إنطلقت المناورات المشتركة التي تجري تحت عنوان "رسالة السلام 2014" في 24 أغسطس الجاري. حيث تجمع أكثر من 7000 جندي من 5 دول أعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون في قاعدة تشو ريخه بمنغوليا الداخلية. وستستمر هذه المناورات العسكرية إلى غاية 29 أغسطس الجاري، وتعد المناورة الأكبر حجما منذ "رسالة السلام 2005".
وإضافة إلى أن الجانب الصيني يشارك في هذه المناورة لأول مرة كمخرج عام، ويجتمع لأول مرة مع قادة جيوش الدول الست، تشارك وحدة الكوماندوز النسائية الصينية في كامل مراحل المناورات لأول مرة. ونظرا لتزامن هذه المناورات مع المواجهة الروسية الغربية حول القضية الأكرانية، وسعي أمريكا الجاد إلى محاصرة وإحتواء الصين من خلال تنفيذ إستراتيجية "إعادة التوازن في المحيط الهادي"،
تعد طبيعة الرسائل التي من الممكن أن ترسلها مناورات "رسالة السلام" التي تمثل الصين وروسيا ركنيها الأساسييْن، ودور هذه المناورات في رفع القدرات العسكرية الصينية، أبرز النقاط التي تستقطب إهتماما واسعا من الأوساط الأجنبية.
منذ عشية هذه المناورات المشتركة، لم تتوقف أصوات التشكيك الصادرة عن وسائل الإعلام الأجنبية. حيث بادرت وسيلة إعلام أجنبية بداية بالقول أن قيادة الصين لمنظمة شنغهاي للتعاون خلال السنوات الأخيرة تبدو وكأنها تخفف من لونها العسكري، وأن الأوساط الأجنبية ليس لديها معرفة بأسباب قيام منظمة شنغهاي للتعاون بإعادة إطلاق مناورات عسكرية على نطاق واسع؛ أما أسوشييتد برس فقالت بأن هذه المناورة التي تجريها مجموعة شنغهاي للتعاون بقيادة الصين وروسيا تمثل تحديا للنفوذ الأمريكي في آسيا، وهي محاولة من الصين وروسيا لتحدي النظام العالمي الذي تقوده أمريكا وحلفائها الغربيين.
في الحقيقة، ليس من الصعب على المرء أن يلاحظ بأن إتهامات وسائل الإعلام الأجنبية لا أساس لها. لأن برنامج المناورات السنوية تم إعداده سلفا داخل إطار منظمة شنغهاي للتعاون، وعلى الصين أن تتحمل كافة واجباتها المحددة وفقا للبرنامج المحدد. كما أن سلسلة العمليات الإرهابية التي جدّت داخل التراب الصيني خلال السنوات الأخيرة، دفعت الصين إلى تعزيز تعاونها مع مختلف دول آسيا الوسطى الأعضاء في منظمة التعاون لمقاومة الإرهاب.
منظمة شنغهاي للتعاون، هي منظمة دولية إقليمية، تلتزم بمبادئ "عدم الإنحياز، عدم مواجهة وعدم إستهداف طرف ثالث"، لذلك فإن الأعضاء لن يصبحوا حلفاء عسكريين بمقتضى إنتمائهم للمنظمة. وقد أعلنت منظمة شنغهاي عن أن هدفها هو تجميع القوى من أجل مواجهة المخاطر الإقليمية العابرة للحدود، وقوى الإرهاب والتطرف والإنفصال، وليست في حاجة للرد على تهديد عسكري ما. لأن منظمة شنغهاي في النهاية ليست تحالفا عسكريا. وبالنظر من هذه الزاوية، وإلى جانب مختلف الأساليب التنسيقية والسلمية التي أعتمدت خلال مرحلة قيادة مناورات "رسالة السلام"، فإن هذا الوضع يعكس بأن منظمة شنغهاي أكثر تركيزا على التعاون السياسي من التعاون العسكري.
في الحقيقة، إن ما تخشاه أمريكا وحلفائها الغربيين، هو أن تغتنم الصين وروسيا اللتان تقودان منظمة شنغهاي حجّة مقاومة الإرهاب لتعزيز الوظيفة العسكرية للمنظمة، والدفع بها في النهاية نحو تشكيل تحالف عسكري بين أعضاء المنظمة، ومن ثم تحدي نفوذ "الهيمنة القطبية الأحادية" لأمريكا في آسيا. لكن بالنظر من خلال برنامج المنظمة المتعلق بمناورات مقاومة الإرهاب وتقدمها في الوقت الحالي، لانر أي علامة على تجاوز حدود المهمة المحددة. وتجمُع أكثر من 7000 جندي من كازخستان، الصين، قيرغيزيستان، روسيا وطاجيكستان في المنطقة العسكرية ببكين وقاعدة التدريب تشو ريخه، هدفه الأول والأخير هو "إعلان الحرب" على الإرهاب. لذا يمكن القول أن الإتهامات الأمريكية وشكوكها الحادة، ليس لها ما يبررها، وليست إلا مخاوف زائدة.
تضع أمريكا من حماية هيمنتها العالمية والإقليمية جوهرا لمصالحها، في حين تسدد خنجرها بإستمرار إلى المصالح الجوهرية للصين وروسيا، وتستفز أدنى عصب للتحمل الصيني الروسي على مستوى قضايا السيادة والأمن. يقول المثل الصيني القديم: لا تخشى من تدق الأشباح بابك،إذا لم ترتكب ما هو سيّء، وهذا ينطبق على أمريكا التي تخشى ردا مشتركا من الصين وروسيا على إستراتيجية الإستفزاز التي تمارسها، لذلك قامت بإلصاق علامة "تحدي النظام العالمي الذي تقوده أمريكا وأروبا" على كل من الصين وروسيا. والأهم من ذلك، هو أن أمريكا مهمومة أكثر بإتجاه توسع نطاق منظمة شنغهاي للتعاون، وبإمكانية تحولها إلى تحالف سياسي عسكري شبيه بحلف الناتو،يكون موجها ضد أمريكا وأوروبا.
في ظل الأوضاع الدولية المعقدة، وفي ظل مواجهة إستفحال ظاهرة الإرهاب في الداخل، تعمل الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون على تكثيف التدريبات الأمنية والعسكرية المشتركة وتعزيز التعاون المشترك لرفع قدراتها في مكافحة الإرهاب. مناورة "رسالة السلام 2014"، هي فعالية عسكرية كبيرة ينظمها الجيش الصيني خلال العام الحالي، تأتي في إطار تعزيز الثقة الإستراتيجية بين مختلف الدول الأعضاء، ورفع قدراتها على مكافحة الإرهاب، وضرب "القوى الثلاث"، وتلعب دورا هاما في حماية الأمن والإستقرار الإقليميان، وتحمل معان واقعية وكبيرة على مستوى تعزيز السلم العالمي.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn