القاهرة 3 أغسطس 2014 / اتفقت الفصائل الفلسطينية عبر وفدها بالقاهرة اليوم (الأحد) على ورقة تتضمن مطالبها لوقف اطلاق النار، قدمتها للمسؤولين المصريين، وسط دعوات أطلقها الرئيس محمود عباس والجامعة العربية للمجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لإرسال وفدها التفاوضي للقاهرة.
وقال ماهر الطاهر أحد أعضاء الوفد الفلسطيني بالقاهرة، في تصريحات صحفية، إن الوفد عقد اجتماعا اليوم فى مصر برئاسة عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عزام الأحمد، تم خلاله الاتفاق علي موقف فلسطيني موحد لوقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف الطاهر، وهو عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن اجتماع الوفد الفلسطيني كان إيجابيا ووحدويا، وتم الاتفاق خلاله على نقاط محددة، هى: وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وفك الحصار بكل ما يترتب عليه من فتح المعابر، وحقوق الصيد البحري بعمق 12 ميلا بحريا.
وتضمنت النقاط كذلك" إلغاء ما يسمي بالمنطقة العازلة المفروضة من إسرائيل علي حدود القطاع، وإطلاق سراح أسرى صفقة شاليط، الذين تم إعادة اعتقالهم، ونواب المجلس التشريعي وكذلك الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو، وإعادة إعمار قطاع غزة".
وأشار إلى أنه " تم الاتفاق علي ضرورة وقف اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية، وإطلاق سراح المعتقلين في الضفة، الذين تم اعتقالهم بعد أحداث 12 يونيو، والعمل على إعادة فتح مطار وميناء غزة".
وأوضح أن الوفد الفلسطيني قدم ورقة تتضمن هذه النقاط باعتبارها موقف ورؤية فلسطينية موحدة، إلى مسؤولين مصريين خلال اجتماع عقد اليوم لعرضها لاحقا على الجانب الإسرائيلي.
وتوقع الطاهر أن" مصر ستتبني المطالب التي قدمها الوفد الفلسطيني الموحد".
وضم الوفد الفلسطيني الموحد الذى وصل بعض أعضائه للقاهرة مساء أمس، والبعض الآخر صباح اليوم، كل من عزام الأحمد رئيس الوفد، وماجد فرج رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية، وموسى أبومرزوق، وعزت الرشق، ومحمد نصر من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وزياد نخالة نائب الأمين العام لحركة (الجهاد الإسلامي)، وماهر الطاهر، وقيس عبد الكريم ممثلا عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وبسام الصالحي أمين عام حزب (الشعب) الفلسطيني.
بدوره، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم إلى تدخل دولي من الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، لـ"إلزام إسرائيل بوقف عدوانها والتجاوب مع المبادرة المصرية" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وحمل عباس في تصريح صحفي مكتوب بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية ((وفا)) إسرائيل بـ"موقفها الرافض المسؤولية عن التداعيات الخطيرة التي تترتب على استمرار حربها على الشعب الفلسطيني".
وقال عباس "إن إسرائيل تواصل عدوانها وجرائمها وحربها المفتوحة ضد شعبنا الفلسطيني التي كان من ضمنها قصف مدرسة أخرى من مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في رفح، ما أدى إلى استشهاد وجرح العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ".
من جهتها، دعت جامعة الدول العربية الأطراف الدولية الفاعلة إلى الضغط على إسرائيل لإرسال وفد إلى القاهرة للتفاوض حول وقف إطلاق النار في غزة، مع الوفد الفلسطيني عبر وساطة مصرية ومشاركة أمريكية.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة السفير محمد صبيح إن الجامعة تتابع عن كثب المفاوضات التي يجريها الوفد الفلسطيني مع مسؤولين في مصر، منتقدًا عدم إرسال إسرائيل حتى الآن وفد تفاوضي إلى القاهرة.
وشدد صبيح على أن المطلوب في تلك المرحلة هو وقف إطلاق النار، ورفع الحصار كاملا عن غزة، مضيفا: "لابد أن تفتح غزة نوافذها على العالم بحرا وبرا وجوا باعتبار أنه حق من حقوق الشعوب في الحياة".
وأكد دعم الجامعة العربية للوفد الفلسطيني ومطالبه، وأوضح أن اللقاءات الجارية في القاهرة جاءت نتيجة للمبادرة المصرية التي وافق عليها وزراء الخارجية العرب بالإجماع في اجتماعهم الأخير في 14 يوليو الماضي، والتي في جوهرها تدعو لوقف إطلاق النار.
واتهم إسرائيل بـ" شن حرب مدمرة على قطاع غزة نالت فيها من الأطفال والنساء والمدنيين، وضربت غزة كما لم يضربها زلزال أو إعصار، وخلفت مئات القتلى من المدنيين، وتهجير نحو 250 ألف فلسطيني".
فيما أكد وزير الخارجية المصري سامح شكرى أن " المبادرة المصرية لا تزال تشكل فرصة حقيقية لاحتواء الأزمة التي يعانى منها قطاع غزة"، مشيرا إلى أن مصر" توفر للأطراف كافة الفرص لإنهاء القتال وعقد مفاوضات لاحتواء هذه الأزمة".
وأوضح شكري خلال مؤتمر صحفى مشترك اليوم مع نظيره الصينى، أن المبادرة المصرية تتضمن " اطارا صالحا لحماية الشعب الفلسطينى ووقف سفك الدماء والبدء فى مفاوضات بين الجانبين تؤدى الى الاستجابة لاحتياجات الشعب الفلسطينى فى غزة ومنع تكرار الاعتداءات".
وفى بيان منفصل، أعربت وزارة الخارجية المصرية عن بالغ ادانتها لواقعة استهداف اسرائيل لاحدى المدارس التابعة لوكالة (أونروا) جنوب غرة، كانت تستخدم كمأوى للنازحين من القطاع الذين دمرت منازلهم جراء القصف الاسرائيلي، ما أسفر عن مقتل واصابة العشرات من المدنيين.
وطالبت الخارجية بضرورة التوقف الفوري عن استهداف المدنيين الابرياء، ووقف اطلاق النار لحقن الدماء.
وكانت مصر طرحت فى الأيام الأولى لبدء اطلاق النار فى غزة، مبادرة لوقفه أيدتها سريعا إسرائيل، لكن حركة حماس رفضتها.
ودعت القاهرة، الوسيط التقليدي في النزاعات المتجددة بين اسرائيل وحماس، الفلسطينيين واسرائيل لارسال وفديهما الى القاهرة لبدء مباحثات على اساس المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار، لكن اسرائيل اعلنت انها لن ترسل وفدا للقاهرة بعد انهيار الهدنة الأخيرة.
وتواصل إسرائيل شن عملية (الجرف الصامد) العسكرية في قطاع غزة منذ 28 يوما، والتي قررت توسيعها في 17 من الشهر الماضي بهجوم بري ردا على إطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه إسرائيل ولتدمير الأنفاق الممتدة من القطاع إلى الأراضي الإسرائيلية.
وبلغت الحصيلة الإجمالية للقتلى والجرحى الفلسطينيين جراء الهجوم الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة 1830 قتيلا وأكثر من 9 آلاف و300 جريح، حسب ما أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn