تعليق: افغانستان تركب "عربة الصين"

أنهت آخر وحدات مشاة البحرية الأمريكية والقوات القتالية البريطانية عملياتها رسميا في أفغانستان يوم 26 اكتوبر الماضي، وانسحبت من القاعدة في إقليم هلمند لتنتقل إلى قاعدة عسكرية كبيرة، وإنهاء الحرب التي استمرت 13 سنة و20 يوما في افغانستان. وبعد يومين من ذلك، بدأ الرئيس الأفغاني اشرف غني احمد زاي الذي تولي منصبه الجديد قبل شهر فقط أول زيارة رسمية له إلى الصين، وقد اثارت هذه الزيارة دهشة العالم. ونتيجة لذلك، بدأ الحديث عن " دور الصين بعد نهاية عصر حلف الناتو في افغانستان" .ومع ذلك، يبقى تحديد دور الصين في افغانستان سابق لاوانه ... مستثمر؟ مشارك؟ حليف؟ كل شيء ممكن.

المحطة الاولى للرئيس الجديد

وفقا للبيان المشترك الذي تم توقيعه خلال زيارة احمد زاي إن الصين تعهدت بتقديم ما مجموعه 2 مليون يوان من المساعدات الى افغانستان خلال السنوات الاربعة المقبلة، من اجل تطوير حقول النفط والمناجم، والتدريب 3000 مهني افغاني في مختلف المجالات. وبالاضافة الى المساعدات بدون مقابل التي تعهدت بها الصين، اكدت الشركات الصينية ايضا مساعدة افغانستان في تعدين النحاس وما يخص حقول النفط. ومن الواضح ، أن هذه اكثر الاجابات مباشرة.

"إن اختيار الرئيس الافغاني الجديد الصين اول محطة لزياراته الخارجية هو ايضا الخيار الوحيد له." قال استاذ وو فاي في جامعة جينان و باحث تابع لجمعية تشاهار:" في الواقع، أن امريكا هي الحليف الطبيعي والشريك المفضل للحكومة الحكومة الافغانية الجديدة، وهي لا تريد انسحاب القوات الامريكية من أراضيها لأنها لا تمتلك القدرة لتطوير هذا البلد. ولكن تأكد انسحاب القوات الامريكية من افغانستان سيؤدي الى تراجع الاستثمارات الامريكية في افغانستان ايضا. وبالنسبة لامريكا، فإن بقائها في افغانستان يجلب لها المتاعب اكثر بكثير من الفوائد، لذلك، ادركت الحكومة الافغانية الجديدة صعوبة الحصول على المساعدات المالية من قبل امريكا."

"في الواقع، فكرت الحكومة الافغانية التحالف مع روسيا بعد انسحاب امريكا. وقد عملت في وقت مبكر من هذا العام على الاتصال مع روسيا ، وتطلعت الى جلب الاستثمارات الروسية الى افغانستان. ومع ذلك، عبرت روسيا عن قلقها آزاء التدخل في افغانستان، كما لا تملك روسيا الآن رأسمالا كبيرا للاستثمار في افغانستان."

ومن الواضح أن الصين هي الدولة القادرة على استثمار الكثير من الاموال. وتشير التقارير الى أن الصين بالفعل احد اكبر المستثمرين في افغانستان، حيث تبلغ الاستثمارات الصينية في افغانستان ما مجموعه 5.95 مليار يورو، وبشكل رئيسي في قطاع التعديد والموارد الطبيعية.

وما عدا الاستثمارات الواسعة النطاق والمساعدات الخارجية التي تقدمها الصين لأفغانستان، تؤكد الصين دائما عدم تدخلها في الشؤون الداخلية لافغانستان، ما لقي ترحيبا من الحكومة الافغانية ايضا. وقدم رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ اقتراحا من خمس نقاط لحل قضايا أفغانستان، يتضمن الإصرار على أن يحكم الشعب الأفغاني نفسه بنفسه، وتعزيز المصالحة السياسية بين مختلف الأطراف السياسية الأفغانية، وتسريع إعادة البناء الاقتصادي، فضلا عن استكشاف اتجاه التنمية الخاص بالبلاد، وتعزيز الدعم الخارجي لها. وقال رفعت حسين من جامعة الدفاع الوطني الباكستاني، أن اعتماد الدولة المعنية على المقترح من خمس نقاط، اعتقد اننا سنحقق انجازات كبيرة في عملية السلام في افغانستان.