8°C~-1°C

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    (تقرير سنوي) (الأزمة الأوكرانية):مقالة خاصة: يلزم توافر نهج متوازن للحيلولة دون نشوب حرب باردة جديدة محتملة

    2014:12:20.10:11    حجم الخط:    اطبع

    بكين 19 ديسمبر 2014 / يعكس تحليل جاد للمواجهة الحالية بشأن الأزمة الأوكرانية حقيقة أشد قسوة من تلك التي يرغب الناس في التسليم بها . ففي الوقت الذي مازالت تزهق فيه الصراعات المتأججة بأوكرانيا الأرواح وتعمل على تفاقم الأوضاع الإنسانية المتزعزعة بالفعل في المناطق الشرقية من البلاد، بات العالم في حاجة ماسة إلى إيجاد حل.

    ومن الناحية التاريخية، تتقاسم أوكرانيا وروسيا الكثير من تاريخهما حيث تقول الشعوب الحديثة لروسيا وأوكرانيا أن كييف روس، وهو إتحاد من القبائل السلافية الشرقية في أوروبا من أواخر القرن الـ9 حتى منتصف القرن الـ13، هم أسلافهم من الناحية الثقافية.

    بيد أنه بعد مئات السنوات من الارتباط التاريخي مع روسيا، تجد أوكرانيا نفسها الآن وقد وقعت في شرك عقدة المصالح الإقليمية والعالمية.

    -- خط الصدع داخل أوكرانيا

    ومنذ أشهر، تتأجج صراعات بين متمردين موالين لروسيا والقوات الأوكرانية في منطقتين شرقي أوكرانيا، رغم وقف هش لإطلاق النار توصل إليه الجانبان. ولقى 4707 أشخاص على الأقل مصرعهم وأصيب 10322 آخرون منذ منتصف أبريل، وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن الأمم المتحدة.

    وعندما إندلعت مظاهرات عارمة في الشوارع لدعم اندماج البلاد مع أوروبا في نوفمبر من عام 2013، وفي أعقاب المظاهرات التي اجتاحت الشوارع، سرعان ما تطورت الأزمة إلى انهيار للحكومة في فبراير حيث أطيح بالرئيس المنتخب فيكتور يانوكوفيتش من منصبه من قبل برلمان سيطرت عليه معارضة تميل للغرب وتفضل الاندماج مع الاتحاد الأوروبي عن إقامة علاقات أوثق مع روسيا.

    وبلغت التوترات في أوكرانيا ذروتها عندما أجرى استفتاء في منطقة القرم الذاتية الحكم بالبلاد في منتصف مارس والذي صوت فيه غالبية سكان المنطقة لصالح الانضمام لروسيا.

    وبحلول منتصف أبريل، إندلعت أعمال عدائية في شرق أوكرانيا حيث شهدت خمس مدن أخرى على الأقل بالمنطقة انتفاضات وسيطرة عنيفة على المباني الحكومية من قبل متمردين ساعين للاستقلال .

    وفي سبتمبر، توصل الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في العاصمة البيلاروسية مينسك. بيد أن تقريرا أمميا أفاد بأنه قد تم تسجيل 1357 حالة وفاة في المناطق الشرقية بأوكرانيا منذ إعلان وقف إطلاق النار.

    -- خطر نشوب حرب باردة جديدة

    وبالرغم من أن الحكمة السائدة في الغرب تلقى باللائمة كاملة في الأزمة الأوكرانية على روسيا، إلا أن جون مرشيمر أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو قال إن الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوربيين يتقاسمون معظم عبء المسوؤلية في هذه الأزمة.

    وقال مرشيمر إن الأسباب الجذرية للأزمة تكمن في توسع الناتو بقيادة الولايات المتحدة وتوسع الاتحاد الأوروبي شرقا، وهي العناصر الرئيسية لإستراتيجية أكبر تهدف إلى إبعاد أوكرانيا عن فلك روسيا ودمجها مع الغرب.

    وفي كتابه "رقعة الشطرنج الكبرى،" الذي نشر في أعقاب الحرب الباردة مباشرة، ذكر زبيغنيو برزيزنسكي مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر أنه كان ينبغي على الولايات المتحدة السيطرة على عدد من الدول الإستراتيجية بما فيها أوكرانيا.

    وأضاف برزيزنسكي أن أهمية أوكرانيا تكمن في وجودها ذاته كمحور جيوسياسي على رقعة الشطرنج الأوروآسيوية، الأمر الذي من الممكن أن "يمنع روسيا من أن تصبح إمبراطورية أوروآسيوية".

    وقال تشانغ هونغ، خبير الدراسات الأوروآسيوية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن انتهاء الحرب الباردة قبل أكثر من عقدين من الزمان لم يكن يعنى أن الغرب مستعد لعناق روسيا في أي وقت قريب.

    وعلى العكس، ففي مواجهة آلية مزدوجة تشمل نظام الدفاع الصاروخي المتمركز في أوروبا والذي تروج له الولايات المتحدة وتوسع الناتو وكذا توسع الاتحاد الأوروبي، بات الكرملين مهددا من الناحية الجيوسياسية.

    واتفق مع هذه التصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب ألقاه عقب انضمام القرم إلى روسيا. فقد أشار بوتين، وهو يتهم تكتل الناتو العسكري بالسعى إلى إبعاد روسيا عن منطقتها الأمنية التاريخية بالبحر الأسود، أشار إلى أن موسكو ستتخذ خطوات ردا على ذلك، "عند تحرك البنية التحتية لأى تكتل عسكري تجاه حدودها".

    وفي خطاب مماثل، قال بوتين إن قرار روسيا بضم القرم يرجع جزئيا إلى مخاوف تفيد بأنه إذا لم يفعل الكرملين شيئا، فسوف يتحرك الناتو بصورة أكبر ناحية الشرق لدمج أوكرانيا.

    -- طريق كامن للخروج

    وبعد أشهر من انضمام القرم إلى روسيا وما زعموه عن تدخل عسكري روسي في أوكرانيا، سعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالتوازي إلى فرض عدة نوبات من العقوبات الاقتصادية على روسيا.

    وقد أثرت العقوبات الاقتصادية الموسعة سلبا على اقتصاد روسيا حيث انخفضت قيمته عملتها لتبلغ أدنى مستوى لها يوم الثلاثاء. والأسوأ من ذلك، أن الكرملين فسر هذه الإجراءات بأنها عمل عدائي من الناحية السياسية تجاه روسيا، الأمر الذي زاد الأزمة الأوكرانية تعقيدا.

    وتصاعدت التوترات بين روسيا والولايات المتحدة بعدما مرر المشرعون الأمريكيون في الأسبوع الماضي مشروع قانون عنوانه "دعم حرية أوكرانيا" والذي يهدف إلى تقديم مساعدات فتاكة وغير فتاكة لأوكرانيا وفرض مزيد من العقوبات على روسيا.

    وفي معرض وصفه العقوبات الأمريكية الجديدة بأنها عمل عدائي تجاه روسيا، قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف يوم الاثنين فى مقابلة إن موسكو لها الحق فى نشر أسلحة نووية في القرم وفقا لـ"مصالحها ومسؤوليتها الدولية" بعد أن أصبحت القرم جزءا من روسيا.

    وأعرب المحللون عن اعتقادهم بأنه نظرا للعوامل التاريخية المعقدة التي تقف وراء الأزمة ، فإن حل الأزمة الأوكرانية يتوقف على الحوارات والتنازلات بين روسيا والغرب وكذا الأطراف المتحاربة في البلاد، لأن الإجراءات العسكرية والعقوبات الاقتصادية لم تحقق نتائج إيجابية.

    وقال لي تشونغ هاي، الباحث في شؤون الدراسات الخاصة بروسيا وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، قال لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه بدون إتباع نهج متوازن تجاه الأزمة يأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف المعنية، قد تظل أوكرانيا عالقة فى نضالها لضبط علاقاتها مع الدول الكبرى.

    ومن ناحية أخرى، حذر لي تشونغ هاي من أن شبح حرب باردة جديدة مازال يخيم على أوروبا والعالم بأسره.

    /مصدر: شينخوا/
    تابعنا على