23°C~9°C

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    تحليل إخباري: بعد عام على احتلال داعش لأجزاء كبيرة منه .. العراق ما زال مهددا في وحدته

    2015:06:11.09:59    حجم الخط:    اطبع

    بغداد 10 يونيو 2015 / أصبح العراق بعد عام من احتلال تنظيم داعش الإرهابي لمدينة الموصل كبرى مدنه الشمالية وتمدده إلى محافظات أخرى واحتلاله لأكثر من 40 بالمائة من مساحته، مهددا في وحدته وبنيته الاجتماعية ويعاني من توتر طائفي وموجة نزوح كبيرة لم يشهدها تاريخه الحديث وواقع اقتصادي وخدمي متردي.

    ففي هذا اليوم من العام الماضي سيطر التنظيم المتطرف بالتعاون مع مجاميع مسلحة أخرى على مدينة الموصل ومن ثم السيطرة على أغلب مدن محافظات صلاح الدين والانبار وديالى وأجزاء من محافظة كركوك، وبعد أن فرض التنظيم هيمنته على تلك المناطق أعلن إقامة ما يسمى ب "دولة الخلافة " والتي شملت أجزاء من سوريا، عاصمتها مدينة الموصل.

    وقال المحلل السياسي صباح الشيخ لوكالة أنباء ((شينخوا)) "رغم مرور سنة كاملة على احتلال الموصل من قبل التنظيم المتطرف إلا أن القوات العراقية لم تتمكن من استعادتها، وهذا دليل على فشل المؤسسة العسكرية العراقية التي بنيت على أسس غير وطنية وغير مهنية، ما جعل الحدود العراقية غير مؤمنة الأمر الذي انعكس بصورة سلبية على أمن البلاد كلها ودخول عناصر داعش من سوريا إلى الأراضي العراقية وسيطرتها على مناطق واسعة من البلاد".

    وأوضح الشيخ أن رئيس الحكومة الحالية حيدر العبادي الذي اتخذ عدة قرارات بتغيير القادة العسكريين، لم تنفذ أغلب قراراته، واصفا إصلاحات العبادي العسكرية بأنها "ناقصة وغير مكتملة", قائلا "إن معظم القادة الذين كانوا في مواقعهم العام الماضي ما زالوا فيها، وبعضهم يرتبطون بحزبه وينفذون أوامره، الأمر الذي أظهر العبادي لخصومه بأنه لاينفذ ما يوعد به".

    وأضاف الشيخ "نلاحظ بعد مرور سنة أن هناك تغييرا ديمغرافيا حصل في العديد من المناطق، فقد سيطر الأكراد على المناطق العربية التي كانت توصف بأنها مناطق متنازع عليها مع الحكومة المركزية في محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى، وخلال هذه السنة أقاموا فيها ترتيبات وتحصينات عسكرية الأمر الذي يفسر بأنهم لن ينسحبوا منها، وهذه مشكلة أخرى تهدد مستقبل العراق والتعايش السلمي فيه، فضلا عن سيطرة بعض المليشيات الشيعة على مناطق سنية".

    وأفاد الشيخ بأن البعض من عناصر قوات الحشد الشعبي ارتكبوا إساءات في المناطق السنية التي تم تحريرها، ما أثار مخاوف السنة وقلقهم، خصوصا وأن سيطرة الحكومة ضعيفة على العديد من الفصائل المسلحة المنضوية في الحشد الشعبي، مبينا أن بعض هذه الفصائل لا تزال ترفض عودة النازحين إلى مناطقهم رغم تحريرها منذ عدة أشهر.

    وأشار الشيخ إلى أن سيطرة تنظيم داعش على أجزاء من العراق أعادت القوات الأمريكية إليه بعد انسحبها منه عام 2011، ولكن بصيغة مستشارين ومدربين للقوات العراقية، فضلا عن تحالف دولي بقيادة واشنطن يقوم بتنفيذ ضربات جوية لأهداف منتخبة وهذا يعني هيمنة أمريكية على الأجواء العراقية.

    وذكر الشيخ أن "الدور الإيراني في العراق بات أكثر وضوحا بعد احتلال تنظيم داعش لأجزاء واسعة منه، فقد أعلنت إيران دعمها الكامل للعراق وأرسلت الأسلحة والاعتدة والخبراء للتصدي لهذا التنظيم المتطرف، وقد عرضت لقطات لقاسم سليماني قائد قوات الحرس الثوري الإيراني في بعض المناطق التي تشهد اشتباكات ومعارك مع تنظيم داعش الإرهابي".

    من جانبه، قال أحمد الكريم رئيس مجلس محافظة صلاح الدين ل((شينخوا)) "المشكلة الرئيسة في العراق هي العملية السياسية التي بنيت على أسس خاطئة ما ولد التناحر والتنافر بين الأحزاب والفئات السياسية فيما بينها دون النظر إلى مصلحة الوطن، الأمر الذي سهل لداعش وأخواتها من فرض سيطرتها على مناطق كثيرة في العراق".

    وأضاف الكريم "لو استمر الوضع السياسي العراقي بهذه الصورة، ولم يتم إنجاز مصالحة وطنية حقيقية، فإن العراق يسير إلى المجهول والتشرذم ومستقبل مجهول ربما سيولد داعش أخرى في مسلسل استهداف وحدة العراقيين".

    وتابع الكريم "ما يدفعنا إلى هذه النظرة المتشائمة نوعا ما هو عدم وجود ثقة بين السياسيين وتوقعهم في محيط فئاتهم وأحزابهم ومناطقهم ودخولهم بصراعات جانبية"، داعيا جميع السياسيين والأحزاب إلى التعاون فيما بينهم وخلق مناخ للاستقرار والعمل بروح الفريق الواحد لإنقاذ العراق وشعبه، لأن العدو واحد ويستهدف جميع العراقيين.

    وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما قد أكد لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال مؤتمر الدول السبع الكبرى في ألمانيا يوم الاثنين الماضي على ضرورة وجود برنامج سياسي يجمع السنة والشيعة والأكراد، قائلا "إن البرنامج السياسي بأهمية مشابهة للأهمية العسكرية"، مشددا على ضرورة وجود برنامج لايقصي حدا وبدون تمييز يجمع الشيعة والسنة والأكراد، الذي يعملون بشكل منفصل.

    يذكر أن سياسة التنظيم الإرهابي في بث الخوف والرعب بين صفوف السكان من خلال تصوير عمليات الذبح بالسيوف والإعدام الجماعي رميا بالرصاص وأمام الناس، ونشرها على شرطة فيديو معدة بإتقان وبثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام، أدى إلى نزوح قرابة ثلاثة ملايين عراقي وتركهم لمنازلهم وكل ما يملكون للنجاة بأرواح أبنائهم.

    كما أدت سيطرة تنظيم داعش على حقول ومنابع النفط وخطوط نقلها في المناطق الشمالية إلى انخفاض واردات العراق الاقتصادية مقابل استغلال التنظيم لهذه الحقول وبيع النفط بأسعار منخفضة الأمر الذي ساهم في زيادة وارداته وبات من أغنى المنظمات الإرهابية وظفها لاستقطاب بعض العاطلين عن العمل، في صفوفه، بعد ارتفاع نسبة الفقر في المناطق التي سيطر عليها.

    يشار إلى أن العمليات العسكرية والقصف الجوي لقوات التحالف للمناطق التي اتخذها التنظيم الإرهابي مقرات له تسبب في دمار واسع في عدد من المدن والقرى، فضلا عن قيام داعش بتدمير ونسف العديد من البنى التحية للاقتصاد العراقي الأمر الذي سوف يكلف الدولة العراقية الكثير من الأموال لإعادة أعمارها في ظل أزمة اقتصادية تعيشها البلاد منذ سنة تقريبا.

    وعلى الرغم من تمكن القوات العراقية من تحرير محافظة ديالى وأغلب مدن محافظة صلاح الدين، ومواصلة قوات التحالف الدولي توجيه الضربات الجوية لمواقع تنظيم داعش وأوكاره وشنها أكثر من 4 ألاف غارة جوية إلا أن التنظيم المتطرف تمكن الشهر الماضي من السيطرة على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غربي العراق، الأمر الذي دفع العراق إلى مطالبة العالم بدعمه في حربه مع الإرهاب.

    وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي في كلمة له باجتماع مع قادة الدول السبع الكبرى في ألمانيا "نرحب بأي جهد دولي لمحاربة داعش الذي لا يهدد العراق لوحده وإنما يهدد دول الجوار والمنطقة والعالم بأسره، وإن العالم اليوم بحاجة إلى جهود حثيثة ومتضامنة لإيقاف تدفق الإرهابيين الأجانب الذين يسببون القتل والدمار في العراق والمنطقة، بالإضافة إلى مكافحة عمليات تهريب النفط والآثار التي يستخدمها داعش لتمويل ماكنة الإرهاب".

    وحذر العبادي من طول فترة الحرب قائلا "إن الحرب ضد الإرهاب لا يجب أن تكون مفتوحة إلى الأبد دون أفق محدد، لأنها حرب استنزاف للقدرات البشرية والمادية، وإن استمرارها سينهي عهد التعايش والاستقرار في كل العالم، وعلى العالم أن يوحد جهده لاختصار زمن المواجهة، فكلما قصرنا زمن المواجهة، أصبح العالم أكثر أمنا واستقرارا".

    من جانبه، قال كاظم الشمري عضو البرلمان العراقي في بيان "إن عدم وجود رؤية واضحة للحكومة منذ عام 2006 حتى اليوم في ملف المصالحة الوطنية كان سبب تلكؤ المجتمع الدولي في دعم العراق طيلة المرحلة السابقة عموما وخلال فترة الأزمة الحالية خصوصا".

    وأضاف الشمري "إن المصالحة الوطنية وبناء دولة المواطنة على أساس الكفاءة وليس التبعية الدينية أو الحزبية أو المكوناتية هي المعيار الحقيقي لدولة المؤسسات ودونها لن نجد أي بارقة أمل مستقبلية، وحتى أن دحرنا الدواعش اليوم فسنجد غدا دواعش غيرهم بمسميات أخرى وتستمر الحلقة المفرغة ويستمر نزيف الدم وتراجع الوضعين الاقتصادي والأمني".

    ويتطلع الشعب العراقي إلى الخلاص من حروب داعش العبثية، واختفاء المظاهر الطائفية لدى العديد من السياسيين، والقتل على الهوية، والغاء الشحن الطائفي والامتناع عن التهجير والتغيير الديمغرافي، ومحاربة الفساد الوجه الثاني للارهاب، والوقوف صفا واحدا ويدا واحدة للتخلص من هذه الأمراض والانطلاق نحو المستقبل لكي يضمدوا جراحهم.

    /مصدر: شينخوا/
    تابعنا على