تعليق: أسرار لم يُكشف عن خفاياها تحيط بالطائرة الماليزية المفقودة

بكين 14 مارس 2014 / لقد كان الأسبوع الماضي طويلا للغاية، مربكا ومؤلما للشعب الصيني.

فمع وجود 154 راكبا صينيا على متن الرحلة "أم أتش 370 الخاصة" بالطائرة الماليزية المفقودة، صدمت البلاد وارتبكت على وقع تقارير متضاربة بشأن ما حدث بالفعل.

نحن نؤمن بأن الماليزيين، الذين يعملون وفقا للأخلاق المهنية وإنطلاقا من صداقتهم الحقيقية تجاه الصين، لا يدخرون جهدا لمعرفة سبب الحادث، وسوف يتبادلون أي معلومات ذات قيمة مع الجانب الصيني في حينه.

بيد أن المعلومات المتضاربة الواردة من مصادر مختلفة بالخطوط الجوية الماليزية وسلطات الطيران المدني الماليزية والجيش الماليزي مزعجة حقا.

ورغم أنه من المبكر للغاية الاعتقاد بوجود أي نظرية مؤآمرة، إلا أنه من الواضح أن مثل هذا التناقض يقود إلى تخمينات جامحة وسخيفة.

فالمخاطر عالية للغاية بالنسبة لماليزيا، المقصد السياحي الرائع الذي مازال ملايين الصينيين يتوقون لزيارته، عندما تعطى للعالم الخارجي انطباعا بأنها تخفى بطريقة أو بأخرى معلومات هامة أو تتعامل مع الوضع بطريقة غير كفؤة.

وإن توجيه أصابع الاتهام في هذه اللحظة يعد أخر شيء نريد فعله. فرغم كل شيء ، ماليزيا والصين هما الدولتان الأشد تضررا في هذه الأزمة.

ونأمل بصدق أن تعمل ماليزيا والصين معا لكشف الحقيقة التي يستحق أقارب الركاب المكلومين معرفتها، ونضع هذه التجربة القاسية وراءنا في أقرب وقت.

وإلى جانب ماليزيا، لابد لمصنعي الطائرة المفقودة أن يتقنوا عملهم بالإجابة على الأسئلة المطروحة حول منتجاتهم. فبدلا من من تقديم رد يقول "لا تعليق"، ينبغى عليهم تبادل جميع المعلومات التي يعرفونها مع الحكومة الصينية.

وتستحق الصين، باعتبارها أحد أكبر أسواقهم الربحية، تعاونهم الكامل.

وينبغى على هؤلاء المصنعين أن يتفهموا أن الأمة الصينية بأسرها قلقة حقا ومهتمة بعمق بهذه القضية.

وإن أي خطوة تعاونية يتخذونها ستحظى بالتقدير الواجب وستقود بالتالى إلى إتاحة المزيد من الفرص التجارية في الصين. وفي الوقت نفسه، فإن نهج السرية وعدم الاستجابة لن يؤدى سوى إلى بذر بذور عدم الثقة.

وفي الختام، نأمل في أن تقدم الولايات المتحدة، التي تمتلك أحدث التكنولوجيات العسكرية والمدنية في العالم، يد العون لماليزيا والصين في هذا الصدد.

فتمتلك واشنطن شبكة قدرات عسكرية شاملة تتمتع بالكفاءة العالية في المنطقة وما حولها. وبامكان قواعدها العسكرية ومحطاتها الرادارية وأقمارها الصناعية وسفنها البحرية الاضطلاع بدور هام في تحديد مكان الطائرة المفقودة.

وإن أي تحرك تعاوني من قبل واشنطن، يمكن أن يساعد الأمة الصينية في تجاوز هذه اللحظة المؤلمة، سيؤخذ كبادرة على حسن النوايا.

/مصدر: شينخوا/