تعليق: الاستفزازات الفيتنامية تزيد تعقيد الوضع في بحر الصين الجنوبي

بكين 11 مايو 2014 / تتم عمليات التنقيب الصينية في محيط جزر شيشا التي تعد جزء لا يتجزأ من الصين بشكل قانوني تماما وفي نطاق منطقة السيادة الصينية. لكن حتى هذا العمل الذي يتماشى مع القانون الدولي وصف بأنه "سببا للصدام".

وخلال الفترة ما بين 3 و7 مايو قامت فيتنام بنشر 36 سفينة تشمل سفنا حربية في المياه القريبة من منصة التنقيب الصينية لعرقلة عمليات التنقيب وقامت باعتراض طريق القوارب الصينية أكثر من 171 مرة عن عمد.

وما أدهش أفراد الطاقم الصينيين انهم وجدوا الغواصة الفيتناميين على بعد 5 أمتار فقط من السفن الصينية في نوع من التهديد المباشر، هذا بالإضافة لنشر عدد هائل من شباك الصيد التالفة والعراقيل الكبيرة في المياه بشكل غير قانوني.

وبالطبع اختلق الجانب الفيتنامي قصة مختلقة تماما ووجه اتهامات للصين وألقى عليها اللوم في هذا الخلاف ولعب على وتر "التهديد الصيني" لإثارة المزيد من التوتر في بحر الصين الجنوبي الذي يعاني من التوتر أصلا.

وعلى العكس من الادعاءات الفلبينية قامت الصين بوضع منصة التنقيب في منطقة غير متنازع عليها في مياهها الاقليمية على بعد 17 ميلا بحريا فقط (27 كيلو متر) من جزر شيشا التي تبعد 150 ميلا بحريا (241 كيلو متر) عن فيتنام.

وكما قالت وزارة الخارجية الصينية فان الانتهاكات الفيتنامية تعد انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، كما انها انتهاك خطير للسيادة الصينية ووحدة الأراضي الصينية نظرا لأنها تخرب الأمن البحري المعتاد وتعرض حرية الملاحة في المنطقة للخطر.

وإلى جانب محاولة تخريب عمليات التنقيب الصينية عن النفط تستخدم فيتنام تلك الواقعة كذريعة لتشويه صورة الصين في مجتمع جنوب شرق آسيا والعالم بأسره.

إن تكريس الخوف واستدعاء التدخل الخارجي في وضع اقليمي يتعارض مع المصالح الثنائية والاقليمية.

شهدت الصين وفيتنام مؤخرا قوة دافعة جيدة لتطوير العلاقات الثنائية حيث اتفق الجانبين على تعميق التعاون الاستراتيجي ومعالجة القضايا البحرية بشكل ملائم.

كما قام الجانبان أيضا بتشكيل مجموعات عمل للتعاون البحري والتعاون في تطوير الموارد في المياه خارج مصب خليج بيبو وهو إنجاز هام للزيارة التي قام بها رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ لفيتنام العام الماضي.

ومثل هذا التقدم الذي يستحق الإشادة لا ينبغي أن يطمس بسبب خلافات بحرية طارئة من الممكن أن تعرقل المنفعة المتبادلة التي يمكن تحقيقها للشعبين.

والصين باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم تعد طرف مسؤول في الشؤون الاقليمية والدولية. والصين كما شهدت الدول المجاورة لها تسعى لآسيا تتميز بالسلم والرخاء لمشاركة الآخرين فوائد نموها السريع.

وكما قال الخبراء فإن النمو السلمي للصين حيوي للتوقعات الاقليمية. وسيكون من المفيد للاعبين الاقليميين وقف الاستفزازات وتصعيد التوتر ببساطة لأن الصين جارة كبيرة.

وكما تظهر حادثة منصة التنقيب تحافظ الصين على أقصى درجات ضبط النفس ولا ترغب في رؤية أي نزاع غير ضروري ينشأ نتيجة شكوك لا أساس لها.

وتوفر منطقة بحر الصين الجنوبي فرصا عديدة للتعاون وتحقيق النمو المشترك للصين والدول المجاورة.
ولكي يحدث ذلك لابد أن تلتزم جميع الأطراف بهذا المبدأ وأن تمنح الفرصة لسيادة المنطق والرؤية الصائبة على قراراتهم المتعلقة بالتحركات الفورية.

/مصدر: شينخوا/