مقابلة : نائب المدير التنفيذي العام للشركة السعودية للصناعات الأساسية: تسريع تطوير الأسواق الصينية

بكين 27 نوفمبر 2014 /قال لي لي نائب رئيس الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، المدير الإقليمي للشركة، اليوم الخميس ان شركته تسعى إلى توطيد العلاقات مع المؤسسات العلمية والشركات المتخصصة الصينية، حيث من المتوقع أن يدخل المصنع المركب لهندسة البلاستيك في تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين حيز التشغيل بحلول نهاية العام الجاري, إلى جانب مركز جديد للبحوث والتطوير في شانغهاي بشرقي البلاد.

وأضاف لي في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء شينخوا، إن تأسيس مركز البحوث والتطوير في شانغهاي يعتبر معلما مهما بالنسبة إلى (سابك) في الصين وآسيا, ما سيسهم في تقوية علاقة الشراكة مع الزبائن في المنطقة، بالنظر إلى ما سيحدثه من تأثيرات تسويقية في الصين وآسيا والعالم كله.

وقال لي :" على سبيل المثال، تساعد (سابك) شركة شياومي الصينية العاملة في مجال شبكة الانترنت المحمولة على تطوير الهواتف الذكية من طراز شياومي-3 تلبية للطلبات المتزايدة من الزبائن على غلاف أرق وأكثر دواما، والإطار المتكامل الهوائي، حيث تستخدم شركة شياومي مركبات (سابك) لإنتاج هواتف ذكية تلبي المعايير والمواصفات التقنية المعقدة،دون التضحية بالتصميم والشكل الجمالي، ما سمح لها بالابتعاد في المنافسة.

وعند الحديث عن اتفاقية تعاون استراتيجي وقعت عليها الشركة، مع الأكاديمية الصينية للعلوم في سبتمبر الماضي، أكد لي أهمية الاتفاقية التي ستعلب دورا مهما في دفع التعاون في البحوث العملية وتبادل المعارف وتأهيل القوى البشرية المتخصصة والكفؤة، حيث ستتكفل (سابك) بموجب الاتفاقية التي تستغرق خمس سنوات، بملايين الدولارات لدعم الدراسات المشتركة في مجال الكيمياء والهندسة الكيمائية لتطوير حلول وتكنولوجيا متقدمة، ما سيسمح لـ (سابك) بطرح نتائجها البحثية في الأسواق.

وفي سياق الحديث حول أحدث إنجازات الشركة في تطوير مواد جديدة، قال لي ان شركته طرحت في لأول مرة خلال معرض التقنيات التصنيعية الدولية الذي أقيم في شيكاغو بسبتمبر الماضي ، لنموذج سيارة مصنوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد المتقدمة، والتي تعتبر الأولى من نوعها في العالم. وأضاف لي إن الشركة استخدمت في هذه السيارة المواد المركبة لكربون الألياف المقوية ( إل إن بي- إس تي أيه تي- كي أو إن) الخاصة بالشركة ، والتي تتمتع بمزايا نسبية في القوة والصلابة الكبيرة ، والتي من شأنها تقليل التشويه الذي يحصل خلال عملية الطباعة ثلاثية الأبعاد ، وبشكل يُمكن من تعزيز المظهر الجمالي والأداء .

وأشار لي إلى ان تأثيرات هذا الحدث على قطاع التصنيع مهمة وكبيرة إذ انه يعني إيجاد حلول فعالة للتحديات التي يواجهها القطاع على المدى الطويل، والتي تتمثل بخفض استهلاك المعدات والوقت في تصنيع الأشياء الكبيرة.

وبالإضافة إلى ذلك، وفي بدايات السنة الجارية، أقامت (سابك) شراكة مع شركاء صناعيين لتطوير أول عجلة في العالم مصنوعة من المواد المركبة من اللدائن الحرارية ، ما أسهم بزيادة نفوذ (سابك) في امتلاك راتنجات ( يو إل تي إي إم) و (كرينغلان) لتصميم المواد المركبة ثلاثية الابعاد ، والتي من شأنها ان تحل مكان المواد التقليدية كالمعادن وسبائك الالومنيوم لتخفيض الوزن والانبعاث وتكاليف الإنتاج في قطاعات متعددة تتراوح بين الطيران والسيارات واللوازم اليومية.

وأكد لي أن من شأن هذا التطبيق ان يخفض حجم انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الحافلات بنسبة 2% أو 3%.

وفي سياق حديثه حول تغير هيكل الطاقة الذي تشهده الصين حاليا, أعرب لي عن تفاؤله إزاء الإصلاحات التي تم اتخاذها من قبل الحكومة الصينية في هذا المجال , مؤكدا أنها خطوة في الاتجاه الصحيح.

وأضاف لي ان موارد الغاز الحجري تتمتع بقدرة كامنة لتلبية متطلبات الطاقة الصينية على الرغم من وجود كثير من التحديات في عملية تحقيق هذا الأمر ، والتي تتمثل في التحديات الجيولوجية وتكاليف التطوير العالية، إلا ان المحللين مازالوا يعربون عن تفاؤلهم في هذا الخصوص.

ويرى لي انه وبفضل قوة محرك نمو الاقتصاد الكلي الصيني مثل ازدياد الطلبات المحلية وتسريع عملية المدننة والإبداع المحلي, بات قطاع البتروكيماويات الصيني مستعدا للعب دور مهم في دفع تنمية قطاع البتروكيماويات العالمي, ما يخلق فرصة تنموية بالنسبة إلى قطاعات السيارات والبناء والمنتجات الالكترونية الاستهلاكية والطبية.

وقال لي ان اتجاه نمو التغير التدريجي والإبداع التكنولوجي موضوع لا يتغير مؤكدا على ان قطاعات النفط والبتروكيماويات ستحقق إبداعات مستمرة من اجل خدمة الزبائن القائمين والمحتملين.

وعند الحديث عن استمرار ازدياد الطلبات الصينية على الطاقات الجديدة وتطور الطاقات المختلطة باستثناء الوقود الاحفوري ، قال لي ان الناس يحتاجون إلى مجموعة من الطاقات المتعددة لسد الطلبات المتزايدة، لافتا لضرورة أن تشمل هذه المجموعة النفط والغاز الطبيعي والطاقات المتجددة والطاقة النووية والطاقات الجديدة قيد الاستكشاف.

وخلص لي للقول إن عامل الإيداع سيكون حاسما بشكل هام في تطوير حلول ناجعة للطاقة النظيفة وبأسعار معقولة، لأنه وبدون الإبداع لن نستطيع الحصول على الطاقة بأسعار معقولة، كما أننا إذا ارتكزنا بشكل بسيط على طاقة واحدة فقط، فإن استهلاكها السريع سيرفع من أسعارها ، ما يجعل من وجود مجموعة متعددة للطاقة أمر مفيد بالنسبة إلى الصين والعالم كله.

وتأسست شركة سابك عام 1976 ومقرها في العاصمة السعودية الرياض، وتعتبر واحدة من أكبر شركات البتروكيماويات في العالم.