البقاع (شرق لبنان) 17 مايو 2014 / باتت مخيمات النازحين السوريين في لبنان بؤرا ومصادر خطرة للتلوث البيئي الذي يطال بضرره ساكنيها اضافة الى المناطق السكنية المجاورة التي ينتابها الخوف من انعكاسات التلوث السلبية على الصحة العامة.
ويتسبب التلوث الناجم عن مياه الصرف الصحي والمياه المبتذلة والنفايات في مخيمات النازحين العشوائية في البقاع بشرق لبنان وغيره من المناطق ، بانبعاث الروائح الكريهة وانتشار الجراثيم التي تتسبب بأمراض معدية.
وتنخر مخيمات النازحين العشوائية جداول صغيرة سوداء قاتمة من مياه الصرف الصحي، لتستقر في حفر متعددة مكشوفة، والكارثة أنها تتقاطع في عدة نقاط مع اسلاك كهربائية مددت لإنارة الخيم.
أما مراحيض المخيمات فهي عبارة عن حفر صغيرة ظاهرة مغطاة بالنايلون، وتتحول فجأة الى افخاخ للمارة،في حين تتراكم النفايات في اكثر من مكان،لتبقى في العراء لفترة طويلة ،تصبح بعدها مبعثا للأمراض والروائح قبل ان يتبرع احد النازحين لحرقها ،وعند ذلك يغطي دخانها الكريه المخيمات ومحيطها.
وتتجاهل المنظمات الدولية والجهات المانحة العاملة على اغاثة النازحين الروائح التي تزكم انوف موظفيها مع كل زيارة للمخيمات ، دون أن يبدو أن لديها خططا لمعالجة هذا الوضع المزري أو التخفيف من أخطاره التي يرزح تحت وطأتها النازحون.
واكد أحد الناشطين البيئيين لوكالة انباء ((شينخوا)) أن الضرر الناجم عن التلوث يطال المزروعات والمياه الجوفية ، ناهيك عن انتشار الحشرات والزواحف التي تتكاثر مع حلول فصل الصيف.
وقال ان "ازمة النفايات والصرف الصحي تعتبر مشكلة كبيرة في المخيمات ، وقد قمنا بتركيب بعض المراحيض لكن المياه المبتذلة من الصعب السيطرة عليها خاصة في المخيمات".
وأضاف أن "هذا يلزمه تعاون مع البلديات والتي ابلغتنا عجزها عن المساعدة،بسبب عدم توفر الميزانيات في صناديقها".
وفي ظل غياب الحد الأدنى من الشروط الصحية ، ظهرت لدى النازحين في المخيمات وخاصة الأطفال منهم أمراض الصفيرة والجرب والقمل وضيق التنفس وبعض أمراض الحساسية الصدرية.
ولم يترك النازحون في المخيمات العشوائية أية فرصة سانحة ،الا ورفعوا الصوت في وجه المعنيين لدى المنظمات المحلية والدولية ،كما يقول النازح من ادلب ابو احمد الزيباوي، إلا ان النتائج المرجوة ما زالت بعيدة المنال.
وقال الزيباوي المقيم في مخيم (القرعون) لـ ((شينخوا)) ان المخيمات تفتقر الى الكثير من شروط الصحة والسلامة خاصة لجهة البنى التحتية فمجاري المياه المبتذلة تزنر الخيم والنفايات تنتشر في محيطها.
وأكد أن الغياب شبه التام في التوعية والعناية الصحية يزيد من الأمراض وانتقال العدوى داخل المخيم ومنه الى جيرانهم اللبنانيين وخاصة الأطفال وطلاب المدارس حيث هناك تجمعات طلابية مشتركة بين النازحين واللبنانيين.
وطالب الزيباوي باتخاذ اجراءات انقاذية من قبل المنظمات والجمعيات والوزارات المعنية، وتأمين بنى تحتية للصرف الصحي ومياه الشفة وشبكات الكهرباء، بشكل مقبول يحد او يخفف من خطر التلوث البيئي.
بدوره ، عبر النازح سلطان جلود من ادلب عن الحزن والأسى على وضعه وعائلته المؤلفة من 7 اشخاص،بينهم 4 اطفال اصيبوا مؤخرا بمرض الربو.
وقال انه قصد احد المستوصفات الطبية لمعالجة أولاده ، الا ان المعالجة كانت غير مجدية مشيرا الى أنه غير قادر على دفع بدل معاينة طبيب اختصاصي لأولاده أو دفع ثمن الدواء.
وأوضح انهم يعيشون ظروفا قاسية حيث الحشرات والبعوض يزحفان نحو الخيم ويسيطران على أجوائه.
من جهته ، قال فايز العبدي النازح المقيم في مخيم (البيرة) ان مرحاض خيمته يقع على بعد متر منها وهو مغطى بقطعة من النايلون وأن الذباب والحشرات وحتى الأفاعي تقصده وتعشعش فيه.
وأضاف أن الروائح الكريهة تنتشر في اجواء المخيم بقوة وأنه لايعرف ما العمل لتحاشي هذا الوضع الذي أدى الى انتشار الأمراض السارية.
بدوره ، أعرب النازح ابو عبدو حسين الخضرا عن قلقه الكبير من الحفر الصحية المكشوفة ومن مجاري المياه المبتذلة والمراحيض المطمورة التي امتلأت بالأوساخ والبقايا.
ولفت الى ان احدى المنظمات الدولية قدمت عددا من المراحيض النقالة على ان يكون هناك مرحاض لكل ثلاث خيم لكنه لم يتم تشغيلها حتى اليوم.
وأضاف "هذه المراحيض حتى لو تم تشغيلها يكاد لا يكفي الواحد منها لعائلة واحدة" مشيرا الى ان تلك المنظمة قامت منذ مدة بتركيب عدد من خزانات المياه لتغذية المخيم بالمياه مما حل جزئيا هذه المشكلة ، إلا ان كمية المياه لا تكفي في فصل الصيف.
من جانبه ، طالب النازح حسن نسيمي في مخيم (الخيام) الجهات المانحة بتأمين شبكات صرف صحي في المخيمات ، وتأمين نقل النفايات منها بشكل يومي، حفاظا على صحة الأطفال من الأمراض الصيفية اضافة الى فرش الممرات بين الخيم بالحصى للتخفيف من الأوساخ والغبار.
أما النازحة سليمة العلي من حلب فقالت ان طفلتها تعرضت للسعة عقرب في حين اصيب طفلها البالغ من العمر 6 سنوات بالربو مؤكدة أن مثل هذه الحالات الى تفاقم.
وتبلغ نسبة النازحين السوريين الذين يعيشون في مخيمات عشوائية غير رسمية تبلغ نحو 15 في المائة من مجمل النازحين ، ويقيم هؤلاء بحسب احصاءات الأمم المتحدة في نحو ألف مخيم يبلغ متوسط الإشغال فيها نحو 21 أسرة في كل مخيم.
يذكر أن أعداد النازحين السوريين المتزايدة في لبنان باتت تشكل ضغوطا اقتصادية وأمنية وخدماتية على السلطات التي تطلب مساعدة المجتمع الدولي في تلبية احتياجاتهم بعد تجاوز عدد النازحين السوريين المسجلين لدى الأمم المتحدة المليون نازح.
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn