وزير الخارجية الصيني يشرح مفهوم الصين عن الامن والتعاون مع الاسيان بشأن النزاعات

ناي بي تاو 11 اغسطس 2014 / شرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم (الاثنين) مفهوم الصين عن الامن الاسيوي وتعاونها مع دول رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) في حل النزاعات بشأن بحر الصين الجنوبي.

وخلال حضوره اجتماع وزراء خارجية المنتدى الاقليمي للاسيان، أكد وانغ مجددا على التزام الصين بالعمل مع الاسيان لحل نزاعات بحر الصين الجنوبي.

أدلى وانغ بتصريحاته لانتقاد ما يسمى بالوضع المتوتر الذي نشرته بعض الدول بشأن بحر الصين الجنوبي.

وعن مفهوم الصين للامن الاسيوي، انتقد الوزير الصيني بعض القوى الاجنبية لقيامها بالتدخل في قضايا بحر الصين الجنوبي، وطرح مقترحات بناءة لتوسيع اطار العلاقات بين الصين والاسيان.

التدخل الامريكي المثير للتساؤل في قضايا بحر الصين الجنوبي

وبصفة عامة، فإن الوضع الحالي في بحر الصين الجنوبي مستقر بدون أي مشكلات تتعلق بحرية الملاحة، حسبما قال وانغ منتقدا المبالغة بأن المنطقة عالقة في مواجهات عسكرية متصاعدة بين الصين والعديد من دول الاسيان.

وقال "حتى الان، لم أسمع عن تضرر أي رحلة حرة لاي مركب".

وأشار وانغ إلى أن العلاقات بين الصين والاسيان مازالت سليمة ومزدهرة، مضيفا أن الجانبين قادران وحكيمان بما يكفى لحماية السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي عبر الحوار والمشاورة الثنائية.

وفسر محللون هذه التصريحات بانها رفض قاطع من جانب الصين لسلوك الولايات المتحدة لبذر بذور الوقيعة في النزاعات الاقليمية في بحر الصين الجنوبى.

قال وانغ "لا افهم لماذا تسعى بعض الدول من خارج المنطقة الى نشر هذا الوضع المتوتر، هل لانهم يريدون ارباك المنطقة".

واضاف "بامكان الدول خارج المنطقة التعبير عن مخاوفها بعقلانية، الا اننا لا نوافق على قدومهم للمنطقة وهم يوجهون اصابع الاتهام".

وأوضح وانغ هذا النقطة خلال لقائه بنظيره الامريكي جون كيري، بقوله ان الصين ستحمي بثبات سيادتها وحقوقها ومصالحها البحرية وستظل ملتزمة بحل الخلافات مع الدول المعنية عبر الحوار والتشاور.

وأعرب عن أمل بلاده بأن ترعى كافة الاطراف الاستقرار صعب المنال في المنطقة وان تتمسك بالموضوعية والعدالة وان تلعب دورا بناء.

وردا على ذلك، قال كيري ان الولايات المتحدة لن تتحيز لطرف في قضية بحر الصين الجنوبي، مضيفا انه يأمل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وفى اشارة الى ان اجتماع وزراء خارجية الاسيان توصل لتوافق هام، أكد وانغ التزام الصين بتنفيذ اعلان سلوك الاطراف في بحر الصين الجنوبي والدفع من اجل التوصل المبكر لاعلان سلوك الاطراف في بحر الصين الجنوبي عبر التوافقات.

مفهوم عام وشامل وتعاوني ومستدام للأمن الأسيوي

قال وانغ إن الصين تعتقد أنه من الضروري حماية ممارسة المفهوم العام والشامل والتعاوني والمستدام عن امن آسيا، وبدء مفهوم امني جديد يدعمه ويشترك فيه الجميع ويعود بالنفع عليهم. واضاف ان مفهوم الامن الاسيوي يدعو الى اجراء مشاورات وحوارات بدلا من التهديد بالقوة، والانفتاح والشمولية بدلا من التباعد والتعاون المربح للجانبين بدلا من اللعبة الصفرية.

وحول نزاعات السيادة الاقليمية والحقوق والمصالح البحرية، قال إنه ينبغي على الاطراف المعنية السعي للتوصل لقرارات سلمية عبر المفاوضات والمشاورات القائمة على القانون الدولي والاعراف الحاكمة للعلاقات الدولية والحقائق التاريخية.

كما اقترح وانغ انه ينبغي ان تكون الدول الكبرى موضوعية وعقلانية عندما تحكم على النوايا الاستراتيجية للاخر وان تلتزم بمبدأ عدم النزاع وعدم المواجهة والاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين.

وقال إنه ينبغي دعم مركزية الاسيان واليات مثل المنتدى الاقليمي للاسيان، كما ينبغي على الجلسة الموسعة لاجتماع وزراء دفاع الاسيان تقديم المزيد من الاسهامات للامن الاقليمي.

وتابع "ينبغي علينا البقاء منفتحين وان نلتزم بمبدأ التعددية ورفض العقلية القديمة الخاصة بسياسات القوى والردع العسكري، والمضى خطوة بخطوة وادارة التعاون الامني بالتوازي مع التعاون الاقتصادي حتى يتمكنوا من تدعيم بعضهم البعض.

كما قال وزير الخارجية الصيني إنه ينبغي على المنتدى الاقليمي للاسيان اعطاء الاولوية للثقة في المستقبل ووضع اجراءات بناء الثقة في جوهره، واقامة توافق عبر الدبلوماسية الوقائية، والعمل من اجل تحقيق نتائج وتعميق التعاون في مجالات الامن غير التقليدية مثل الاغاثة من الكوارث ومكافحة الارهاب وشن حملة ضد الجرائم العابرة للحدود والامن البحري وامن الانترنت وان نكون متفتحى العقل ونواكب العصر من اجل تحسين كفاءة وحيوية المنتدى.

واضاف وانغ ان اسيا حافظت على السلام والاستقرار وتنمية سريعة نسبيا خلال السنوات الاخيرة. وذلك بسبب التزام الدول في المنطقة بتطوير الاقتصاد ورفاهية المواطنين، ما جعل اسيا منطقة واعدة والاكثر ديناميكية في العالم، وذلك لان دول المنطقة نشطة فى تعزيز التعاون الاقليمي.

واشار الى انهم يعملون بانسجام لتعزيز روح بناء التوافق واستيعاب مستويات لرفاهية كافة الاطراف. وذلك ايضا بسبب قيام الدول الكبرى بتفاعلات سليمة في المنطقة مما يهيئ بيئة اقليمية مستقرة عموما.