التذبذب الكبير في أسعار النفط يذكرنا دائما بالأحداث التاريخية الكبيرة ذات الصلة :ـ
في عام 1973، قامت المجموعة العربية المنتجة للنفط خلال الحرب الرابعة في الشرق الاوسط بزيادة اسعار النفط والحظر والتأميم النفطي، ورفع سعر البرميل الواحد من النفط من3.01 الى 11.56 دولار أمريكي ،مما هز العالم الرأسمالي بأكمله ،ووقوع اسوأ ازمة اقتصادية عالمية بعد الحرب العالمي الثانية، وتغيير مواقف الدول الغربية من الحرب العربية ـ الاسرائيلية بسبب الخوف من " سلاح النفط".
في عام 1985، اقنعت امريكا السعودية بزيادة النفط الخام خلال الحرب السوفيتية في أفغانستان، وانخفض سعر النفط خلال اشهر من 31.72 دولار امريكي للبرميل الواحد من النفط الى 10.42 دولار امريكي، لذلك، خسر الاتحاد السوفيتي 20 مليار دولار سنويا. ويعتبر احد اسباب تفكك الاتحاد السوفياتي.
في عام 1990، قام الجيش العراقي بغزو الكويت،ويعتقد بلومبرج أن الاكتئاب في سوق النفط كان وراء عدوان صدام حسين على الكويت.
ووفقا للمعطيات التاريخية فإن التغيرات في سعر النفط سببه عوامل جيوسياسية،وله تأثير عميق في مجال العلاقات الدولية،وأن المسيطر على تسعير النفط هو سيد المبادرة الاستراتيجية. وقال الاقتصادي الامريكي وليام اندويل، أن الاستيلاء والسيطرة على احيتاطيات النفط وراء الحرب والقتال في العالم طيلة 100 عام ماضية، ولا يمكن مقارنته مع أي عامل آخر.
وفي الآونة الأخيرة، انخفضت اسعار النفط الخام العالمية دون 70 دولار امريكي للبرميل، وهو ادنى مستوى له خلال خمس سنوات.وإن الانخفاض المستمر لأسعار النفط في يونيو من هذا العام لفت الانتباه الدولي والمضاربين.
من ناحية قانون القيمة، السبب المباشر في الانخفاض الحاد لسعر النفط هو التغيرات في العلاقة بين العرض والطلب في السوق. حاليا، العوامل غير المستقرة التي يواجهها الانتعاش الاقتصادي وانخفاض اللب على النفط بوضوح، جعل انخفاض اسعار النفط غير مثير للدهشة.
كما أن إنتاج أمريكا من النفط الصخري سوف يؤثر بديهيا على النمط القائم من النفط العالمي، حيث تنتج من النفط الصخري ما يعادل انتاج العراق وقطر من النفط. وقالت وسائل الاعلام الالمانية، أن النفط الصخري ثورة هامة يمكن أن تثير تدفقات راس المال كبير الحجم وتغيير الهيكل الاقتصادي، وانقلاب ﻤﻴـزان اﻟﻘـوى.
وبحلول نهاية شهر نوفمبر هذا العام، لعبت الدول المصدرة للبترول( أوبك) التي تحتل احتياطياتها المؤكدة للنفط حوالي 4/5 في العالم دور الاحتكار في سعر النفط، ولم تقرر" خفض كمية الانتاج لحماية السعر" مثل ما كانت عليه في عام 2008 بعد الازمة المالية العالمية، آملين "كسب الحصة مقابل السعر".
الاحداث التاريخية المتشابهة، مثيرة للدهشة. حيث أن تراجع اسعار النفط في الثمانينات في القرن العشرين سببه تراجع الطلب في امريكا واوروبا وصعود النفط في بحر الشمال البريطاني، وتراجع "اوبك" المهيمنة عليه السعودية عن تخفيض الإنتاج بـ 3/4 ، ولجوئها في وقت لاحق الى " استراتيجية الاثر السلبي" لزيادة الإنتاج، مما ادى الى تخفيض أعمق في اسعار النفط، وفي نهاية المطاف استعادة تسعيرة النفط المناسبة، وتحقيق الاستقرار التدريجي في السوق في السنوات لاحقة. وحاليا، وبسبب تباطؤ الطلب العالمي، وزيادة انتاج أمريكا للنفط الصخري وحوادث المناجم، وتكرار "الاوبك" نفس قراره في الوقت الماضي. واكد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، أنه يمكن التحكم في جميع الامم اذا تمت السيطرة على النفط . وحذرت وسائل الاعلام البريطانية من استمرار انخفاض سعر النفط واحتمال أن يسبب في اعادة رسم الخريطة السياسية للشرق الاوسط باكمله.
أن يبقى النفط العالمي ثابتا لفترة طويلة أمر مستحيل، ولن تقف المنافسة المتعددة الأطراف لحق تسعير النفط، وفي" عصر جديد من إمدادات وفيرة ورخيصة للطاقة"، تأثيرها على الصورة الجيوسياسية للعالم قوي جدا.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn