مقالة:خبراء صينيون: الأوضاع المصرية مهيئة لترشح السيسي لانتخابات الرئاسة رغم التحديات المستقبلية

بكين 27 مارس 2014 / أعلن وزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسي يوم الأربعاء استقالته من منصبه واعتزامه الترشح في انتخابات الرئاسة المصرية المقبلة، في خطوة يرى الكثيرون أنه طال انتظارها.

وبدورهم ذهب الخبراء والمحللون الصينيون إلى أن إعلان السيسي الترشح للرئاسة يأتى في التوقيت المناسب مع اكتمال الأعمال التمهيدية والتحضيرية للانتخابات الرئاسية التي تمثل ثاني استحقاقات خارطة الطريق وكذا رغبة الشعب المصري في انتخاب قائد قوي وحازم يمتلك من القدرة والبصيرة ما يمكنه من قيادة دفة البلاد نحو وضع مستقر وتقدم اقتصادي، لافتين إلى وجود احتمال كبير في فوزه بأغلبية ساحقة في الانتخابات.

-- خطوة هامة لدفع خارطة الطريق
ومع انتهاء الإجراءات التي تسبق العملية الانتخابية ، قال وو سي كه المبعوث الصيني الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط إن إعلان السيسي يمثل خطوة هامة لدفع خارطة الطريق بعد المصادقة في يناير الماضي على الدستور المصري الجديد الذي يمثل اللبنة الأولي في بناء مصر المستقبل.

وأشار وو, الذي زار مصر في يناير الماضي, إلى أن الرأى العام المصري يرحب بمشاركة السيسي في الانتخابات, مضيفاً أن السيسي يحظى بتأييد من القوى العلمانية والدينية, إذ يتطلع معظم أبناء الشعب المصري إلى رئيس يستطيع قيادة البلاد للخروج من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.

ومن جانبه أعرب تيان ون لين, المحلل السياسي من المعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة، عن اعتقاده بأن السيسي الذي عبر عن عزمه الترشح للانتخابات لم يعلن ذلك رسمياً سوى الآن نظراً لأهمية تعامله كوزير للدفاع مع القضايا والمشكلات التي من المرجح أن تعرقل العملية الانتخابية.

فيما يرى الخبير لي قوه فو، الباحث في معهد الصين للدراسات الدولية، أن هناك سببين وراء إعلان السيسي استقالته في هذا التوقيت: أولهما, أن موعد الانتخابات المقرر إجراؤها في أبريل القادم بدأ يقترب حسب خارطة الطريق. وثانيهما, أن الأوضاع أصبحت مهيئة لذلك مع قيام السيسي بعدة ترتيبات في الجيش وغيره من مؤسسات الدولة.

-- فوز السيسي في الانتخابات متوقعا
ويتوقع معظم الخبراء والمحللين فوز السيسي في انتخابات الرئاسة بأغلبية ساحقة, لكنه يقف أمام تحديات وصعوبات لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي ينشدها المصريون, مشددين على ضرورة أن تجد مصر طريق التنمية الخاص بها من خلال حكمة شعبها.

فقد قال وو سي كه إن السيسي سيفوز في الانتخابات في ضوء ما يتمتع به من دعم قوي من قبل الجيش والشرطة بالإضافة إلى ترحيب القوى العلمانية به رئيساً للبلاد .

وأشار وو إلى أنه بعد التحجر السياسي الطويل خلال حقبة مبارك والحكم الإسلامي في ظل نظام الرئيس المعزول مرسي, أصبح لدى الشعب المصري رؤية أكثر عمقا ونضجا وبات في حاجة إلى قائد يستطيع دفع البلاد نحو طريق التنمية وفقا لأوضاعها الخاصة، وهو ما يعد من أبرزالتحديات أمام الرئيس المصري الجديد.

وأضاف وو أنه رغم توقع نجاح السيسي في انتخابات الرئاسة, إلا أنه لا يزال يواجه تحديات وصعوبات، ومنها على سبيل المثال إدراج التيار المعارض في الحياة السياسية المصرية لتعزيز التضامن والتماسك.

كما قال تيان ون لين إنه من المرجح أن ينجح السيسي في الانتخابات لأنه لا يوجد داخل مصر خصم سياسي قوي ينافسه فيها وذلك في ضوء ضعف الأحزاب السياسية على الساحة المصرية.

وشاطره لي قوه فو الرأي قائلا إن هناك احتمالا كبيرا في حصول السيسي على عدد كبير من الأصوات في الانتخابات، وهو ما أثبته استطلاع للرأي أجرى مؤخرا، حيث أظهر أن نسبة الإقبال على الإدلاء بالأصوات في الانتخابات ستكون مرتفعة، وقد يحصد السيسي أكثر من 50% من الأصوات.

-- فترة الانتخابات حساسة وسط احتمالات العنف
ورأى الخبراء أن الأوضاع المصرية ستتجه، بعد إعلان السيسي ترشحه، إلى الاستقرار والهدوء بصورة عامة، ولكن جماعة الإخوان المسلمين ستكون من أبرز التحديات خلال فترة الانتخابات.

ورأى السيد وو سي كه أن جماعة الإخوان المسلمين لا يمكنها عرقلة الانتخابات الرئاسية وخاصة بعد الضربة القوية التي تعرضت لها بصدور حكم محكمة جنايات المنيا بإعدام 529 من أعضائها, لكنها ستظل في مواجهة مع الحكومة ومن المرجح أن تستخدم سبلا أشد تطرفاً خلال فترة الانتخابات.

وشدد وو على ضرورة استخدام الحزم والمرونة معاً للتعامل مع المعارضة من أجل تحقيق المصالحة والاستقرار, وفي نفس الوقت أخذ إجراءات للتمييز بين العناصر المتطرفة وغير المتطرفة من الإخوان.

وشاطره تيان ون لين الرأى قائلا إن فترة الانتخابات حساسة وجماعة الإخوان قد تقوم بشن هجمات تستهدف الجيش والشرطة والمؤسسات الحكومية لإثبات وجودها.

كما أعرب وو بينغ بينغ عن اعتقاده بأن الحكم بإعدام عدد كبير من عناصر الإخوان يهدف إلى ممارسة ضغوط من أجل إحداث تغييرات وانقسامات داخل الجماعة، الأمر الذي يدفع إلى إدراج بعض أعضائها في النظام الجديد بعد الانتخابات، ما سيصب في صالح السلطة المستقبلية.

ومن جانبه, أوضح السيد لي قوه فو أنه بعدما خرج السيسي على المصريين معلنا عزمه خوض الانتخابات، احتفل الكثير من المصريين في الشوارع فيما عارض البعض ترشحه خشية الاضرار بالعملية الديمقراطية المصرية، قائلا إن بعض هؤلاء قد يلجأون إلى أعمال العنف مرة أخرى.

وأضاف أنه على الرغم من ذلك، ستشهد الأوضاع المصرية في الفترة المقبلة استقرارا وهدوءا بصورة عامة، إذ أن الشعب المصري يدرك أن الدولة تحتاج بشدة إلى الاستقرار وسئم الاضطرابات على مدار السنوات الماضية.

/مصدر: شينخوا/