تعليق: هل يمكن تحقيق اتفاق لوقف إطلاق نار دائم بين فلسطين وإسرائيل؟

منذ أن بدأت اسرائيل عملياتها العسكرية على غزة قبل أكثر من شهر والصراع العسكري بين حماس واسرائيل متواصل رغم توصل الطرفين الى عدة اتفاقات وقف اطلاق النار المؤقت. واطلقت مصر مبادرة وقف اطلاق نار شامل في غزة قبل اسبوعين وأعلنت القاهرة أنها ستستقبل وفودا رفيعة المستوى من الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية لاستكمال مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار الدائم. لكن الفجوة الكبيرة بين مواقف اسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس)ادت الى تعديل عدة مرات في المبادرة وعدم الحصول على موافقة الطرفين.

كما أدى اطلاق ثلاثة صواريخ من قطاع غزة على منطقة بئر السبع جنوب إسرائيل يوم 19 أغسطس الجاري، الى شن اسرائيل هجوم مضاد وسحب ممثليها في محادثات السلام من القاهرة. وتوقع المجتمع الدولي أن اسرئيل وفلسطين قد دخلتا مرحلة جديدة من تصعيد الصراع،ولم يكن يتوقع أن يتوصل الطرفين يوم 26 اغسطس الجاري الى اتفاق وقف اطلاق النار يبدا سريانه الساعة السابعة مساءا بالتوقيت المحلي يوم 26 اغسطس الجاري.

وقد قدمت مصر اقتراح وقف إطلاق نار شامل تلبية لمتطلبات الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. حيث قالت حماس أن الجانب الاسرائيلي وافق على فتح المعابر بين قطاع غزة واسرائيل بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة، ووعد بعدم تنفيذ عمليات القتل المتعمدة.ومن جانبها، قالت اسرائيل أنها تعمل على ضرب اهداف حماس، وأنه باستثناء معبر رفح سوف تقوم بمراقبة جميع المواد التي تدخل الى غزة بصرامة.

هل سيدوم وقف اطلاق النار ؟

يعتقد بعض المحللين أن الصراع الفلسطيني الاسرائيل يشهد ثلاث نزاعات واسعة النطاق منذ 2008 حتى الآن، ويتبع كل مرة نفس النمط:فتيل تفجير الصراع، شن اسرائيل العمليات العسكرية، واخيرا، وقف اطلاق النار بعد وقوع خسائر بشرية ومادية هائلة. كما لا يزال العديد من المحللين متشائمين حيال الوضع الفلسطيني الاسرائيلي، لان الجانب الاسرائيلي يظهر بقوة غير عادية، وتظهر حماس الكثير من العناد ايضا. والاتفاق على وقف اطلاق النار الدائم هذه المرة لا يزال امام المجتمع الدولي موضع شك.

وذكرت بعض الاخبار أن حركة حماس قبلت اقتراح الرئيس محمود عباس بشأن المفاوضات مع اسرائيل بعد مشادات بين قادة حماس ومحمود عباس. وقد يكون ذلك احد اسباب اعلان عباس وقف اطلاق النار دون سابق انذار.

ومن جانب آخر، تتمسك حركة حماس وفتح باستراتيجيتهما المتناقضة على مدى السنين،حماس باستراتيجية المقاومة، وفتح باستراتيجية التفاوض مع اسرائيل. كما أن حماس والجهاد الاسلامي تتخذان المقاومة العسكرية وسيلة لتحرير فلسطين. 

كما أن تخلف حماس بالعهد والالتزام عدة مرات واطلاق الصواريخ خلال فترة وقف اطلاق النار جلب شكوكا حول قدرتها على الالتزام بالوعد هذه المرة. ناهيك عن تلقى طريق حماس ترحيبا كبيرا، خاصة بعد سد الطريق أمام عباس.

وفي الوقت نفسه،هناك في غزة مجموعات مسلحة اكثر راديكالية تثير الشغب باطلاق صواريخ من غزة الى اسرائيل. ووجود هذه القوات يضيف عدم الاستقرار لوقف اطلاق النار.علاوة على ذلك،فإن الشروط التي فرضتها اسرائيل على حماس لوقف اطلاق النار تشكل عاملا رئيسيا في ما إذا كان وقف اطلاق النار يدوم. كما أن استراتيجية اسرائيل في غزة هو الحصار في حين أن غرض حماس هو تعزيز الحرب. وعليه فإن المشكلة في ، هل سوف توافق اسرائيل؟