نشرت الحكومة الصينية يوم الثلاثاء الكتاب الأبيض التاسع حول الدفاع وتعد هذه الوثيقة التي جاءت تحت عنوان "الإستراتيجية العسكرية الصينية" بمثابة دليل دامغ على أن الصين جادة في الوفاء بالتزامها بالتنمية السلمية ووعدها بتحسين الشفافية العسكرية.
ومنذ عام 1998، تنشر الصين كتابا أبيض حول الدفاع كل عامين وتظهر كل وثيقة جديدة درجة شفافية أعلى من سابقتها.
ولجميع المهتمين بتصفح تلك الوثائق، يبدو الاتجاه واضحا: في الكتاب الأبيض حول الدفاع لعام 2006، أعلنت الصين إستراتيجيتها النووية؛ وفي وثيقة عام 2008، كشفت البلاد للمرة الأولى إحصاءات إنفاقها الدفاعي في العقود الثلاثة التي تبدأ منذ الشروع في تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح؛ وكشف الكتاب الأبيض لعام 2013 تعيين الفيالق المشتركة للجيش الصيني والتسليح الصاروخي لفيالق المدفعية الثانية.
ويعد الكتاب الأبيض لهذا العام المؤلف من قرابة 9 آلاف صفحة أول كتاب من نوعه يركز تحديدا على الإستراتيجية ، ويبحث الموضوعات الأشد حساسية والمتعلقة بالسياسة العسكرية والأمنية الصينية وجوهرها.
وكما سيتفق الكثير من الخبراء العسكريين، فإن كشف نواياها الإستراتيجية يعتبر خطوة جريئة للغاية اتخذتها دولة تعهدت بأن تكون أكثر شفافية بشأن قدراتها العسكرية واستعداداتها الحربية.
أما بالنسبة للمنظمات الإعلامية الغربية الساعية إلى المبالغة في الفكرة القائمة على أساس غير سليم وتفيد بأن الصين ستوسع انتشارها على نحو يلحق الضرر بالاستقرار الإقليمي، فلا بد من تذكيرها بأن الصين لها الحق في تعديل إستراتيجيتها العسكرية وفقا لآخر المستجدات التي قد تشكل تهديدا أمنيا، إذ أن الشئ ذاته يحدث في كل مكان.
وعليهم أيضا أن ينتبهوا إلى حقيقة أن الصين تضطلع بدور أساسي في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي وثابتة في سعيها إلى تحقيق التنمية السلمية.
وعلى نحو مغاير للقوى العالمية التي تعتمد إستراتيجيات عسكرية استباقية وتؤكد على التدخل الوقائي وتأخذ بزمام المبادرة في شن هجمات، تسلك الصين طريقا مختلفا على نحو لافت للنظر من خلال إتباعها لمبادئ الدفاع، والدفاع الذاتي، والرد بشدة عند التعرض لهجوم.
ويقول الكتاب الأبيض إن الصين "لن تهاجم ما لم تُهاجم، ولكننا سنشن بالتأكيد هجوما مضادا إذا ما تعرضنا لهجوم". ويبرهن تعبير صريح كهذا على تنامي ثقة الصين في قوتها العسكرية، ولكن الأهم أنه يؤكد على نواياها السلمية.
بيد أنه سيكون من الصعب إقناع من يحاولون تشويه صورة الصين بأن البلاد محبة للسلام بطبيعتها لأنهم عادة ما يغضون النظر عن سجل البلاد في الحفاظ على السلام ويتجاهلون حقيقة أن الصين بحاجة إلى مناخ دولي سلمي ومستقر للعمل على استدامة نموها الاقتصادي.
ولكن لماذا العناء؟ فأفضل سياسة هي الصدق والصين صادقة في تنفيذ وعدها بالشفافية العسكرية والسلام . وسيثبت الوقت أن الصين لن تحيد أبدا عن طريقها للتنمية السلمية ولن تسعى إلى التوسع العسكري.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn