بكين 21 ديسمبر 2014 / يتطلع المستثمرون الصينيون إلى زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الوشيكة للصين والتي ستجلب لهم فرصا تجارية أكثر في ظل تعزز ثقتهم في آفاق السوق المصرية بفضل ما بذلته مصر من جهود ضخمة بشأن جذب الاستثمار الصيني.
ويلاحظ أن مصر تحرص بشكل غير مسبوق على تعزيز التعاون الاقتصادي مع الصين في شتى المجالات حيث قامت وفودها رفيعة المستوى بجولات عديدة في زياراتها للصين في الفترة الأخيرة وخاصة زيارة الوفد الوزاري الأخيرة للصين.
وعرض الوفد المصري الوزاري المكون من أربعة وزراء تصورا شاملا لفرص الاستثمار الناجمة عن الإصلاح الاقتصادي المصري، وذلك في ندوة مع مختلف الشركات الصينية أقيمت مؤخرا في بكين تحت عنوان "سياسة مصر الاستثمارية والوضع الاقتصادي".
وجنت مصر من خلال هذه الجهود ثمارا وافرة حيث تعززت ثقة المستثمرين الصينيين في مستقبل مصر استعدادا لضخ الاستثمارات في هذه الدولة.
وفي هذا الشأن، قالت وانغ شياو لينغ وهي مسؤولة بشركة باوبي الصينية للاستثمار الدولي إن شركتتها تستعد للمشاركة في عملية تنمية المدن والسياحة في مصر في إطار مبادرة طريق الحرير البحري للقرن 21 التي طرحتها الصين.
وأكدت أن شركتها ظلت تحافظ على التواصل الوثيق مع الجانب المصري بفضل تفاؤلها تجاه فرص الاستثمار المستقبلية في مصر.
وأضافت ان الشركة تحرص على استغلال فرصة زيارة الرئيس المصري السيسي المرتقبة للصين للتوصل إلى اتفاقيات مع مصر.
في الوقت الذي أكد وزير الكهرباء والطاقة المصري محمد شاكر فيه أن مصر جادة في تنفيذ برنامجها النووي لإنتاج الطاقة، أعربت الشركة النووية الوطنية الصينية عن رغبتها في بناء مشروعات نووية في مصر.
كما تخطط شركة فاو الصينية بصفتها العملاق المحلي في إنتاج السيارات لإجراء تعاون مع مصر لإطلاق المزيد من سياراتها الهندسية في السوق المصرية.
وفي هذا الصدد، أكد وزير النقل هاني ضاحي أن مصر ترحب بالتعاون مع الصين في شتى المجالات بما فيها مجال السيارات.
وفي تطور آخر، أعربت بعض الشركات الصغيرة عن نيتها في إجراء أعمال وضخ استثمارات في مصر. ولكنها تعاني من مختلف المصاعب والمشاكل في هذه العملية مثل اجراءات التسجيل المعقدة وعدم تواجد المعلومات الوافرة.
وقال كونغ جيون، نائب الرئيس التنفيذي لمركز تنمية الاستثمار والتجارة الصيني للشرق الأوسط، لوكالة أنباء شينخوا إنه على الرغم من أن بعض الشركات المتوسطة والصغيرة الصينية لديها رغبات شديدة في ضخ الاستثمار في مصر، إلا أنها ماتزال مترددة في هذا الشأن.
وفصل ذلك قائلا إن هذه الشركات قلقة تجاه الوضع الأمني المستقبلي في مصر بينما تنقصها المعلومات الكافية حول فرص الاستثمار والاجراءات المعنية وكيفية إدارة المخاطر.
وأضاف أن الحكومات المحلية الصينية تهتم بتمويل الشركات المتوسطة والصغيرة للتوجه نحو العالم وذلك من خلال إقامة الصناديق المختلفة وتقديم العلاوات . ولكن لاتزال لدى بعض الشركات مخاوف تجاه المخاطر الكامنة في السوق المصرية بسبب عدم امتلاكها المعلومات الوافرة.
ودعا كونغ الحكومة الصينية إلى العمل على تقديم معلومات وافرة حول الاستثمار والتجارة لتلك الشركات لأن قلة المعلومات قد أصبحت حاجزا كبيرا بشأن قيام الشركات بالاستثمار في مصر.
كما أمل كونغ أن تهتم مصر بالشركات المتوسطة والصغيرة الصينية في عملية جذب الاستثمار الأجنبي والعمل على تقديم المعلومات وخلق الفرص لها نظرا لأن هذه الشركات شهدت تنمية متسارعة ولعبت دورا مميزا في نمو الاقتصاد الصيني.
وحسب أحدث احصاء رسمي، تم تسجيل نحو 8 ملايين شركة متوسطة وصغيرة الحجم في القطاعين التصنيعي والخدمي في الصين حتى نهاية 2013, محتلة نسبة 95.6 بالمئة من إجمالي الشركات في القطاعين، بينما تمتلك 29.6 بالمئة من إجمالي أصول الشركات الصينية.
ويتطلع كونغ إلى أن زيارة الرئيس السيسي المرتقبة ستساهم في تعزيز ثقة الشركات الصينية للسوق المصرية وخلق فرص أكثر لها وخاصة الشركات المتوسطة والصغيرة.
ومن جانبه، قال دينغ لونغ، مدير كلية اللغة العربية بجامعة الاقتصاد والتجارة الدولية الصينية، لشينخوا إن مصر تعتبر مقصدا جيدا للاستثمارات وطاقة الإنتاج الزائدة الصينية بالنظر إلى مزاياها الجغرافية وظروفها الطبيعية المواتية لتنمية الصناعة وأيديها العاملة الوفيرة ومنخفضة التكلفة.
ودعا مصر إلى استئناف الاستقرار وضمان الأمن بشأن زيادة ثقة المستثمرين الأجانب فضلا عن اتخاذ اجراءات تفضيلية لتعزيز تنافسيتها لجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي .
وفي هذا السياق، أكدت مصر أنها تسعى إلى خلق ظروف مواتية لجذب الشركات المتوسطة والصغيرة الأجنبية ، مشيرة إلى أن لديها خطط للتواصل مع مختلف المستثمرين في كل المقاطعات والمناطق الصينية بدلا من العاصمة بكين فقط.
وفي حين تتردد بعض الشركات، أعربت الأخرى عن تفاؤلها وثقتها القوية للسوق المصرية.
وقال ليو هاي بوه، مسؤول بشركة الاستيراد والتصدير الوطنية الصينية للتكنولوجيا الفضائية إن شركته قد دخلت السوق المصرية قبل أكثر من 10 سنوات وحققت نتائج ايجابية.
وأكد أن ما تعرضت مصر له من الاضطرابات منذ 2011 لم يترك تأثيرات سلبية ضخمة لأعمال الشركة في مصر، معربا عن تفاؤله للسوق المصرية في العهد الجديد.
وبدورها، قالت شيانغ رو بين، مسؤولة بشركة جيوشي الصينية لإنتاج الألياف الزجاجية، إن شركتها استثمرت 250 مليون دولار في بناء فرع لها في مصر عام 2012 انطلاقا من ثقتها الكبيرة في أفق السوق المصرية.
وأكدت أن شركتها جنت مصلحة جيدة في مصر, حيث صدرت منتجاتها المصنوعة في مصر إلى أوروبا بمعايير مرتفعة.
يشار إلى مصر تحتضن ما يزيد عن ألف شركة صينية حاليا ووصل حجم الاستثمارات الصينية فيها إلى نحو 500 مليون دولار.
والجدير بالذكر أن الصين أصدرت في سبتمبر الماضي نسخة جديدة من لوائح الإدارة للاستثمار الخارجي بشأن تشجيع الشركات المحلية على ضخ الاستثمار في الخارج.
هذا وبلغ حجم الاستثمار الصيني في الخارج 89.8 مليار دولار في الأشهر ال11 الأولى من العام الجاري بزيادة 11.9% على أساس سنوي. وبذلك قد استثمرت الصين بصفتها ثالث أكبر مستثمر عالمي 633.2 مليار اجمالا في القطاعات غير المالية بالخارج حتى نهاية نوفمبر الفائت.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn