تعليق: دول الخليج تسعى لتأسيس "إمبراطورية الطيران المدني" (2)

نقطة جديدة للنمو الإقتصادي

على مدى الـ 20 سنة الأخيرة شهد قطاع الطيران المدني نموا سريعا في دول الخليج، جعل قطاع الطيران المدني يصبح محركا إقتصاديا ثان بعد النفط. وهناك من يتوقع بأن يصبح قطاع الطيران المدني نقطة النمو الإقتصادية الجديدة في هذه الدول بعد نفاذ الموارد النفطية. وهذا نتيجة للأسباب التالية.

أولا، مميزات فريدة. بداية، سهولة المواصلات. حيث تقع دول الخليج بين أوروبا وآسيا وإفريقيا، وهي أفضل الإختيارت بالنسبة للرحلات الدولية المباشرة أو غير المباشرة. ووفقا للإحصاءات، فهناك 2 مليار نسمة يعيشون على مسافة 4 ساعات من دول الخليج، و4 مليار نسمة تعيش على مسافة 7 ساعات على دول الخليج. ثانيا، وفرة رؤوس الأموال. تمتلك السعودية والإمارات وقطر والكويت وغيرها من دول الخيلج "البترودولار"، الذي يمكن أن يضمن لها جميع النفقات التي يتطلبها إستمرار نمو قطاع الطيران.

ثانيا، إستراتيجية شاملة للتنمية. قامت دبي والدوحة بتخصيص إستثمارات كبيرة لبناء مطارات فائقة النطاق، مثل مطار دبي الذي بلغت سعتة السنوية 75 مليون شخص. وقد نظم المعرض الحالي في مطار آل مكتوم الدولي قيد الإنشاء (ويسمى أيضا بالمطار الدولي لمركز دبي العالمي ) الذي سيصبح أكبر مطار في العالم.

ثالثا، التمسك بجودة الخدمات لإستقطاب الركاب. تمتلك شركات النقل الجوي الخليجية مواقع إلكترونية متكاملة، وتوفر جزء طائرات الخطوط الإماراتية خدمات الإنترنت اللاسلكي، حيث يمكن للراكب إستقبال وإرسال الرسائل الهاتفية والإلكترونية كما يمكنه إجراء وإستقبال المكالمات الهاتفية. من جهة ثانية، تحترم العادات الغذائية حسب الإختلافات الدينية والعرقية وهذا يحصل على الثناء العديد من الركاب.

رابعا، أسعار معقولة للتذاكر. قام المراسل بإجراء مقارنة، حيث تتكلف الرحلة المباشرة من القاهرة إلى بكين على الخطوط المصرية مابين 6 و7 آلاف يوان، في حين تتكلف الرحلة على الإماراتية أو غعيرها من الخطوط الخليجية بـ 4000 يوان فقط. وهذا أهم عامل تجذب من خلاله شركات الطيران الخليجية أعدادا هائلة من الركاب.

لكن، تواجه شركات الطيران الخليجية عدة مشاكل حقيقية في عملية التوسع دوليا. من بينها كيفية إزالة العراقيل أمام عملية فتح المزيد من الخطوط الجوية داخل الأسواق العالمية المستقرة نسبينا، وقد أصبح ذلك مشكلة شائكة تواجهها شركات الطيران الخليجية. مثلا، حذرت جمعية الطيران الأمريكية مؤخرا شركات الطيران الأمريكية من أن بيع الطائرات إلى الشركات الخليجية سيخلق منافسة محتدمة بين الشركات الخليجية والأمريكية في الأسواق المحلية، ما سيلحق أضرارا كبيرة بالإقتصاد الأمريكي خاصة بالنسبة لمصالح العاملين في قطاع الطيران.

وفي هذا السياق قال مدير مجموعة طيران الإمارات والمدير التنفيذي لشركة الطيران سعيد آل مكتوم ان الدول الخليجية بصدد شراء المنتجات الغربية، لذا فإننا نأمل من هذه الدول أن تسمح لدول الخليج أن تفتح خطوط طيران جديدة.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/