سفير: الصين والجزائر تربطهما علاقة عميقة الدلالات ومشرقة الآفاق

الجزائر أول نوفمبر 2014 /قال السفير الصيني لدى الجزائر يانغ قوانغ يوي إن الصين والجزائر طورتا علاقة رفيعة المستوى عميقة في دلالاتها ومشرقة في آفاقها.

صرح يانغ بذلك في مقابلة مع وكالة )) شينخوا(( للأنباء تزامنا مع زيارة رسمية ودية بدأها كبير المستشارين السياسيين الصينيين يوي تشنغ شنغ إلى الجزائر بعد ظهر السبت.

وأضاف يانغ أن الصداقة الصينية- الجزائرية تعود إلى تاريخ طويل وتطورت العلاقات الثنائية بينهما بسلاسة منذ أن أقامت البلدان العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من نصف قرن.

وتابع يانغ إن الجيل الأول من القادة الصينيين قدم دعما كبيرا لنضال الجزائر من أجل التحرير الوطني في الخمسينات، والصين كانت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الجزائر.

في المقابل، بذلت الجزائر جهودا كبيرة لمساعدة الصين في الحصول على مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة.

وعاد يانغ بذاكرته إلى اللحظة التي قدم فيها أوراق اعتماده للرئيس عبد العزيز بوتفليقة يوم 27 أكتوبر عندما قال له الأخير: " التاريخ أثبت أن الصين صديق يعتمد عليه، وإنني فخور بمساهمتى في هذه الصداقة منذ أن كنت شابا ".

وشهد بوتفليقة خلال عمله وزيرا للخارجية في 1971 بلاده وهي ترعى مبادرة لمساعدة الصين لاستعادة مقعدها في الأمم المتحدة.

وفي السنوات الأخيرة، ازدهر التعاون الثائي في التجارة والاقتصاد، ومنذ عام 2013 أصبحت الصين أكبر مصدر لواردات الجزائر وتضاعف حجم التجارة البينية 10 مرات في العقد الماضي، وفقا ليانغ.

في الوقت نفسه، أصبحت الجزائر واحدة من أكبر الأسواق لمقاولي الإنشاء الصينيين في الخارج، حيث تنفذ المئات من الشركات الصينية هناك العديد من المشاريع الإنشائية ، بما في ذلك الطرق السريعة والمساجد ومراكز المؤتمرات والمعارض والمستشفيات ووحدات الإسكان.

وأشار يانغ إلى أن الصين نقلت التكنولوجيا والمعدات إلى الجزائر وخلقت الكثير من فرص العمل للسكان المحليين من خلال عقود البناء، مضيفا أن الجانبين يعتزمان تعزيز التعاون في مشروعات السكك الحديدية في المستقبل.

وفي فبراير هذا العام، أصبحت الجزائر أول دولة عربية تبرم شراكة إستراتيجية شاملة مع الصين، ما يشهد تماما العلاقات الوثيقة بين البلدين، وفقا ليانغ، الذي يري الصداقة الصينية -الجزائرية نموذجا للتعاون والمنفعة المتبادلة.

ويعد يوي تشنغ شنغ، رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، أول زعيم صيني يزور الجزائر منذ ست سنوات.

وبهذه المناسبة، قال يانغ إن هذه الزيارة، التي تتزامن مع الذكرى الـ60 لتأسيس الجزائر، سوف تسهم في رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد.

وأضاف أن العلاقات بين البلدين تتمتعان بامكانيات كبيرة وبزخم قوي في إطار آلية التعاون "1+2+3"، التي دعا اليها الرئيس الصيني شي جين بينغ في منتدى التعاون العربي الصيني في يونيو، إذ إن الدولة الغنية بموارد الغاز والنفط والاحتياطات الأجنبية بحاجة الى التعاون مع دول أخرى في حملتها للتحديث.

وقال إن "1" في إطار آلية التعاون "1+2+3" يشير إلى التعاون في مجال الطاقة كمحور رئيسي، ويشير "2" الى إنشاء البنية التحتية والتجارة ومرفق الإستثمار، و"3" يعني الحاجة الى تحقيق اختراقات في مجالات التكنولوجيا العالية بما فيها الطاقة النووية والأقمار الصناعية والفضاء والطاقة الجديدة.

وحول التبادلات الشعبية، قال السفير إن الجزائريين مهتمون باللغة والثقافة الصينية وذهب المزيد والمزيد من الطلاب إلى الصين من أجل الدراسة.