وزير سوري: التدخل الخارجي يعطل التسوية بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين

دمشق 8 يوليو 2014 / أكد وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية الدكتور علي حيدر يوم الثلاثاء أن ما يعطل التسوية في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة السورية هو " التدخل الخارجي " .

وقال حيدر خلال لقائه اليوم وفد منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة الدكتور أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية بالمنظمة إن "ما يشوب هذا الملف يشوب باقي المناطق السورية وما يعطل التسوية في مخيم اليرموك حجم التدخل الخارجي، والأهم أن يفتح المخيم ويحرر وينظف مما يعطي نتائج إيجابية في دمشق ومحيطها " وفقا لوكالة الأنباء السورية ( سانا ) .

واعتبر الوزير السوري أن المدخل لحل الأزمة الفلسطينية يكون عبر " مصالحة فلسطينية توصل إلى طريق عمل واحد لأن المشكلة الآن هي محاولات أخذ الأطراف إلى صراعات جانبية تلهي عن المعركة الرئيسية ".

بدوره أعرب الوفد الفلسطيني عن استعداده لتقديم كل أنواع المساعدة لإنجاح المصالحة في مخيم اليرموك، مبينا أنه لن يتردد في التدخل المباشر مع المسلحين لمعالجة بعض المسائل واستمرار دخول المساعدات الغذائية بصرف النظر عن الوضع الأمني والميداني وتعزيز قوة الطرف المؤمن بالحل السياسي.

وأكد حيدر في تصريح عقب اللقاء أن الفلسطينيين في سوريا هم على أرضهم الوطنية والقومية، لافتا إلى أن " مخيم اليرموك وغيره من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ليست معزولة عن أرض سورية ويعامل الفلسطينيون فيها كما يعامل السوريون ".

وأشار حيدر إلى أن " العيون شاخصة اليوم باتجاه مخيم اليرموك إلا أن هناك مناطق أخرى في سوريا كعدرا بريف دمشق ( شمالا ) وحي الوعر بحمص وغيرها يطالها ما يطال مخيم اليرموك من استمرار احتجاز المواطنين وتعطيل المصالحة "، مبينا أن جميع هذه المناطق يتم التعامل معها كملف واحد مع بعض الفوارق الصغيرة التي لها " بعد معنوي كمخيم اليرموك عبر التعاون مع القيادة الفلسطينية والتحول إلى فريق عمل واحد يذلل كل العقبات ".

ويشار الى أن مدينة عدرا العمالية لاتزال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة المسلحة التي سيطرت عليها بداية العام الحالي ، ولا يزال بعض مقاتلي المعارضة المسلحة بحي الوعر بحمص تقف امام المصالحة التي تحدثت عنها المحافظ قبل اسابيع .

بدوره، قال مجدلاني في تصريح مماثل " إن التطورات الأخيرة التي حدثت في شمال سوريا والعراق والتدخل الخارجي شجع أطراف مختلفة في المخيم بعد التوصل إلى اتفاق لإتمام عملية التسوية على التراجع عن الاتفاق والقيام بمحاولات لتعطيله وتخريبه " مضيفا إننا " متمسكون بالاتفاق ونسعى إلى إزالة كل العقبات التي تقف أمام تطبيقه ".

وكانت الحكومة السورية وقعت يوم 21 يونيو الماضي اتفاقا لتحييد مخيم اليرموك مع منظمة التحرير الفلسطينية والهيئات الأهلية والميليشيات المسلحة داخل المخيم.

ووقع على الاتفاق الذي عقد في بلدية البرموك من طرف الحكومة السورية رئيس فرع فلسطين العميد الركن ياسين الضاحي، ومن طرف منظمة التحرير الفلسطينية مدير الدائرة السياسية للمنظمة السفير أنور عبد الهادي في حين مثل جمال عبد الغني جهة الأونروا، أما وجهاء المخيم فكان فوزي حميد وبعض قادة الميليشيات المسلحة داخل مخيم اليرموك.

وتهدف الاتفاقية الى وقف اطلاق النار ودخول عناصر من الجيش واللجان الشعبية الفلسطينية لتمشيط شوارع المخيم من الألغام ، وإزالة الحواجز تهميدا لعودة الاهالي لاحقا ، الإ أن هذا الاتفاق دخل في مرحلة المد والجزر، والى الآن لم يتم تطيبقه، رغم تأكيد المصادر الفلسطينية عن دخوله حيز التنفيذ .

ويشهد مخيم اليرموك حصارا خانقا من قبل الجيش السوري، منذ أكثر من سنة بسبب وجود مقاتلي المعارضة المسلحة بداخله، وسيطرتهم عليه، ومحاولتهم تعطيل أي تسوية لتحييد المخيم، الذي يقطن بداخله أكثر من 20 الف لاجئ فلسطيني، وأكثر من 10 آلاف نازح سوري من مناطق مجاورة له شهدت اشتباكات عنيفة .

وقد توفي أكثر من 50 لاجئ فلسطيني بسبب الجوع وقلة المواد الغذائية .