إرتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في الصين تطرح تحديات الوقاية والعلاج (2)

وأشارات بعض الدراسات إلى أن 80% من الإصابات السرطانية لها علاقة بالعوامل البيئية. وفي هذا الصدد يشير يانغ يوي الأستاذ بمعهد الأورام السرطانية التابع لجامعة بكين، ان الذين يستلقون تحت الأشعة فوق البنفسجية وقتا طويلا وهم مكشوفو الجسد، من الممكن أن يصابوا بسرطان البشرة. ويضيف أن مادة البنزول تعد أحد المصادر القوية المتسببة في الإصابة بالسرطان، لذلك فإن الذين يستعملون أثاثا منزليا مصنوعا من مواد غير مطابقة للجودة، قد يتعرضون للإصابة بسرطان الدم لإمتصاصهم مادة البنزول لفترة طويلة.

من جانبه يشير جو جين أمين عام لجنة الحزب ومدير قسم الأورام الليمفاوية بمعهد الأورام السرطانية التابع لجامعة بكين إلى انه رغم وجود علاقة بين إرتفاع مستوى الإصابة بالسرطان والعوامل البيئية، لكن مهمة تخفيض معدل الإصابة بالسرطان، لا يمكن أن تعتمد على تحسين الوضع البيئي فقط. لأنه يوجد عامل آخر لا يمكن تجاهله وراء إرتفاع معدلات الإصابة بالسرطان، وهو إرتفاع متوسط أمل الحياة عند الولادة، لأن معدلات الإصابة بالسرطان ترتفع في فترة الشيخوخة. من جهة أخرى، نظرا لتطور تقنيات الكشف عن الأورام السرطانية، أصبح بالإمكان إكتشاف بعض الأورام التي لم يكن بالإستطاعة إكتشافها سابقا.

كما أن العادات الحياتية غير الصحية مثل التدخين وإدمان الكحول والوجبات الساخنة وعالية الدهون والسهر تتسبب إلى مدى معين في الإضرار بـ "البيئة الصغيرة" في جسد الإنسان، وهو ما يسهل عملية الإصابة بالسرطان.

ويشدد تشوجين على أن السرطان يعد مرضا "قابلا للصنع". ففي ظل نسق الحياة السريع، وإرتفاع ضغوط العمل، والتوتر والقلق والتشنج الذي يشهده المجتمع العصري، أصبح هناك الكثير من الأشخاص الذين يعانون ما يعرف بـ "الشخصية المتوترة والقلقة والمتشنجة"، حيث يكون هؤلاء حادي الطباع مع أنفسهم ومع الآخرين وسريعي الغضب، وهذه الشخصية تسمى "الشخصية السرطانية".

وفي هذا السياق، يقول وانغ نينغ نائب مدير مكتب أبحاث الوقاية وعلاج الأورام بمدينة بكين، ان تأثيرات "الشخصية السرطانية" تؤدي إلى إضطراب نشاط الغدد الصم العصبية وعدم توازن وظائف وأنشطة أعضاء الجسم، ما يضعف قدرات المناعة لدى الجسم، وبذلك يؤثر على دور المراقبة الذي يقوم به جهاز المناعة للتعرف والقضاء على الخلايا السرطانية، الأمر الذي يتسبب في حدوث تغير وطفرة في الخلايا السرطانية.

السرطان يعد مرضا مزمنا قابلا للسيطرة

يقول الخبراء أن السرطان لا يعد مرضا غير قابل للشفاء، حيث عادة ما لا يظهر الورم مرة أخرى لدى المرضى الذين يعيشون أكثر من 5 سنوات منذ بدء العلاج. وقد قام جو جين بتحليل لـ 2140 حالة إصابة بأورام سرطانية غير ليمفاوية تم معالجتها في قسم الأورام الليمفاوية بمعهد الأورام السرطانية التابع لجامعة بكين، واكتشف بأن نسبة الشفاء في الفترة مابين سنة 1995 إلى سنة 2000 كانت في حدود 34.5%، وقد تطورت لتصل إلى 50.4% في الفترة الفاصلة بين 2001 و 2006، ومنذ سنة 2007 إلى 2012 بلغ عدد الحالات التي تم معالجتها 1153 حالة، وبلغت نسبة الشفاء 73.2%.

في سنة 2006 قامت منظمة الصحة العالمية بإدراج السرطان ضمن صنف الأمراض المزمنة القابلة للسيطرة. ويقول الخبير وانغ نينغ، ان هناك مبدأ يتداول منذ وقت طويل، وهو أن السرطان به 1\3 يمكن الوقاية منه، و1\3 يمكن الشفاء منه من خلال الإكتشاف المبكر والتشخيص المبكر والعلاج المبكر، و1\3 يمكن من خلال توفير العلاج المناسب تمديد عمر المريض ورفع جودة حياته. وقد قالت منظمة الصحة العالمية في سنة 2011 أن 40% من إصابات السرطان يمكن تفاديها، و40% يمكن الشفاء منها، و20% يمكن مجاراتها وقتا طويلا.

بعد شفاء المريض من السرطان، تصبح الفحوصات الدورية شيئا لازما، وفي هذا الصدد يقول تساي جيانتشيانغ أن المصاب يجب ألا يتجاهل إعادة الفحوصات بمجرد الشعور بالشفاء. حيث يجب ملازمة الفحوصات الطبية مرة خلال كل 3 أشهر أثناء السنة الأولى بعد الشفاء. وفي السنة الثانية مرة كل نصف سنة، وبعد 3 سنوات، مرة في كل سنة. ونظرا لأن السرطان يعد مرضا مزمنا، لذا يجب فحص مختلف المؤشرات بشكل دوري مثل مايفعل مرضى ضغط الدم ومرضى السكري، كما أن العلاج المبكر يطيل من فترة الحياة ويرفع من جودتها.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/