تعليق:دلالات مشاركة البحرية الصينية في تدريبات مشتركة تنظمها البحرية الأمريكية

أثار تاكيد الصين مشاركتها للمرة الاولى في مناورات عسكرية بحرية واسعة متعددة الاطراف تنظمها أمريكا في المحيط الهادئ باسم "مناورات حوض المحيط الهادئ 2014 " مؤخرا قلقا واهتماما واسعا، حيث تأتي هذه المشاركة في حين تواجه الصين وأمريكا خلافات على منطقة بحر الصين الجنوبي وأمن الشبكات، وتبادل البلدين التهم والانتقادات في منتدى "حوار شانغريلا" أمني في سنغافورة، والتقرير الامريكي "التنمية العسكرية والأمنية في الصين لعام 2014" وغيرها من القضايا الاخرى.

وقد تاكد دعوة الصين للمشاركة في"مناورات حوض المحيط الهادئ 2014 "خلال اجتماع الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأمريكي باراك أوباما في ولاية كاليفورنيا أننبرغ مانور في يونيو الماضي. وإن تاكيد زعيما البلدين الحدث خلال اجتماعهما يدل على مكانة وأهمية العلاقات العسكرية في العلاقات بين البلدين، ويظهر ايضا مدى اهتمام البلدين بتحسين وتعزيز العلاقات العسكرية. ومن المعروف، أن العلاقات العسكرية هي جزء هام في العلاقات بين الدول، وبناء نوع جديد من العلاقات بين الدول الكبرى الصين وامريكا بحاجة ماسة الى تطوير العلاقات العسكرية.

لم تشهد العلاقات العسكرية بين الصين وامريكا تطورا ملحوظا منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 30 عاما.كما لا تزال العلاقات العكسرية بين البلدين غير مستقرة، ومحصورة داخل دائرة" الانتعاش والتنمية، التوقف والركود". لذلك،فإن دعوة البحرية الصينية للمشاركة في "مناورات حوض المحيط الهادئ 2014 "سوف يكون له اثر ايجابي في تطوير العلاقات العسكرية الجديدة بين الصين وامريكا القائمة على المنفعة المتبادلة والفوز المشترك، وبناء نوع جديد من العلاقات بين الدول الكبرى على اساس" لا صراع لا مواجهة، الاحترام المتبادل والتعاون والفوز المشترك".

الصين وامريكا باعتبارهما قوى عظمى لهما تاثير كبير في العالم، وكون أن الصين هي أكبر دولة نامية وقوى ناشئة وامريكا هي اكبر دولة متقدمة والاقوى عسكريا واقتصاديا فإن هذا له تاثير هام على التنمية المستقرة للعلاقات الثنائية والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.والحاجة إلى تحسين العلاقات العسكرية بين الصين وامريكا ليس من اجل تطوير العلاقات الثنائية فقط، وإنما تتفق مع المصالح الاساسية في معظم البلدان. كما أن تحسين العلاقات الصينية الامريكية تضع حد امام البلدان التي تستغل الخلافات بين البلدين واصطياد في المياه العكرة لتحقيق مكاسب شخصية. لذلك، فإن مشاركة الصين في "مناورات حوض المحيط الهادئ 2014 " سوف يساعد على الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

العالم متنوع والنظام السياسي والاجتماعي الصيني يختلف عن النظام السياسي والاجتماعي الامريكي، كما أن الخلفية الثقافية وتجربة التنمية مختلفة ايضا، وبالتالي فإن الخلافات القائمة بين البلدين لا مفر منها، لكن المهم هو ضرورة الفهم الصحيح بين الطرفين والتواصل والتعاون من اجل السيطرة وحل الخلافات، والتعاون لانشاء وتعزيز الثقة المتبادلة تدريجيا. ومشاركة القوات البحرية الصينية مع نظيراتها من القوات البحرية بدول أخرى بما فيها البحرية الامريكية في "مناورات حوض المحيط الهادئ 2014 "مفيد من اجل القضاء على سوء الفهم والحد من التقديرات وتعزيز التفاهم والثقة المتبادلة.

توسع مضمون "مناورات حوض المحيط الهادئ 2014 " تدريجيا من الحروب المشتركة الى التدريبات على مكافحة التهديدات الامنية غير التقليدية، بما في ذلك إيصال المساعدات الإنسانية، وحالات الكوارث والطوارئ والبحث والإنقاذ البحريومكافحةالقرصنة البحرية وغيرها. والبحرية الصينية بحاجة الى هذه القدرات لاداء واجباتها ومسؤولياتها البحرية مع الدول الاخرى. لذلك، مشاركة الصين في "مناورات حوض المحيط الهادئ 2014 "،لا تبين فقط استقرار ونضج العلاقات العسكرية بين الصين وامريكا، وإنما تظهر ايضا الموقف الايجابي تجاه شفافية وانفتاح القوات الصينية ، كما يساعد على تعزيز التفاهم المتبادل بين القوات الصينية وغيرها من البلدان الاخرى، والحد من سوء الفهم وسوء الحكم في المنطقة، وبالتالي زيادة الطاقة الايجابية مع السلامة البحرية في المنطقة والعالم.