خرج المحامي والكاتب الأمريكي من أصل صيني غوردن جي تشانغ، والذي أصبح يعرف بـ"خبير إنهيار الصين" علينا مجددا في يوم 25 مايو الجاري بمقال في موقع مجلة "فوربس" الأمريكية، قال فيه بأن إجراءات الحكومة الصينية في مواجهة تراجع النمو الإقتصادي،" في صورة نجاحها فلن تثبت سنة واحدة على الأكثر، وإذا فشلت، فإن جميع الكوارث الإقتصادية ستحل معا، وهذا قد يحدث قبل بداية الفصل الرابع من العام الحالي. "
يبلغ غوردن في الوقت الحالي 64 سنة، وقد نشر في سنة 2001 كتابا بعنوان "إنهيار الصين الوشيك". وسبق لغوردن أن عمل في فرعي سيتي بنك بهونغ كونغ وشنغهاي، وبنك كريديت أغريكول الفرنسي، لكن يبقى ينقصه التدرب على المبادئ الإقتصادية. وإكتسب غورد تشانغ شهرة في الولايات المتحدة، بفضل ظهوره المكثف في وسائل الإعلام الأمريكية للحديث عن إنهيار الصين وجرأته على تحديد موعد لهذا الإنهيار، ورغم أن كل تحاليله كانت خاطئة، لكنه لم يقدم أي إعتذار عن ذلك.
وربما نظرا لأسباب إيديولوجية ومواقف معينة، يسامح المجتمع الأمريكي في كل مرة غوردن عن توقعاته الخاطئة بإنهيار الصين، أما التيار الرئيسي من المجتمع فلا يتعامل معه بجدية. من جهته تعبر الأوساط الأكاديمية وأوساط الرأي العام الصينية عن إستغرابها من وسائل الإعلام الأمريكية في نقل كل مايبدر عن غوردن تشانغ من آراء مهما كانت طبيعتها. ويمكن القول إن التوقعات العبثية التي يطلقها غوردن تشانغ، قد حولت "خطاب إنهيار الصين" إلى مايشبه الخرافة.
وجزم غوردن تشانغ بأن إستثمار الصين لـ 1.13 تريليون يوان في تحسين البنية التحتية للإنترنت وإنشاء صندوق بـ 124.3 مليار يوان لدعم وضمان بناء المنازل يعبر عن عودة الصين إلى الطريق القديمة المتمثلة في "التحفيز القوي"، وقال إن ضخامة نطاق التحفيز هذه المرة مشابه للمرة الماضية.
إن السبب الرئيسي لحدوث الفقاعة الإقتصادية يعود إلى مواجهة الأنشطة الإقتصادية للطلب الإفتراضي، وقد أثبتت الوقائع أن هذه المشكلة متواجدة في غالبية الإقتصاديات المنفتحة على السوق. فهل أن المخطط الإستثماري الجديد للصين لايهتم بالمضاربة على الفقاعة؟
وتجدر الإشارة إلى أن تحسين البنية التحتية للإنترنت لاتصنف ضمن الطلب الإفتراضي. فالصين أصبحت في الوقت الحالي دولة كبيرة في مجال الإنترنت، كما أن حركة صناعة "الإنترنت+" تشهد صعودا الآن، ما يجعل البنية التحتية لهذا المجال أمرا ضروريا، وهي لا تندرج ضمن "مشاريع التيسير الكمي". وحتى لو ظهر مستوى معين من الفقاعة في الوقت الحالي، فإن أثره غير مدمر. تماما مثل قطاع القطارات فائقة السرعة، التي ربما تظهر قليلا من "التقدم" خلال وقت قصير، لكن هذه المشكلة سيزيلها النمو السريع في الطلب.
تمتلك الصين في الوقت الحالي سياسات إستثمارية جديدة تدعم الإبتكار بقيادة الحكومة وإتجاه واضحا نحو المستقبل، وهذه ليست إجراءات تهدف للإستثمار من أجل الإستثمار في ظل تراجع النمو الإقتصادي، وهي أيضا ليست إشارة على توقف الإصلاح الإقتصادي في الصين، بل جمع بين الإصرار على الإصلاح وتوسيع الإستثمار، وهذا أمر محل إجماع الحكومة الصينية والمجتمع الصيني.
يرى العديد من الأكاديميين الصينيين، أنه لأسباب لاتعلمها الأوساط الأجنبية، يقوم غوردن تشانغ بنقل كراهيته للصين إلى أبحاثه وتعليقاته، وهذا شيء مؤسف بالنسبة للأبحاث الأكاديمية. حيث تحتوي توقعات غوردن تشانغ على ميولات إيديولوجية ومزاجية واضحة، ومايقوله ليس خلاصة لحقيقة توصل إليها من خلال البحث في الوثائق، وإنما يضع إرضاء الميولات الإيديولوجية شرطا مسبقا لبحثه في الوثائق. وإعتماده هذه الطريقة في تكوين توقعاته حول الصين، هو سبب نسبة أخطائه العالية التي بلغت 100%.
هذه التوقعات الخاطئة التي تصدر دائما عن غوردن تشانغ، شكلت إنطباعا عكسيا داخل الرأي العام الصيني، وبعد سماع توقعه بإنهيار الإقتصاد الصيني في خلال سنة واحدة، علق العديد من مستخدمي الإنترنت الصينيين قائلين، لقد كان لدينا بعض القلق حول الإقتصاد الصيني، لكن بعد سماع توقعات غوردن تشانغ بأن "الصين ستنهار العام القادم"، أصبحنا أكثر راحة.
طبعا هذه التعليقات يغلب عليها المزاج، لكن وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية لاتهتم بالنكت التي يرددها غوردن تشانغ بإستمرار، وتستمر في وصفه على أنها أحد أفضل الخبراء العارفين بالإقتصاد الصيني، وهذا ليس سوى عنادا إيديولوجي. ومن الواضح وجود أشخاص آخرين مثل غوردن تشانغ في أمريكا، يحلمون بـ "إنهيار الصين". وحتى إذا كان التوقع خاطئ، فإنهم يفضلون أولا خلق ضجة حوله.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn