تقرير سنوي: ويست انغليوود .. لمحة عن حياة الأمريكان الأفارقة في الولايات المتحدة

يقف مجموعة من الشباب السود على رصيف في حي ويست انغلود بشيكاغو يحملقون في سيارة كراون فيكتوريا بداخلها أربعة من ضباط الشرطة بملابسهم البيضاء وهي تسرع وتبطئ وتقف ، ويطل الضباط برؤوسهم من نوافذها.

تنتشر ثقوب الرصاص عشوائيا على جدران المنازل بالشارع . وتتلاعب الريح بإطار كرة سلة يتدلي من مسمار واحد على ارصفة ممزقة في حالة من اليأس وفضلات القمامة.

كان كوينتين في طريقه سيرا على قدميه من المكتب الإداري إلى مكتب الخدمات مرتديا قميص شركته. وفجأة توقفت سيارة الشرطة أمامه وخرج منها ضابط أمسك بكوينتين وكبل يديه.

اقتيد كوينتين إلى السيارة وجلس فيها لمدة نصف ساعة قبل أن يفرج عنه دون تفسير واضح. هذه هي الحياة في ويست انغليوود.

بالنسبة للكثير من الأمريكيين، آثار مقتل الشابين اريك غارنر ومايكل براون على يد الشرطة مشاعر من الصدمة والغضب .لكن الأمر في ويست انغليوود يشبه المأساة اليومية وجزء من حقيقة معروفة.

فعلى ما يبدو أن المدينة تخلت عن هذا الحي. جرائم القتل والعنف تحدث بشكل متكرر. ومعدل الفقر يزيد مرتين هناك عن المتوسط الوطني، ويبلغ معدل البطالة 34.7 في المائة، بزيادة 6 مرات عن المتوسط الوطني.

وتبين إحصاءات إدارة شرطة شيكاغو وقوع 373 جريمة قتل في عام 2014، ما يزيد عن أي مدينة أخرى في الولايات المتحدة، وقع أغلبها في جنوب شيكاغو.

التوترات أيضا لا تستثني الكبار في السن. على سبيل المثال لا الحصر، واين فلاوزر، وهو حارس أمن خاص يعمل لدي شركة تقوم على حراسة مواقع البناء، تربى في منطقة ويست سايد في شيكاغو، لكنه انتقل إلى انغليوود في عام 1973.

يعترف فلاورز صراحة بأنه انخرط في أنشطة عصابات عندما كان شابا، لكنه عدل عن هذا الطريق.

في شبابه، اقتادته الشرطة لاستجوابه في محلها لجعله يشهد على أن صديقه ارتكب جريمة قتل. لكن فلاوزر قاومهم ورفض الاستسلام لمحاولاتهم.

يقول هذا آثار غضب ضباط الشرطة الذين بدأوا في قرعه باستخدام دليل التليفون لمنع ظهور آثار الكدمات على جسمه ما ينزع فتيل شكوى محتملة.

ومؤخرا، اقتيد فلاوزر الى قسم الشرطة بسبب قيادة حافلة المدينة ووقوفه لالتقاط ركاب. وبعد سحب رخصته والتسجيل، كشف الضابط عن اسمه ورأى سجله الإجرامي.وقد آثار ذلك شكوك الضابط في فلاوزر، الذي يسير على عكاز. يقول فلاوزر لوكالة ((شينخوا))" سألني هل كنت من رجال العصابات. قلت له ، أنا سني 63 عاما، هذا عندما كنت صبيا، والواضح إننى الآن لا أشارك في أنشطة العصابات".

صادف عام 2013 الذكرى الـ50 على إلقاء خطاب مارتن لوثر كينج "لدي حلم" في المسيرة الكبري بواشنطن. ولكن بعد 50 عاما، رسمت الرابطة الحضرية الوطنية ترسم صورة معقدة للأمريكيين من أصل إفريقي في تقريرها للعام 2013 حول حالة الأمريكيين السود.

واظهر التقرير انه في الـ50 عاما الماضية، ضاقت الفجوة في الدخول بين البيض والسود بنسبة 7 نقاط فقط لتبلغ 60 بالمئة، وضاقت الفجوة في معدل البطالة بنسبة 6 نقاط فقط لتبلغ 52 بالمئة، ومثلما كان في عام 1963 بقي معدل البطالة بنسبة 2 إلى 1 بغض النظر عن التعليم والجنس والمنطقة في الدولة أو مستوى الدخل.

وأشار التقرير أيضا إلى أن 10 بالمئة من الأمريكيين الأفارقة كانوا بدون عمل في 1963 مقارنة بـ12.6 بالمئة في عام 2013 . وظل معدل البطالة كل هذه الفترة الطويلة بين السود ضعف المتوسط الوطني تقريبا وضعف معدل البطالة للبيض.

على السطح، تبدو الاضطرابات التي شهدتها الولايات المتحدة مؤخرا كانت كلها حول قتل الشرطة المحلية لشاب أعزل. لكن على مستوى أعمق، تعكس تلك الاضطرابات تزايد معدل الفقر والتدهور الاقتصادي الذي يؤثر على المجموعات العرقية في جميع أنحاء الدولة.

تاميكا لاوسون، مديرة ( آى جرو شيكاغو) وهي منظمة غير ربحية معنية بالأطفال وتنمية المجتمع كانت شاهدة على التفاعلات بين الشرطة وأفراد المجتمع. تقول " انهم يقولبونهم في ملفات اوتوماتيكيا، يراقبونهم ويتعاملون معهم كمشتبه فيهم، أو سجناء، يعاملونهم كما لو أنهم في نظام بالفعل وهذا يؤلمني جدا".

وفي جزء من رد الفعل على أحداث فيرغسون وستاتين ايلاند، عقدت منظمة " اي جرو شيكاغو" في عطلة نهاية الأسبوع قبل الكريسماس حفل شفاء ويتوقع أن تواصل تطوير مجتمع ويست انغليوود.