تحليل إخباري: البيت الأبيض قد يشهد "قص ريشه" بعد انتخابات التجديد النصفي

واشنطن 6 أكتوبر 2014 /لا تبدو الأمور على ما يرام للديمقراطيين قبل أيام من انطلاق انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي حيث يتوقع الخبراء سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ ما يحول الرئيس إلى "بطة عرجاء".

والمشهد السياسي مثير للكآبة بالنسبة للديمقراطيين في ظل استمرار الملايين من الأمريكيين بدون عمل وحنق شريحة كبيرة من المواطنين إزاء الاتجاه العام للبلاد في السنوات الست الماضية تحت قيادة الديمقراطيين.

ورغم أن معدل البطالة الأمريكي تراجع في الأسبوع الماضي إلى أقل مستوياته في السنوات الست، إلا أن السبب يعود في معظمه في الواقع إلى توقف بحث الملايين من الأمريكيين عن وظائف بدوام كامل، حيث يتم حساب معدل البطالة على أساس عدد الأشخاص الذين يبحثون عن وظائف بنشاط.

وبقى معدل مشاركة القوى العاملة، الذي يقيس عدد الأفراد المنخرطين في القوى العاملة، مستقرا عند 62.7 بالمائة-- وهو الأقل منذ 1978

بالإضافة إلى ذلك، تعطي معظم التوقعات الانتخابية ميزة واضحة للحزب الجمهوري، الذي يحتاج إلى 6 مقاعد لاستعادة الغالبية في مجلس الشيوخ. وارتفعت توقعات المعمل الانتخابي لصحيفة ((واشنطن بوست)) يوم الاثنين بفرص الحزب الجمهوري في السيطرة على المجلس إلى عنان السماء بنسبة 78 بالمائة، في مقابل 61 بالمائة تنبأت بها صحيفة ((نيويورك تايمز)) لفرص الحزب الجمهوري في ذات المجلس.

ويولي المراقبون والنقاد المزيد من الاهتمام أيضا لكيفية رؤية الأمريكيين لاتجاه البلاد وكذا معدل تأييد الرئيس باراك اوباما.

وفي هذا الصدد، لا تبشر الأمور بالخير للديمقراطيين, إذ يعتقد 65 بالمائة من الأمريكيين أن الدولة تسير على المسار الخاطئ، وتراجعت شعبية الرئيس الأمريكي إلى 43 بالمائة بحسب متوسط أحدث استطلاع

لمؤسسة ريل كلير للسياسات.

وإذا ترجمت هذه الأرقام إلى هزة كبيرة تتحول معها زمام الأمور في مجلس الشيوخ إلى الجمهوريين، فإن اوباما سيبقى في منصبه بسلطة محدودة في العامين المقبلين لتمرير مبادراته بما في ذلك الوعد الذي قطعه منذ وقت طويل لسن الإصلاح الشامل.

وقال داريل ويست، الزميل البارز بمؤسسة بروكينغز لوكالة ))شينخوا(( إن "اوباما سيصبح بطة عرجاء إذا استعاد الجمهوريون السيطرة على مجلس الشيوخ"، مضيفا أن "السيطرة على المجلس ستتيح للجمهوريين وقف الترشيحات التي لا يحبونها والتصويت ضد مشروعات القوانين التي لا يريدون تمريرها. وسيتبقى لاوباما سلطة الفيتو الرئاسية وهذا سيساعده فقط على الدفاع وليس الهجوم".

وقال الخبير الاستراتيجي الجمهوري فورد اوكونيل في مقابلة مع وكالة ))شينخوا(( إن الحزب الجمهوري سيكون من السهل عليه تحقيق الفوز في ولايات مونتانا وويست فيرجينيا وساوث داكوتا واركنساس ولوزيزنا والاسكا، وهي الولايات التي فاز فيها مرشح الحزب ميت رومني في الانتخابات الرئاسية عام 2012 على اوباما.

مع ذلك، قال اوكونيل إن ما يقلق الجمهوريين الآن هو أن الديمقراطيين لديهم في أيديهم المزيد من الأموال للعب على الأرض والقدرة على حشد قواعدهم وإخراجهم إلى صناديق الاقتراع.