أن الوفد الرسمي أعلن "جهوزية كاملة منذ البداية لوضع بيان جنيف على الطاولة ومناقشته فقرة فقرة بدءا من البند الأول"، مشيرا إلى أن وفد المعارضة "لم يقرأ على ما يبدو من بيان جنيف إلا البند الثامن الذي له ما قبله وله ما بعده ولا يمكن البدء بأي شيء من المنتصف".

وبدورها، قالت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان, الأربعاء إن وفد المعارضة "غير معني ببيان جنيف1 ولا يريد مناقشة أي شيء سوى كيف يمكنه الوصول إلى السلطة، وهذا ما يريده من يقف وراءه", مشيرة إلى أن مباحثات الغد بين الوفدين الرسمي والمعارض ستتطرق إلى "مسألة الإرهاب".

وأوضحت شعبان, في تصريح للصحفيين, أن "وفد الائتلاف لا يمثل سوى المصالح الأجنبية المعادية لسوريا وغير معني ببيان جنيف الأول كما أنه غير معني بسوريا وكل ما يعنيه هو الوصول إلى المرحلة الانتقالية لتنفيذ المطلوب منه من قبل داعميه".

ومن جانبه، قال المتحدث باسم الوفد المعارض لؤي صافي في مؤتمر صحفي، عقب الجلسة، "حصل تقدم إيجابي اليوم لأننا للمرة الأولى نتحدث في هيئة الحكم الانتقالي"، موضحا أن "الحكومة السورية فضلت التحدث عن قضايا الإرهاب فقط"، مضيفا أن "ما يهمنا هو التقدم نحو العملية الانتقالية، وهيئة الحكم الانتقالي في سوريا مهمتها إنهاء الاستبداد".

وأضاف صافي "سنبحث تفاصيل تشكيل الهيئة الانتقالية خلال الأيام المقبلة"، لافتا إلى أن "دمشق باتت جاهزة للنقاش في إطار جنيف".

وتابع صافي أن الوفد الرسمي "قبل مسألة إنشاء كيان حكم انتقالي، لكنه يريد إدراجها في ذيل قائمة الموضوعات محل النقاش، ومناقشة موضوع الإرهاب أولا، بينما تريد المعارضة مناقشة الأمر في البداية لبحث حجم هذا الكيان ومسؤولياته"، مضيفا أن "جلسة أخرى ستعقد اليوم، غير أن كل وفد سيجتمع بشكل منفرد مع الإبراهيمي".

وانتقدت "هيئة التنسيق" المعارضة يوم الأربعاء الورقة التي تقدم بها الوفد الرسمي خلال جلسة المفاوضات مع الوفد المعارض في جنيف, معتبرة أن بنود الورقة "ليست مادة من مواد مؤتمر جنيف".

وقال عضو المكتب التنفيذي في الهيئة أحمد العسراوي, في مؤتمر صحفي شاركت فيه وكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق, إن "المبادئ التي تقدم بها وفد النظام هي مبادئ عامة يتبناها عموم الشعب السوري وليس هناك خلاف عليها، إلا أنها ليست مادة من مواد مؤتمر جنيف".

واعتبر العسراوي أن "بنود الورقة مبادئ عامة يريدها الشعب, ولكنها ليست مادة من مواد مؤتمر جنيف, وبالتالي فعندما يرفض وفد الائتلاف هذه المبادرة يرفضها ليس لأنها صحيحة أو غير صحيحة، يرفضها لأنه يريد موقفا آخر".

وتقدم الوفد الرسمي, يوم الاثنين الماضي, بورقة تتضمن "مبادئ أساسية" تنص في إحداها على أن "الشعب السوري هو صاحب الحق الحصري باختيار النظام السياسي، إلا أن وفد المعارضة اعتبر هذه الورقة تهربا من الالتزام ببيان جنيف 1.

وأضاف العسراوي أن "هدف جنيف2 تطبيق المقررات التي جاءت في جنيف1 وبالتالي البحث في قضية حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة"، معتبرا أن "وفد النظام السوري جاء ليقلب طاولة المفاوضات".

وتتواصل المفاوضات بين الوفدين الرسمي والمعارض في جنيف, ليكون موضوع انتقال السلطة في سوريا أساس المفاوضات, حيث عقدت الأربعاء جلسة تركزت حول بيان جنيف1, حيث أكد الوفد المعارض ضرورة تنفيذ هذا البيان، فيما تحفظ الوفد الرسمي على بعض بنوده، لاسيما المتعلقة بتشكيل هيئة حكم انتقالي.

وكان المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي قال يوم الأربعاء إنه من المتوقع إنهاء الجولة الأولى من المفاوضات بين الوفدين الرسمي والمعارض في جنيف يوم الجمعة المقبل وحينها نتفق على موعد جديد للمفاوضات, لافتا إلى أنه "لا يتوقع شيئا ملموسا في نهاية هذه الجولة".

وينص بيان جنيف1 على تشكيل هيئة حكم انتقالية في سوريا بصلاحيات كاملة، فيما تتحفظ السلطات السورية على تفسير ذلك، وترفض فكرة تسليم السلطة، معتبرة أن هذا الموضوع يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع, فيما تؤكد أطياف من المعارضة وتقف معها دول كبرى على ضرورة تشكيل هيئة انتقالية لا دور للرئيس بشار الأسد فيها.

وانطلقت أعمال مؤتمر جنيف2 في مدينة مونترو السويسرية، الأسبوع الماضي، بهدف جمع النظام والمعارضة على طاولة مفاوضات بغية التوصل لحل للأزمة، في ظل خلافات واضحة حول نقاط التفاوض.

/مصدر: شينخوا/