يشهد الوضع في أوكرانيا تصاعدا مع نقل روسيا بعض المدرعات التابعة لأسطولها البحري إلى شبه جزيرة القرم في جنوب أوكرانيا و تهديد الولايات المتحدة بفرض "عزلة" دولية سياسية واقتصادية على روسيا. وأمام كل هذه التطورات تبقى المشكلة، ماذا ينبغي على الصين فعله لإنهاء الأزمة؟
إن موقف الصين من الوضع الراهن في أوكرانيا حيادي وعادل، ولا تريد أن تنحاز إلى أي طرف في المواجهة الروسية الحادة مع الغرب، لان أي هفوة سوف يضر بالمصالح الصينية.
ربما الصين تعمل أولا " الأنا العادية" لان " المحايدة الكاملة" لا وجود لها على الكون. والصين تعمل في بيئة قليلة المخاطر، لان الطرفين على استعداد لقبول البادرة الصينية. ما هو ذلك الموقف؟ هل تدعم الصين روسيا سرا؟
ومع ذلك، ليس من السهل فهم الإمكانات المحددة. فبسبب هذا الصراع الذي قد يطول أمده والتأثير الصيني القوي اليوم، لا تريد أن تبقى صامتة في العديد من النقاط الرئيسية. و في حال نشوب الصراع قد يصيب احد الجانبين بخيبة الأمل وعدم الرضي، وينبغي على الصين الاهتمام بشعور روسيا عن أي جانب آخر.
يعتقد الكثير من الناس أن الصراع بين روسيا والغرب يخدم المصالح الإستراتيجية الصينية، وكحكم عام، قد يكون صحيحا. ومع ذلك، إذا دخل الطرفان في صراع لا يرحم سوف يجلب الكثير من المخاطر للصين، وقد لا يمكن التحكم فيه بسهولة.
لذا، نخشى أن لا تبقى الصين كشاهد فقط. لكن أي من الاتجاه تختاره الصين بشأن الوضع في أوكرانيا؟ نعتقد انه ينبغي على الصين الوساطة للمصالحة وإنهاء الأزمة.
هذه العبارة ليست فارغة وليست نفاقا أيضا. حيث أن المصلحة الصينية في عدم استمرار تدهور الوضع في أوكرانيا وتطوره إلى حرب حقيقية. وربما هذا ما يرغبه الأطراف المختلفة بما في ذلك روسيا، إلا أن الخلاف الخطير بين أطراف النزاع يمكن في الظروف الملائمة لتحقيق السلام المستقر في أوكرانيا. وفي هذا الوقت، الوساطة من المرجح أن تحقق بعض النتائج، وحتى لو لم يكن كذلك، لا يمكن أن يكون لها أثار سلبية على الصين.
ينبغي أن تساعد الصين في حصول المصالح الروسية في أوكرانيا على اعتراف واحترام الجوانب الأخرى ، وإقناع الدول الغربية بعدم ممارسة ضغوط لا داعي لها على روسيا، وكذا إقناع كلا الطرفين بالعودة إلى الواقعية لتحقيق تسوية مقبولة لجميع الأطراف .
تجربة الصين في مجال الوساطة في النزاعات الدولية ليست كافية، والثقة بالوساطة بين الغرب وروسيا قد لا تكون كافية. ولكن أي من الدول كفؤ ومؤهلة لإعطاء الأمل للعالم ؟ تعد الصين الأكثر تأهيلا للعب هذا الدور في ضوء ما يربطها من علاقة شراكة إستراتيجية تعاونية شاملة مع روسيا وعلاقة شراكة إستراتيجية مع أوكرانيا، وما يربطها بالبلدان الغربية من قنوات حوار عديدة.
واشنطن تريد تحرير نفسها من هذه الأزمة، وموسكو تريد حماية مصالحها في أوكرانيا و لا تريد إرسال قواتها لمواجهة هجمة غربية . ويتطلع النظام الجديد في كييف على وجه الخصوص إلى قبول النتيجة النهائية في اقرب وقت ممكن. ووقوف الصين في الوقت المناسب لتعزيز الحوار بين الطرفين ليس إغلاق للموضوع بل يتفق مع الاتجاه.
إن التحولات السياسية ليست لصالح الصين. حيث أن اتجاه الغرب وروسيا نحو المواجهة الكاملة سوف ينشب عنه آثار سلبية على الصين. وإن أفضل مصلحة للصين هو تحقيق الاستقرار في الوضع في أوكرانيا، وأن تكون نتائج اللعبة متساوية بين الطرفين. وينبغي على الصين تعزيز ذلك مستقبلا، ولكن نحن أيضا نواجه فرصة للقيام بذلك.
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn