بكين   مشمس جزئياً 28/16 

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    قصة القروي الصيني المسلم الذي تحول من حالة الفقر إلى رجل ميسور الحال

    2014:06:16.17:21    حجم الخط:    اطبع

    بقلم/ محمد الأمين النحاس

    16 يونيو 2014/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ كان السيد ما تسونغ شونغ(Ma Congzhong) 46 عاماً، يسكن في منطقة جبلية قاسية بمقاطعة نينغسيا (Ningxia)، وكان يكافح من أجل كسب معاشه اليومي ليعول أسرته بموارد ضعيفة لا توفر سوى القليل من الطعام وتنعدم في المنطقة الخدمات الأساسية.

    يجدر بنا الإشارة إلى أن مقاطعة نينغسيا تعد من المناطق التي تتمتع بحكم ذاتي في الصين وهي منطقة لقومية الهوى أو الخوي والتي تعتبر إحدى القوميات الصينية، ومن المعروف أن المجتمع الصيني يتألف من 56 قومية. تقع نينغسيا في شمال غرب الصين ويجري فيها النهر الأصفر، ونجد أن سور الصين العظيم يحدها من جهة الشمال الشرقي، وتتكون المقاطعة من عدد من المدن والقرى وحاضرتها ينتشوان.

    تمتد نينغسيا في مساحة جغرافية تبلغ حوالي 66400 كيلو متر مربع، وهي بذلك من المقاطات الصغيرة بالصين. وقد صارت منطقة حكم ذاتي لقومية الهوى في العام 1958.

    وعلى الرغم من أن نينغسيا تقع في إقليم جغرافي صحراوي، إلا أنها صارت خلال السنوات الأخيرة من المناطق ذات الإمكانيات الزراعية الواعدة، وذلك بفضل المجهودات الحكومية المتواصلة خاصة في مجالات مكافحة التصحر واستصلاح الأراضي وتوسيع مشاريع الري، وبناءاً على ذلك أصبحت هذه المقاطعة نموزجاً آخراً من بين النمازج الصينية المختلفة والجديرة بالدراسة والإحتذاء فيما يتعلق بعمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

    يقول السيد ما كونغشونغكانت حياتي وأسرتي صعبة جداً وكان لدينا فقط القليل من الطعام، وكنا نعتمد على الزراعة التي نمارسها في مناطق ليست بالجيدة.

    يسكن السيد ما تسونغ شونغ الآن في منطقة هونغسيبو (Hongsipu) وهي منطقة ريفية، ويقطن منزلاً تتوفر فيه الوسائل العصرية من أثاثات ومعدات كهربائية وبيئة نظيفة، ولا يخلو المنزل من لمسات جمالية يمكن ملاحظتها منذ الوهلة الأولى في غرفة استقبال الضيوف. يعيش مع زوجته وابنته وولديه، وتبدو نظرة الرضا على محياه وكذلك زوجته التي أحسنت استقبالنا ببساطة ودون تكلف كعادة أهل الأرياف.

    كانت التسؤلات تدور في ذهني لمعرفة قصة هذا الرجل، والذي استطرد في الحديث وأشار إلى أن قصة تحول أحواله بدأت بانتقاله إلى منطقة هونغسيبو في اطار برنامج حكومي لإعادة استقرار الأسر من ثمان بلدات بالمنطقة الجبلية القاحلة في جنوبي نينغشيا، حيث كانت القرى القديمة لا تلبي المتطلبات الضرورية للسكان وكانت الأوضاع تتفاقم في ظل الزيادة السكانية.

    وقال لنا السيد هي يوجيانغ الذي رافقنا خلال الزيارة "إن عملية نقل السكان من مناطقهم ذات الأراضي الجبلية والموارد الشحيحة لمناطق أخرىكانت من الأمور الضرورية لمحاربة الفقر."وأضاف أن هدف هذا المشروع يتمثل في نقل السكان إلى مناطق ذات ظروف بيئية ومناخية أفضل تهيئ لهم الفرصة لتحسين أوضاعهم من خلالزيادة الدخل بالنسبة للأسر، وتقديم الدعم لها للمساعدة في توفير المساكن المناسبة وسبل العيش كجزء مكمل للخطة العامة للمشروع.

    يقول السيد ما تسونغ شونغ "تحسنت أوضاعي بعد الانتقال تدريجياً، حيث أصبحت أمارس الزراعة وهي حرفتي الأساسية بجانب العمل على إصلاح الجرارات الزراعية للمزارعين بالمنطقة،"وأضاف "وبعد أن كبر ولداي إلتحقا بوظائف ذات دخل جيد، وبذلك تطورت أوضاع أسرتي بشكل كبير وأصبحت أدخر حوالي 40 ألف يوان في العام."

    هذا وقد منحت الحكومة المحلية الأشخاص الذين رحلتهم وأعادة إسكانهم إعانات مالية مقدرة، إضافة إلى أراض زراعية سهلية منبسطة، ومنزل جديد لكل أسرة، وفي بداية المشروع لم يكن القرويون متحمسين لفكرة الانتقال من المناطق التي ألفوها وصارت تمثل لهم الأرض الأم إلى مناطق جديدة لا يعرفونها، ولكن بعد أن أدركو الجدوى العملية للمشروع وما حققه رصفائهم الآخرينعلى صعيد رفع الدخل وتحسن الأوضاع، بدأو في التدافع والاقبال على مشروع إعادة الاسكان في منطقة هونغسيبو، وهكذا لحقت العديد من الأسر بالمشروع.

    عملت حكومة نينغشيا خلال العقدين الماضيين على إتباع سياسات فعالة لدفع مسيرة بناء وتنمية وتطوير مدنالمقاطعة المختلفة، وتحققت بالفعل إنجازات مثمرة بفضل الجهود المشتركة للمواطنين والحكومة، فأينما تحركنا أثناء زيارتنا للمقاطعة كنا نجد أعمال البناء تجري على قدم وساق في مختلف المدن.

    يقول السيد يانغ شينغ روي (Yang Sheng Rui) المسؤول بدائرة الشؤون الدينية والشؤون الإثنية بنينغشيا"تسعى المقاطعة لتحقيق نهضة اقتصادية من خلال خطة استراتيجية للإتجاه نحو جعل المقاطعة مصدراً لإنتاج وتصدير الأطعمة الإسلامية الحلال، ولوازم المسلمين للبلدان الإسلامية خصوصاً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا."

    الجدير بالذكر أن الأطعمة الاسلامية والأغذية العضوية صارت في أوربا وأمريكا الشمالية من المجالات الجاذبة جداً للمستثمرين نسبة لزيادة اقبال المستهلكين عليها بمختلف معتقداتهم، ولذلك من المتوقع أن تجتذب أراضي نينغشياالخصيبة الاستثمارات من داخل الصين وخارجها لما تتمتع به فرص في هذه الجوانب التي أشرنا إليها.

    هذا ويرى العديد من المحللين أن نينغشيا حققت خلال السنتين الأخيرتين معدلات نمو متزايدة على الصعيد الوطني، ويعود ذلك بدرجة كبيرة إلى النجاح الذي تحققفي ما يتعلق بتطوير الزراعة المرويةوتطويرالصناعاتالغذائية الإسلامية ومستلزمات المسلمين.

    إن التطور الكبير الذي بلغته مقاطعة نينغشيا تحقق بفضل دعم الحكومة الصينية المركزية التي قامت بتهيئة البنية التحتيةفي مجالات الطرق البرية والسكك الحديدية والنقل الجويوهذا هو أساس الفلسفةالصينية لتنمية المجتمعات المحلية، ومقياس النجاح لهذه الفلسفة يتمثل في تزايد وتيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتخفيف الفقر في نينغشيا كما هو الحال مع السيد ما كونغشونغ القروي المسلم الذي تحول من حالة الفقر المدقع إلى رجل ميسور الحال.  

    الأخبار ذات الصلة

    تعليقات

    • إسم