قال جورج سوروس خبير مالي شهير في مؤتمر البنك دولي عقد في بريتون وودز بولاية نيوهامبشير الأمريكية مؤخرا، أن الصين قد تلجأ الى نزاع خارجي للتخفيف من التناقضات الداخلية اذا ما استمر الركود الاقتصادي. كما حذر من احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة ، ودعا امريكا الى تقديم " تنازل مبدئي" والسماح بانضمام عملة الصين اليوان الى سلة عملات صندوق النقط الدولي من اجل وقف الحرب .
طرح آراء مثيرة للجدل في مناسبة جادة ليس جديدا على السيد سوروس ، وعدد قليل من الناس ممكن تصديق هذه النظرية، وان الصين سوف تشعل الحرب العالمية الثالثة. لكن في الاونة الاخيرة، برزت توقعات متشائمة حول العلاقات الصينية ـ الامريكية في السياسة والأعمال التجارية والأوساط الأكاديمية، ويعتبر سوروس طرفا فيها، لكنه ليس الوحيد.
إن استخلاص النخبة الامريكية بما في ذلك سوروس استنتاجات عن الصين وفقا للمنطق الغربي حتما سوف يرعب الناس. و الحقائق التاريخية والنظريات الكلاسيكية تبين دائما أن الحرب العالمية ترتبط ارتباط وثيقا مع عدم التوازن في التنمية الاقتصادية في العالم وطبيعة الامبريالية. وإن ضرورة محاربة الدول الامبريالية الناشئة مع الدول الامبريالية القديمة لكسب ساحة التطور ومن ثم يثير المواجهة والصراع، ويتبين هذا بوضوح في اسباب نشوب الحربين السابقين.
ومع ذلك، ينسى سوروس ان الصين دولة اشتراكية نامية، وأنها خلال فترة طويلة لم تكن غائبة عن حرب امبريالية ظالمة فحسب، وإنما القوة الرئيسية والقوية لتعزيز التنمية السلمية للمجتمع الدولي، والزيادة المناسبة في الانفاق العسكري الصيني وتقوية قواتها العسكرية المعقولة هي أداة قوية وضمان ثابت للحفاظ على السلم الدولي.
الممارسات الصينية منذ عقود تبين بشكل واضح بان الصين تتخذ طريق اقتصاد السوق الاشتراكي بحزم. وهذا الطريق هو استجابة فعالة للازمة، وتعزيز النمو والازدهار. في الازمة المالية الدولية في عام 2008، الدول الغربية بقيادة امريكا ليست قادرة على الرد، كما فشلت النظرية النقدية والنظرية النقدية الكينزية. وعلى عكس من ذلك، لاتزال الادوات الصينية الحالية للسيطرة الاقتصادية الكلية كاملة، بالاضافة الى انها قد تضطر الى توسيع مساحة السياسة المالية والسياسة النقدية، كما ان لديها سياسة صناعية لا تجرؤ الدول الغربية التفكير فيها، واستثمارات الحكومة ذات التوجيه من خلال الشركات المساهمة المملوكة للدولة والشركات ذات الصلة. وبالاضافة الى ذلك، يمكن لهيكل النظام الاقتصادي الاشتراكي إنتاج وسائل متنوعة للتنظيم الاقتصادي مثل انواع مختلفة من ملكية المختلطة.
والأكثر أهمية هو ان اقتصاد السوق الاشتراكي في الصين ليس فقط يواجه التحديات الاقتصادية بتكلفة منخفضة في أقصر وقت، بل يمكن توفير فرص جديدة لمختلف الشركاء الصينية. في السنوات الاخيرة، قيام تلك البلدان والمناطق بتعاون نشط مع الصين خلف الانكماش الاقتصادي العالمي، تقاسم ثمار التنمية مع الصين. مستقبلا، ستنتج مبادرة " الحزام والطريق" اكبر مكافأة، ولن يفوت الاعبون الحكماء في السوق والمسؤولون السياسيين هذه الفرصة العظيمة. والصين ليست فقط قوات محافظة السلام الدولية ولكن ايضا قوة لتعزيز التنمية في العالم.
قد يكون وراء تصريحات سوروس الاخيرة مصالحة ما. ويعتبر سوروس من الحيوانات المفترسة للمال العالمي ومشتعل مخضرم للنار. في عام 1992، أقنع سوروس البنك المركزي التايلندي قناصة بنك انجلترا معه، ثم خصصت مئات الملايين من الجنيهات مكاسب المضاربة، وأصبح لسوروس مقعد في بنك تايلاند. ولكن بعد 5 سنوات، هاجم سوروس المتحالف على تايلندا، وأدى مباشرة الى خسارة البنك المركزي التايلاندي مبلغ تجاوز عشرة مليارات دولار، وبالتالي استمر ركود الاقتصاد تايلند لسنوات. ولا نريد البحث في الدافع الحقيقية وراء تصريحات سوروس هذه المرة، وإنما من الضروري ان نبقى يقظين مستقبلا.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn