بكين   مشمس جزئياً 28/16 

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    مقال خاص: كافح الإرهابَ... ولو في الصين (2)

    2014:09:19.13:20    حجم الخط:    اطبع

    التطرف الديني هناك

    لكن السؤال الذي يطرح نفسه علينا هو: ما سبب ازدياد ظاهرة الإرهاب المنسوب إلى أهل الويغور، داخل شينجيانغ وخارجها؟ وللتصدي لهذه الظاهرة لا بد من مواجهة الحقيقة بإدراك وجرأة. فإضافة إلى السلبيات المذكورة التي حالت دون بناء مجتمع متقدم ومتناغم في الإقليم، تشير الدراسات والتحقيقات التي قام بها الباحثون الصينيون، منهم باحثون من قومية الويغور، إلى ظاهرة خطيرة مقلقة، تكتوي بنارها بعض المناطق في هذا الإقليم، مثلما تكتوي بنارها أجزاء كبيرة من العالم العربي الإسلامي بل العالم كله، وهي ظاهرة التطرف الديني التي تزداد حدتها في السنوات الأخيرة. فقد شهد إقليم شينجيانغ، ذو الثقافة العريقة في حب أفانين الحياة، كالأزياء الزاهية والموسيقى الجميلة والرقصات المطربة والمقامات الآسرة... ظواهر غريبة في العقد الأخير لم يختبرها على مر التاريخ. ففي المناطق الشاسعة في جنوب الإقليم، أُجبرت النساء، بل الصبايا أيضاً، على ارتداء الجلباب الأسود والبرقع وترك العمل خارج المنزل، ودمّرت محال لبيع النبيذ والسجائر. وظهرت موجة عارمة في تشديد التفرقة بين الحرام والحلال، فالخضار والحبوب والمأكولات التي وردت من مقاطعات صينية أخرى هي كلها «حرام»، والمال الذي تكسبه المرأة بالعمل خارج المنزل هو «حرام»، والموسيقى والغناء والرقص في الزفاف، والبكاء في المأتم، بل حتى الأدوات الكهربائية التي توفرها الحكومة لمساعدة الفقراء، والمباني التي تبنيها بعد الزلزال لإيواء المنكوبين، هي كلها «حرام» أيضاً... أما المعارض لهذا التشدد، سواء كان من أهل الويغور أو غيرهم، فيعتبر كافراً يستحق عقوبة قد تصل إلى الإعدام! مثال ذلك أن اغتيل في آب (أغسطس) الماضي إمام ويغوري في منطقة طلوفان بسبب انتقاده ظاهرة التشدد الديني. ولم يعد قتل الإنسان جريمة في نظر البعض، لمجرد أنه «كافر» أو أنه جزء من قومية «ظالمة» أو رعية في نظام «قامع»! بل صار القتل جهاداً يدخل به المجاهد فسيح الجنات. وهذا الكلام بالذات ما اعترف به أمام عدسة الكاميرا أحد القتلة الذي تم ضبطه إثر حادث إرهابي وقع في الصيف الماضي في شينجيانغ.

    ومن الواضح أن هذه الأفكار الجهادية الظلامية هي الأفكار نفسها التي يؤمن بها «القاعدة» وطالبان و «داعش» وغيرها من التنظيمات المتطرفة والإرهابية التي تنتشر في عالمنا اليوم كوباء العصر. لذا، فالبعد الخارجي قوي الحضور في تنامي نزعة التطرف والتشدد في إقليم شينجيانغ.

    وقد تنبه الباحثون إلى ظاهرة خطيرة أخرى، هي أن بعض الشباب في جنوب الإقليم يعلقون على جدار بيوتهم صوراً لمجاهدين أفغان، خصوصاً صورة أسامة بن لادن، باعتبارهم أيقونات روحية لهم. ويقترن هذا التطرف بالجهل التام للعالم الخارجي عادة، ففي زيارتي الأخيرة شينجيانغ في السنة الماضية فوجئت بأن عاملاً شاباً تعرفت إليه في محل تجاري قال لي، بعد أن عرف أنني أستاذ جامعي للغة العربية، إن بلاد العرب في تصوره هي الجنة بعينها! وأما تركيا، فهي جنة الجنات، على حد قوله!

    وفي الأخير، لا بد من الإشارة إلى أن ظاهرة التطرف والإرهاب لا تشكل تحدياً خطيراً لأمن الدولة الصينية وسلامة مواطنيها فحسب، بل تشكل تحدياً خطيراً للثقافة الويغورية العظيمة والباهرة التي ضربت بجذورها في عمق التاريخ، وتشويهاً بالغاً لدين الإسلام بكل ما يحمل من معاني المحبة والسلام والتسامح. فمن مصلحة العرب والصينيين أن يتعاونوا في تبادل الخبرات والمعلومات لمكافحة الإرهاب، العدو المشترك للعصر وللإنسانية.

    • (نشرت هذه المقالة في الحياة، ١١ مارس/ آذار ٢٠١٤)


    【1】【2】

    تابعنا على

    الأخبار ذات الصلة

    تعليقات

    • إسم