بكين   مشمس جزئياً~مشمس 4/-3 

مقالة: العلاقات المزدهرة بين الصين والدول العربية في السنوات العشر الماضية (2)

2012:11:29.13:14    حجم الخط:    اطبع

-العلاقات الاقتصادية والتجارية المزدهرة بين الصين والدول العربية

قال ون جيا باو رئيس مجلس الدولة الصيني في افتتاح الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي، إنه يعتبر التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية من أقدم ما في العلاقات الصينية والعربية ويعد صلة مهمة بين الشعب الصيني والشعوب العربية.

ومن أجل تدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية باعتبارها من أولويات المنتدى، أنشأ الجانبان سلسلة من الآليات المهمة مثل مؤتمر رجال الأعمال ومؤتمر التعاون الصيني العربي في مجال الطاقة، وأقيمت في إطارها فعاليات مكثفة ومثمرة.

في مايو عام 2010، أجازت الحكومة الصينية إقامة المنتدى الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية وذلك تحت رعاية مشتركة من قبل وزارة التجارة الصينية والمجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية وحكومة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة. ويعتبر هذا المنتدى منصة وجسرا بين الصين والدول العربية ويؤدي دورا مهما لتعزيز التجارة بين الجانبين الصيني والعربي.

في السنوات الثلاث الماضية، حضر المنتدى 18 من الزعماء الصينيين والأجانب، إضافة إلى أكثر من 200 مسؤول حكومي على مستوى الوزراء، كما شارك في معارض المنتدى ما يزيد عن 30 ألف شخص من التجار الصينيين والأجانب، حيث تم التوصل إلى 487 اتفاقية بلغت قيمتها أكثر من 250 مليار يوان في مجالات الطاقة وتصنيع المعدات والخدمات اللوجستية والشؤون المالية والزراعة والوقاية من التصحر ومكافحته والمأكولات الحلال والمنتجات الخاصة للمسلمين وغيرها .

وقال سفير دولة الإمارات لدى الصين عمر أحمد عدي البيطار إن هذه الآليات الجديدة الايجابية قد ساهمت كثيرا في دفع التعاون بين الصين والدول العربية قدما، متطلعا الى مزيد من الآليات لضمان التعاون الثنائي وتعزيزه باعتبار أن الصين والدول العربية تتمتع بأواصر صداقة قديمة ومصالح مشتركة.

جدير بالذكر أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين قفز من 36.7 مليار دولار أمريكي في عام 2004 إلى 149.5 مليار دولار أمريكي في عام 2010، وقد أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية، بينما أصبحت الدول العربية سابع أكبر شريك تجاري للصين.

اجتاحت الاضطرابات السياسية التي بدأت في نهاية عام 2010، اجتاحت عدة دول عربية في العام الماضي، وألقت بظلالها على العلاقات الاقتصادية والتجارية المزدهرة بين الصين والدول العربية، ولكن شهد حجم التجارة بين الجانبين نموا سريعا في عام 2011 ليبلغ 195.9 مليار دولار أمريكي بزيادة 34.7 بالمائة.

وقالت وزيرة التجارة الخارجية الإماراتية لبنى القاسمي على هامش المنتدى الاقتصادي والتجاري الثالث بين الصين والدول العربية الذي أقيم في سبتمبر عام 2012 إنه على مدى السنوات القليلة الماضية، حققت العلاقات التجارية الثنائية نقلة نوعية مع وجود العديد من الفرص الواعدة لمواصلة تعزيز التعاون الاستثماري والاقتصادي المشترك.

كما قالت تشيو هونغ مساعدة وزير التجارة الصيني على هامش المنتدى إن الصين تنوي دفع المزيد من انفتاح السوق على أساس الربح المشترك لتحقيق هدف حجم التجارة بين الصين والدول العربية عند 300 مليار دولار أمريكي مع حلول عام 2014، واتفقت الصين مع الدول العربية على هذا الهدف في الاجتماع الوزاري الخامس لمنتدى التعاون الصيني العربي.

وأشارت تشيو هونغ الي أن ذلك يتطلب من كلا الجانبين تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري وتنويعه وتوسيع مجالاته الي القطاعات غير النفطية وذات التكنولوجيا العالية وغيرهما من المجالات الجديدة.

وأضافت أن الصين والدول العربية هما اقتصادان ناميان في فترة انتقالية هامة بالنسبة للاقتصاد والمجتمع، حيث تواجهان مهمة صعبة لتحسين معيشة الشعب. ولذا عليهما تعزيز التعاون لمكافحة المخاطر الخارجية وتحقيق المصالح والمنافع المتبادلة.

-التبادلات الثقافية المثمرة بين الصين والدول العربية

لا يمكن فصل التبادلات الثقافية عن التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية وتساعد التبادلات الثقافية على زيادة التفاهم المتبادل وتتمتع بأهمية مماثلة للتبادلات الشاملة بين الجانبين.

لذا، قد نشأت تدريجيا الآليات الأخرى في إطار المنتدى مثل الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية ومؤتمر الصداقة الصينية العربية وندوة التعاون الإعلامي الصيني العربي بالإضافة إلى إقامة الفعاليات الثقافية المتبادلة. وغالبا ما تقام فعاليات الآليات المذكورة أعلاه مرة كل سنتين في الصين وإحدى الدول العربية بالتناوب.

جدير بالذكر أنه في شهر ديسمبر من عام 2005، عقد أول حوار بين الحضارتين الصينية والعربية في بكين لمناقشة سبل تطوير العلاقات الصينية العربية.

وفي ديسمبر 2006، عقد أول مؤتمر للصداقة الصينية العربية في العاصمة السودانية الخرطوم، بعد ما أنشأت الصين جمعية الصداقة الصينية العربية في 12 ديسمبر 2001، حيث حضر المؤتمر وفود من جميع الدول العربية كما أعلنت هذه الدول عن إنشاء جمعيات الصداقة مع الصين لبناء منصة واسعة للتبادل والتعاون بين الصين والدول العربية.

وفي عام 2008، عقدت أول ندوة للتعاون الاعلامي بين الصين والدول العربية في العاصمة الصينية بكين ينظمها مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني ، كما تولي جامعة الدول العربية أهمية كبيرة منذ تأسيسها بالدور الرئيسي الذي لعبه التعاون الاعلامي في دفع التبادلات الصينية العربية وفي تعميق التفاعل بين الحضارتين.

من جهة أخرى، وتماشيا مع التبادلات الاقتصادية والتجارية المتزايدة بين الصين والدول العربية فى السنوات الاخيرة أصبح تعلم اللغة الصينية ومعرفة الثقافة الصينية تدريجيا من العادات الشائعة بين الشباب في العديد من الدول العربية .

قد أقيمت 9 معاهد كونفوشيوس في 7 دول عربية وهي مصر والسودان والمغرب وتونس في قارة إفريقيا ولبنان والأردن والإمارات في قارة آسيا، ومنها تمتلك مصر والإمارات معهدين على التوالي.

وقدم رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو خلال زيارته إلى الإمارات في بداية عام 2012 اقتراحا بشأن توسيع التبادلات الثقافية والشعبية وتحقيق تقدم في الصداقة التقليدية بين الطرفين.

قال ون إن الصين تدعم عقد الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية ومؤتمر الصداقة الصينية العربية وندوة التعاون الإعلامي الصيني العربي على أساس مستمر، وترحب أيضا بإقامة المزيد من المعارض والمهرجانات الفنية والأسابيع الثقافية ونشر المزيد من الأعمال الفنية بين الجانبين.

إن الصين ترغب في رؤية المزيد من التبادلات الطلابية بين الصين والدول العربية ومواصلة تعزيز تعليم اللغة العربية في الصين، "نأمل في استقبال المزيد من السائحين العرب في الصين ودعم المزيد من الدول العربية في الحصول على وضع المقصد المعتمد للسائحين الصينيين،" على حد قول ون.


[1] [2]

/مصدر: شينخوا/

تعليقات